الثلاثاء 2024/5/7 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
غائم جزئيا
بغداد 27.95 مئويـة
نافذة من المهجر الشرّ في العالم ...أما له من نهاية
نافذة من المهجر الشرّ في العالم ...أما له من نهاية
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب منال الحسن
النـص :

سأخوض اليوم في موضوع ذي تشعّبات عديدة ومديات واسعة، فثنائّية الخير والشر وجدت مع وجود الكائن البشري على وجه الأرض، على اعتبار أن المخلوقات الأخرى تتصارع من أجل البقاء والحفاظ على حيواتها وفق مبدأ القوي والضعيف، لذلك حين أتحدث عن الشرّ الآن، فأنا ألاحظ كما يلاحظ غيري من المتابعين والمراقبين والمعنيين إنسانياً بما يحدث، أن هناك شرّاً يتفاقم في عالمنا ويجعله هو المهيمن والغالب، في حين يبدو الخير خجولاً ضعيفاً لا يستطيع مجاراة فعل الشرّ إلا بالصبر والتحمّل ومحاولة الخلاص منه والحفاظ ما أمكن على الحياة، وفق مبدأ ( ابعد عن الشرّ وغنيله) لأنك ستكون بأمان ولا تزج نفسك في مواجهة تراها خاسرة مع الشرّ وأساليبه والذين يتّخذونه وسيلة لتحقيق ما يريدون من أطماع وهيمنة بدون الرجوع إلى الجانب الإنساني الذي يمثل جوهر الخير وأعلى درجات التعبير عنه.

المعروف للجميع، والأمر الذي لا يقبل الجدال أو حذق التشخيص، أن الولايات المتحدة الأمريكية هي محور الشرّ، وهي التي تقود ممارساته مع أتباعها في العالم كلّه، وحتى المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، حين يتعلق الأمر بأمريكا فأنها تراها _ المنظمات الدولية _ فوق كل قانون، لأنها المؤثر المباشر على الجميع وهي التي تأخذ القرارات الحاسمة لرسم طبيعة العالم ومحاوره والأوراق التي تلعب فيها إزاء الأحداث وتطلعات بعض الدول والجهات للخروج من خناقها، فهناك والدسائس والمؤامرات والأدوات الخاصة بتنفيذها، لذلك ظلّ محور الشرّ عصيّاً ماضياً في غيّه لا يرى أمامه إلا مساراً واحداً هو تحقيق ما يريد من أهداف وغايات وأولها حماية الكيان الصهيوني الذي يمثّل أعلى درجات السوء و الوحشية والاستهتار والوقاحة، والدليل ما حدث منذ شهور مع أهلنا الأبرياء المحتسبين الصابرين الذين يواجهون شرور أمريكا وكيانها اللقيط بصبر وتحدٍّ وبطولة أسطورية شهد لها القاصي والداني، واعترف بها الجبناء الإسرائيلون في أكثر من تصريح وممارسة، ومع هذا ظلوا بعنجهيتهم ووقوف بؤرة الشرّ أمريكا معهم...

سأقول هنا، ربما، ما يبدو غير واقعي، وهو أن الخير سينتصر في النهاية، فالله تعالى الذي قدّر لكلّ شيء ما يستحق، وجعل الخير هو الأساس والشرّ هو الاستثناء، لا يمكن إلا أن ينصر هذا الخير، سواء طال الزمن أو قصر، وأنا واثقة أن كل قطرة دم بريئة أريقت من شهيد فلسطيني هي لبنة بناء ستعلو حتى ينصرها الله في النهاية...

نعم، الشرّ في العالم لا ينتهي، ومن المؤكد ان ليس هناك جديداً مدهشاً في ما طرحت، فهذه الثنائية الازلية في حياتنا ظلت قائمة مستشرية وقد عمّق القائمون على ديمومتها العاملون في مجالات مؤثرة على المجتمع؛ من خلال استغلال وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة وكذلك برامج الإعلام المعنية ببث المعلومات المضللة وقيادة الشباب إلى مطبّات١ تجعلهم سائرين في ركب تغذية مشروع الشرّ الأمريكي دون إدراك منهم حتى يجدوا أنفسهم متورطين غير قادرين على التراجع بعد أن سلّموا زمام أمورهم بيد قوة تبدو خفيّة في الظاهر لكنها مكشوفة واضحة لمن يريد اكتشاف خطورتها على الهوية الوطنية اولا وعلى المواقف الكبرى ثانيا، وهي تروّج لأفكار الشرّ التي لم تعد أفكاراً بل ممارسات تحاول تهديم ركائز الخير في العالم ببرامج وضعت بدقة وهي تبث سمومها التي تحدد أهدافها التدميرية بشكل غير مباشر، لاسيما وأن الذكاء الاصطناعي دخل في حياتنا بشكل يثير الريبة بسبب عدم استعداد الناس له معرفياً وسلوكيّاً، لذلك اتحدث اليوم عن عالم الشرّ، ولا أريد هنا عرض المخاوف والتوجسات بل أريد من دعاة الخير ان يطوّروا برامجهم العلمية الفكرية و الإعلامية قبل كل شيء ليكون الشعب مستعداً للتعامل مع الحدث تعاملاً راجحاً قادراً على خلق الموازنة بين طرفي الخير والشرّ باستثمار الكفاءات التي يطاردها محور الشرّ ليوظفها لمصلحته المسمومة

لذلك يجب أن لا نغفل لحظة واحدة حرائق الشر التي تريد بنا سوءا

المشـاهدات 171   تاريخ الإضافـة 26/04/2024   رقم المحتوى 44451
أضف تقييـم