الإثنين 2024/5/20 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 24.95 مئويـة
هل للأطفال هموم؟
هل للأطفال هموم؟
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب رؤى أحمد شهاب
النـص :

سؤال يجب ان لا نهمله، وان ننتبه له ونحذر منه؛ خاصة بعد أن أرجع خبراء الأسرة أسباب الانتحار في صفوف الصغار إلى كثرة المشكلات التي بات يعاني من وزرها الأطفال في المجتمعات الحديثة إلى كثرة الضغوط النفسية على الطفل، والتي تجعله يفكر في عقاب نفسه بطرق عنيفة تصل إلى حد الانتحار، وفقدان الرغبة بالبقاء على قيد الحياة.ونبه العديد من المرشدين للتربية إلى أن الأطفال بحاجة إلى من يلجؤون إليه عند الشدائد وأثناء المحن التي يمرون بها قبل أن يعبروا الخط الأحمر، وينزلوا عقابا بأنفسهم قد لا تحمد عقباه. وأكدوا أن الأطفال يتأثرون كما الكبار بالأحداث التي تحيط بهم، وبالعقوبات التي يتعرضون لها والمشكلات التي تحدث بين الأبوين، ومن المحتمل أن يوجهوا غضبهم نحو أنفسهم بمحاولة إيذائها والخلاص من المعيشة التي لا تروق لهم.في هذا الصدد دعا (بيتر ويلسون)، مدير جمعية الصحة العقلية للأطفال، الآباء إلى ضرورة تفهم عمق تأثير المشكلات العائلية على أبنائهم. وأوضح “دائما نتصور أن الأطفال قادرون على تحمل المصاعب، لكنهم يتحملون لأنهم لا يمتلكون خيارا سوى التحمل، غير أن هؤلاء الأطفال الذين يقدمون على الانتحار أو إيذاء أنفسهم إنما يقولون للآخرين إنه من الصعب عليهم أن يواصلوا الحياة مع الصعوبات التي يواجهونها”، وهذا يتطلب من ذوي الاطفال ان يركنوا اليهم ويستمعوا للمعاناة المحيطة بدواخلهم الخفية.وأشارت الدراسات النفسية إلى تزايد السلوكيات العنيفة في صفوف الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 5‏ و‏14‏ عاما، فيما تضاعف خطر التفكير في الانتحار في صفوف الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سن 12 و13 عاما، بواقع خمس مرات، وأكدت أن طفلا من بين كل 20 يعاني من مشكلات سلوكية، وأن من هؤلاء الأطفال قد ولدوا لعائلات ذات دخل منخفض، ومنهم يعيشون مع أحد الأبوين، وقرابة النصف من هؤلاء الأطفال تعرضوا للعنف الجسدي أو الإهمال.بدورهم عد الباحثون أن السلوك العدواني لدى الأطفال علامة إنذار ويستدعي عرضهم على مختصين من أجل حمايتهم من العنف الذي قد يتطور إلى مشكلات نفسية واجتماعية على المدى الطويل، وبذلك من الممكن ان يصبحوا اشرارا يهددون أمن المجتمع وسلامته.بالوقت نفسه تحتاج العوائل الى الاهتمام بالاطفال ورعايتهم، وعدم السماح لهم ان يشاهدوا الشجارات والخلافات الحاصلة بين الابوين؛ لاشيما وان الطفل لديه ذاكرة فارغة، يمكن ان يملأها بهكذا صور محزنة عن الواقع الصعب الذي يعيشيه ابويه، وهذا ما نتمنى للعوائل الانتباه اليه بحرص واهتمام عاليين.

 

 

المشـاهدات 541   تاريخ الإضافـة 08/05/2024   رقم المحتوى 45346
أضف تقييـم