في الصميم البغداديون والتصميم الاساسي لبغداد !! |
كتاب الدستور |
أضيف بواسـطة addustor |
الكاتب علي الزبيدي |
النـص : لا اذهب بعيدا اذا قلت ان بغداد اليوم تشكو الفوضى في كل شيء والبغداديون الذين تعودوا على جماليات بغداد وتحضرها في كل شيء وجمال حدائقها ونظافة شوارعها باتوا يعانون اليوم ايضا من هذه الفوضى بل العشوائية التي باتت تشكل مظهرا من يوميات بغداد. فالمعروف أن للمدن الكبرى والتاريخية وخاصة العواصم هناك تصميم اساسي يا خذ بنظر الاعتبار التوسعات المطلوبة والزيادة السكانية المرتقبة فيضع هذا التصميم كل شيء في مكانه المناسب وان الجهة المسؤولة عن وضع هذا التصميم ومراقبة تنفيذه وعدم التجاوز عليه هي امانة العاصمة كما كانت تسمى سابقا وأمانة بغداد كما تسمى حاليا. واليوم بغداد غير بغداد الامس فوضى الشوارع وفوضى البناء العمودي الذي باعتقادي انه مخالف للتصميم الاساسي للمدينة وبالتأكيد ان هناك جهات مستفيدة من وراء هذا التجاوز على التصميم الاساسي فلا يعقل ان تكون بغداد بهذه العشوائية في البناء والشوارع والتخريب البيئي والصخب وفوضى الوان البنايات التي هي عوامل تؤثر على امزجة الناس وتسبب لهم حالات نفسية وعصبية عديدة وهذا ما يعرف بالتلوث البيئي. وفي العودة الى تاريخ اول تصميم اساسي وضع لبغداد نفذته شركة (مونوبوريو ) البريطانية في العام 1956 كما تم اعداد تصميم آخر لبغداد من قبل الاستشاري اليوناني( دوكسيادس ) في عام 1959 وفي العام 1973 تم إعداد تصميم حديث قامت بوضعه لجنة مؤلفة من 80 معماري ومختص بتخطيط المدن ولمدة زمنية حتى العام 1990 وهذا يعني إن هناك تصميم أساسي يطور ويحدث لكل فترة زمنية وتوضع ضوابط وشروط لكل شيء يستحدث على الأرض للحفاظ على طابع بغداد الحضاري والتراثي وسعيا لمواكبة التطور العمراني العالمي. ومن يزر العواصم العربية والاقليمية المجاورة يرى التناسق اللوني الجميل في الشوارع والعمارة وطبيعة تصميم المساحات الخضراء ضمن الأحياء السكنية وحتى إن أكثر عواصم الدول حددت ضوابط السكن فيها وطبيعة البناء بل إن هناك عواصم كما في دمشق والقاهرة وتونس والجزائر منعت أي هدم للبيوت التراثية والتاريخية فيها حفاظا على تاريخ تلك العواصم وشواخصها العمرانية من الضياع هذا الاهتمام نراه مفقودا في بغداد اليوم مع الاسف فقد زحفت العمارة الحديثة على أغلب مناطق بغداد التراثية بحجة التطوير والتوسع لكن الغاية هي الاثراء على حساب تاريخ بغداد وجماليتها وأكاد أجزم ان 75 بالمائة من تراث بغداد أندثر أو في طريقه الى الاندثار وإن كانت هناك مبادرات محدودة لجهات تسعى للحفاظ على معالم بغداد التاريخية والتراثية مثل إعادة تأهيل شارع المتنبي أو السعي لإعادة الروح لشارع الرشيد إلا ان هذه المبادرات لوحدها لا تكفي فالمطوب جهد رسمي كبير ومنظم لإعادة جمالية بغداد عاصمة العراق ودار السلام فكل عراقي أصيل يحرص على بغداد وتأريخها الحضاري والانساني ولا يرضى بأن يطالها الاهمال والتخريب. |
المشـاهدات 235 تاريخ الإضافـة 15/05/2024 رقم المحتوى 45832 |