فوق المعلق اية صحافة هذه ! |
كتاب الدستور |
أضيف بواسـطة addustor |
الكاتب الدكتور صباح ناهي |
النـص : حين تتلمس طريقك في درب الصحافة التي نذرت عمرك فيها ولها وفي فنائها وعوالمها ،ونكتشف إنها تراجعت قيميا ومعرفيا ، وصار من هب ّ و دب ّ يعمل في بلاطها دون وجل او مسؤولية ، وتكتشف إنك تدور في قارب المهنة بمجداف واحد ،،لعلك تدور مع مثلك وأخلاقيات المهنة التي تعلمتها او تربيت في كتفها ، مهنة كانت ذات يوم عصية على الداخلين اليها ، والماكثين فيها ، حين لا مجال آخر غير الصدق والتعبير عن جوهر أخلاقيات ، العمل الصحفي حين يكون رسالة وثقة تتوافق مع الثقة الممنوحة لك من القارى اللبيب الذي أوكل لك مساحة الصحيفة لتكون مؤتمنا على أعمدتها وخطوطها ، يثق بك وياخذ عن الصحفين وزادته من المعرفة. انقلب الحال كليا بمشاركة وسائط التواصل الاجتماعي ودخول عالم الفرد الصحفي الذي يكتب او يرسل لك اي شي يفكر او لايفكر بجدواه ، حتى غدى عالم الصحافة أسير لتلك الظاهرة الكونية وضاع المتلقي واحترب الناس وصاروا يتقاتلون فيما بينهم ، وانتقلت العدوى من الوسائط الى وسلئل الإعلام من صحف وتلفزيونات وإذاعات ، التي تخل الكثير منها عن المصداقية ، نحورالفورية وعدم تمحيص المصادر فدبت الفوضى في أوساطها ، واندس الكثيرون من غير المهنين وتسلقوا جدران الصحف وأبنية المحطات التلفزيونية ، واخترقوا المهنة وحولوها إلى مقاطعات وجماعات وأحزاب ، وخربت الدنيا بأسماء ومسميات ، وانحسرت المواهب الحقيقية امام المغامرين وطلاب المجد ( الصحفي ) بغير دستور او قانون يحمي المهنية وكسر حائط الاحترام للمهنية وانداح فيضان الأسماء التي تريد ان تشغل اروقة صاحبة الجلالة ، ولعلهم يسخرون من هذه التوصيف ، لانهم صاروا في سلم هرمها عنوة وخلسة ،، لعلك تتذكر قصيدة الجواهري ( كلاي ) وهو يصف موهبة الملاكم الذي يسقط الخصوم بضرباته الانيقة ويكسب البطولات ، ويبقى دور المبدع التصفيق والتفرج ؛ تتذكر الجواهري الناقم على موهبته الرفيعة امام ضربات الزمان المتمثل بكلاي :
من قصيدة كلاي للشاعر الجواهري
شِسْعٌ لنعلِكَ كلُّ مَوْهِبةٍ وفداءُ " زندِك " كلُّ موهوبِ وصدى لُهاثِكَ كلُّ مُبتَكَرٍ من كلِّ مسموعٍ ومكتوبِ من كلِّ ما هَجَسَ الغواةُ بهِ عن فرط تسهيدٍ وتعذيبِ يا سالبا بِجِماعِ راحتِهِ أغنى الغنى، وأعزّ مسلوبِ ما الشعرُ ؟ .. ما الآدابُ ؟.. ما بِدَعٌ للفكر ؟.. ما وَمَضاتُ أُسلوب ؟ شِسْعٌ لنعلِكَ كلُّ قافية دوَّتْ بتشريق وتغريب وهذه القصيدة التي اطلقها الجواهري لعلها لسان حال الموهوبين والمخلصين لمهنتنا المخترقة !؟ |
المشـاهدات 85 تاريخ الإضافـة 07/05/2024 رقم المحتوى 45276 |