الخميس 2024/5/16 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 34.95 مئويـة
وراء القصد ديمقراطية بملابس داخلية
وراء القصد ديمقراطية بملابس داخلية
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب محمد السيد محسن
النـص :

يشيع في العراق بعض التسميات التي لا تمت لاصحابها بصلة ، فتجد ان البعض يدعو من يسجل يومياته على وسائل التواصل الاجتماعي

Bolger

والحقيقة هي مهنة صحفية تتصل بعمل استقصائي لصحفي ما ، فيدون ملاحظاته حين يعلق على حدث ما ، بعيداً عن نقل وقائعه الشخصية ، اما ما يشيع اليوم فنجد اننا امام مجموعة إناث او ذكور لا يمتون الى مهنة الصحافة بشيء ، بل انهم يتجاوزون احياناً السياقات المجتمعية ، وليس لهم أي تأهيل علمي او تطبيق لنظرية إعلامية محددة، فهم يتحدثون بمواضيع شخصية ويدونون يومياتهم ليس الا.

كما يستخدم مصطلح

Fashionista

وهو لفظ يطلق على العاملين بمجال تصميم الأزياء او على الذين يهتمون باطلاق نماذج جديدة في علم الأزياء ، لذا نجد ان الذين يطلق عليهم لقب فاشنستا ، لايمت بصلة الى جوهر اللفظ ، وانما تتصرف بعض النسوة بتحرر عال المستوى ، ويتشابهن في تصرفاتهن مع بعض من ركبن مهنة الصحافة ، واستطعت ان يجدن لهن حيز ظهور في برامج تلفزيونية يومية تحقق لهن اطلالة توفر لهن فرصة الاستعراض باجسادهن وملابسهن وبالتالي تأسيس علاقات مع متنفذين وأصحاب قرار.

ويتشابهن مع بعضهن البعض في الدخول بعالم التنافس بالسيارات الفارهة وباهضة الاثمان ، والتي لا تتناسب مع الدخل الشهري الذي يتلقينه جراء العمل الظاهر ، بيد انهن يتحدين الذوق العام بالحديث عن سيارات باهضة الاثمان ، مع غياب قانون من اين لك هذا ؟ وتطبيقه لا يحصر بالمشتغلين بعالم السياسة فقط.

ووصل الحد ببعض هؤلاء النسوة الى التبجح بالجهر بعلاقاتهن غير الشرعية ، وغير القانونية مع موظفين بدرجات خاصة في الحكومة ، وخصوصا في السلك العسكري والأمني ، ومثلما يساورك الإحساس انهن خارج اطار الذوق العام ، تكتشف لوهلة انهن خارج اطار المسؤولية الأخلاقية التكافلية للمجتمع والدولة.

وقد تنابز بعضهن على بعض وغمزن من قنوات بعض حتى وصل باحداهن التهديد بكشف علاقة احداهن ، وفتح ملف الفضائح المتعلقة بموظف كبير في احدى الوزارات الأمنية.

ونتيجة للعلاقات الخفية بدأن بالتسلق الى ما يسمى عالم الإعلان ، فيتم الاتجار بهن لترويج البضائع ، وتجاوز الوضع الجهد الخاص حتى اخترقن مؤسسات حساسة للحكومة ومرافئها الأمنية فتجد احداهن تقف في ساحة امنية حساسة بذريعة الترويج لسرب طائرات في قاعدة جوية.

وتستمر تداعيات الديمقراطية العراقية حتى تدخل غرف النوم ، فبدأ بعضهن تفكر بالترشح للانتخابات ، بعد ان شاهدت فوز احداهن بمقعد في مجلس النواب ، استغلالا لقانون انتخابات سيء يسمح بتسلل البغايا الى أروقة الجسد التشريعي والرقابي الحكومي. والمثير ان احداهن تتحدث عن احلامها ومشاريعها ووعود بعض المتنفذين والمقربين من القرار السياسي لها بالترشح والفوز ، فيما هي تجلس على سرير نومها ، وبملابس اقل ما يقال عنها انها بدون ملابس.

لا ازعم ان هذا السيناريو مستحدث ان العراق ، ولكن القضية كانت في الماضي لا تتعدى المسميات التقليدية التي توصف بها أصحاب هذه المهنة ، بغي ، راقصة، فنانة ، او غيرها من المهن التي لم يتم تجاوز مسمياتها ، الا انها في هذه المرحلة باتت تتجاوز واقعية الوصف ، ويتم ابتكار مهن جديدة لا تمت باية صلة بهن.

وهذه هي المخاطرة الكبرى خصوصا مع دخول العالم منظومة الانسان الصحفي بدون تراتبية منهجية بعد تطور العلاقة مع الهاتف الذكي والانسان. ويبقى المتهم الأكبر في هذه العلاقة وهذه التجاوزات الطبقة السياسية التي تكلف بحماية الخلق العام وتقيم علاقات خارج هذا الخلق ، وتكلف بحماية المجتمع من الحالات الشاذة لكن حالة النفاق تدفعهم للاختفاء وراء الشعارات الجوفاء.

المشـاهدات 74   تاريخ الإضافـة 29/04/2024   رقم المحتوى 44697
أضف تقييـم