الجمعة 2024/5/10 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 21.95 مئويـة
قصة قصيرة
قصة قصيرة
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

ذكرى مولود

 

رأيتة بين الازهار يقف منتشيأ لرائحة زهرة الكاردينيا يطيل النظر اليها كانها لوحة من لوحاتة.. لم يتغير كثيرأ غير ان الزمن رسم على وجهه تجاعيد لتزيده وقارا وتناثرت بين شعره خيوط بيضاء اضافت لوجهه اشراقا وهيبة.. اقتربت منه وكان الزمان بيننا استفاق من غيبوبة مجمدة بصقيع البعد.. قلت له.. هل اعجبتك الازهار.. نعم ساشتريها انها ازهاري المفضلة.. وكأنني لا اعرف، انه يعشق الكاردينيا.. اجاب بصوته الذي ارجعني الى سنين الجامعة ومعارض الرسم والازهار.. كان استاذ للعزف لكنه يعزف بين الحدائق والاغصان نسمع صوتة لنحلم ونغرد معه.. رد ساشتربها دون ان ينظر الي.. قلت له انها هدية لك.. نظر الي وقال.. صوتك كرعد بيوم ربيع وسماء صافية.. ارتعدت جوارحي ونهضت من سبات قديم وكان المطر سقى اعوامي الذابلة. قال قاطعا ولهي،به.. هل تعرفينني.. هل كنت تحضرين مهرجاناتي الموسيقة بين الازهار.. اعرفك يااستاذ حسان الكبير.. ارتسمت ابتسامة واهية على محياي الذابل وتذكرت عقودي الثلاثين التي مضت بحقائب السفر، على حبي له من دون محطة او قطار لالتقي به.. كان يعزف وقلوب الطالبات يحلمن به لكنه يعزف لحبيبتة مريم يعزف ويراها كانها نجمة ترقص في فضائه.. كنت عاشقة له ولغيرتي منها ساد الظلام بقلبي وروحي.. عشقته كما عشقته جميع الطالبات.. كنت اكتبه بداية سطر،.. واسمه محراب ابتهل بداخله واذرف، الدمع على مدبحه.. عاشقة انا لك حسان.. أسم  عاش بذاكرتي وأنين صمتي وصديقتي تخبرني بحبكما.. الكلام تقيد بسلاسل الغيرة لحبهما وهي تنحدث عنه وعن هدية قدمها لها وهنا.. تفاجأت هذة لوحتي التي رسمتها وهو بعزف.. اي صدفة ليقدمها لحبيبتة مريم.. طفح الكيل وتمرد قلبي عليي لاخبره انها كانت على علاقة حب قبله.. انكسر شي في ذلك النهار.. لا موسيقى ولا ضحكة بين الوجوه اختفت.. دموع، مربم حارقة ماالسبب ولماذا.. هنا قد خسرت نفسي وخسرت قيمتي امام الحب كله. لقد اختفى حسان واختفت معه دروس النغم والرسم بين الاشجار وباتت الاغصان ذابلة وبلا زقزقة العصافير.. هل تقبلين دعوتي على فنجان قهوة.. جاء صوته ليقفل باب الالم والخذلان لسنين لبست الاكفان.. نعم اقبل.. سنلتقي في المقهى على ناصية الطريق.. نفضت الافكار وبدأت الازهار تتغتح.. استعجلت ببيع الازهار لاخر مشتر قدمت له مالدي لاسابق الوقت للقاء به.. هل تشرق الشمس بعد جليد الغربة والنسيان هل يستيفظ الحلم الفديم ويعيش حلمي بعد صدأ السنين.. قابلتة على ناصية الطريق وقال.. هل اعطيك رقمي.. جف الكلام ووقف بحنجرتي كسهم يتغرس بي.. قلت له لندخل اولا.. اخذنا مكانا بنهاية الطاولات وهو يحاول ابعاد انظاره عني.. قال اكتبي رقمي فنحن غريبان في بلاد باردة بعيدان عن دفء بلدنا.. هل انت وحيد.. لقد توفيت زوجتي والاولاد كل عاش حياته.. اطفأ سيكارتة وداس عليها بااصابعه كانه يدوس، على ألم مسكون به.. باغتني بسوال قاطعا الحب بداخلي.. سوال ارخصني ومعي حب سكنني.. هل تعرفين شيئا عن صديقتك مربم.. ارتعشت شفتاه وهو ينطق اسمها.. وكانه صفعني بسواله عنها.. انتفضت ملسوعة وكأن اسمها مزق احلامي.. قلت له.. لقد تخرجت وتزوجت وهي تسكن ببلاد خلف البحار.. انه يذكرها وبذكرني بفعلتي التي اوقعت بينهما لكنه مازال يحتفظ بركن هادئ لحبة لمربم.. نهضت.. وقال هل اعطيك، رقمي... ضحكت ضحكه كسجين اخبروه بموعد اعدامه فزالت منه احلامه وامامه حبل المشنقة.. قلت له يمكن في مرة ثاتية وفي غير زمان ومكان.

المشـاهدات 81   تاريخ الإضافـة 27/04/2024   رقم المحتوى 44561
أضف تقييـم