مكائد الأقلام!! |
كتاب الدستور |
أضيف بواسـطة addustor |
الكاتب صادق السامرائي |
النـص : إذا كانت الكتابة رسالة , فلماذا تكون بعض الأقلام مطية لذوي الغايات السيئة؟!! هل أن الكاتب يجب أن يرتزق من قلمه؟ عندما يتحول القلم إلى مصدر للعيش , فمن الصعب أن تجده يكتب بحرية وإخلاص , فلابد له أن يجامل ويخنع ليعيش. فالكثير من الكتابات الإعتياشية تخطها أقلام ترتزق وتريد ثمنا مدفوعا لما تكتبه , ولكي تقبض الثمن , لابد من كتابة ما يرضي الذي سيدفعه , فلا يمكن لأحد أن يدفع ثمنا للكلمة الحرة الخالصة للحقيقة. إن القول بالكتابة النزيهة المحررة من الدوافع والنوازع والغايات الخفية لا تقترب من الصواب في أكثر الأحيان , ذلك أن الأقلام الإعتياشية ستموت وتتشرد وتصيبها الفاقة ويسحقها الحرمان , إذا كتبت كما ترى , وأن عليها أن تكتب كما يُراد لها أن تكتب لكي تبقى ويسوَّق إنتاجها. وفي واقعنا المستهدف , هناك العديد من الكتب العدوانية ذات الأفكار السامة , التي يتم تسويقها على أنها من الإبداع الراقي الأصيل. ويساهم أبناء الأمة بقتلها بأقلامهم , لأن العطايا تعمي البصائر وتعطل العقول , وتثير الغرائز , وتشجع على مزيد من الإنحدار إلى حيث يريد الفاعل فيها. وتبقى الأقلام الحرة والأفكار النيرة في عزلة وإهمال , بل وحرب ضدها , فلا يُشجع نشرها , وتجري المحاولات للنيل من اصحابها وتحجيم دورهم. ويمكن القول أن التوجيهات الديمقراطية في مجتمعات هدفها إطلاق الشرور , وتأهيل سلوكيات الفرقة والشحناء والبغضاء والسلوكيات الطائفية. وما تساءل المسخَّرون لتنفيذ هذه الأجندات , لماذا دساتير مجتمعات الديمقراطية لا طائفية ولا غيرها , ودساتيرنا التي شجعونا على كتابتها ذات توجهات تدميرية للبلاد والعباد ,ويسمونها دساتير وما هي إلا تنانير لسجرنا , وقد تم لنا أن نكون السجير. وعاشت أقلام تكتب كالأجير!!
|
المشـاهدات 66 تاريخ الإضافـة 26/04/2024 رقم المحتوى 44448 |
مكائد "القرن بعد اكتماله" في رواية ذكرى محمد نادر |