الأحد 2025/1/5 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 5.95 مئويـة
نيوز بار
العراقيون والكآبة والمشاكل النفسية والعقلية!
العراقيون والكآبة والمشاكل النفسية والعقلية!
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب أ.م.د. صدام العبيدي
النـص :

أشار تقرير علمي صدر مؤخراً أن 29% من العراقيون يعانون من الكآبة والأمراض النفسية والعقلية، كما سبق أن أكدت منظمة الصحة العالمية قبل سنوات بان هناك ما لا يقل عن 6 ملايين عراقي يعانون من أمراض نفسية نتيجة الصراعات والحروب ومشاهد العنف اليومية، وإن عراقياً واحداً من كل أربعة يعاني من هشاشة نفسية، إن ما اشار إليه التقرير أعلاه حقيقة نشعر بها ونتلمسها في الواقع من خلال مظاهر الانتحار والعنف الأسري والعدوان والاجرام وإيذاء الآخرين وهذا يرجع بلا شك إلى ما عاشه العراقيون ولا يزال يعيشه من واقع مرير فالحروب والقتل والعنف والإرهاب والحرب الطائفية والتفجيرات وما نتج عنها دماء أريقت وأرواح ازهقت واجساد قُطعت وأشلاء تناثرت، ثم احتلال داعش لكثير من مناطق العراق وما نتج عنه من مشاهد القتل والعنف والتمثيل بالجثث وتهجير ونزوح الكثير من العوائل ومعاناتهم في مخيمات النزوح كل هذه الأحداث التي عاشها العراقيون لعقود من الزمن تركت بلا شك أثراً لا يستهان به من الاضطرابات والحالات النفسية لهذا صنفت منظمة أطباء بلا حدود والصحة العالمية العراق بأنه: "موطن للأمراض النفسية" في وقت لا يزال الاهتمام بالصحة النفسية في العراق محدود جداً، فالعراق لا توجد فيه سوى ست مستشفيات فقط للعلاج النفسي كما يعاني العراق نقصاً شديداً من الكوادر الطبية في مجال الرعاية والعلاج النفسي حيث يوجد في العراق طبيب واحد فقط لكل 100 الف مريض وبمقابل هذا النقص الحاد في مجال الرعاية والصحة النفسية مع كثرة ممن لديهم مشاكل نفسية ويحتاجون  إلى  العلاج والرعاية النفسية نكون أمام مشكلة حقيقة حيث نتج عن هذه المشاكل النفسية كثرة الانتحار والعنف الأسري فيكفي أن نعلم أن العراق أحتل في أخر احصائية لمنظمة الصحة العالمية المرتبة الخامسة عربياً بعدد حالات الانتحار بـ (1128) حالة انتحار، وفي مجال العنف الأسري والمجتمعي أحصت وزارة الداخلية نسبة حالات العنف في البلاد على اختلاف أشكالها والتي تبلغ يومياً 100 حالة في العاصمة بغداد فقط، في حين كشفت مفوضية حقوق الإنسان في البصرة وحدها أنه تم تسجيل أكثر من 2400 حالة عنف أسري خلال 2023 أي بمعدل 6 حالات يومياً وإن ضعف هذا العدد لا يقدمون الشكاوى بسبب العادات والتقاليد وأمام هذه الاحصائيات لا توجد مؤسسات صحية مختصة وآليات مدروسة لمواجهة هذه المشاكل النفسية التي يعاني منها نسبة كبيرة من العراقيين وإنما توجد كما يقول الدكتور علي البياتي رئيس مجموعة مدافعون لحقوق الإنسان الدولية في حديثه مع صحيفة طريق الشعب في 18 نوفمبر 2023 بعض البرامج والورش تشخص وتصف هذه المشكلة بشكل نظري، إلا أنه على الصعيد الميداني لا يوجد عمل حقيقي لا من خلال مؤسسات قادرة على القيام بهذا الدور ولا موارد بشرية أو حتى وجود جهود للتعامل مع هذا الكم الهائل إذ نتحدث عن نسبة لا تقل عن 50 % من العراقيين بحاجة إلى رعاية صحية نفسية، لذا فالحاجة ملحة إلى عمل مؤسساتي ابتداءً من التشريعات والسياسات وصولاً إلى أدوات التنفيذ الفاعلة، والدولة لديها الإمكانات المادية والمعنوية من خلال إنشاء مستشفيات ومراكز الرعاية الصحية النفسية وإعداد أطباء وكوادر مؤهلة في مجال الصحة النفسية، ونشر الوعي الصحي النفسي لدى المواطنين من خلال وسائل الإعلام التي لا بد أن تلعب دوراً مهماً بتوعية المواطنين بضرورة وأهمية مراجعة الطبيب النفسي لأهمية هذه الخطوة في معالجة ما يعانيه المجتمع من مشاكل كثيرة يقف في مقدمتها كما قلنا الانتحار والإجرام والعنف الأسري وغيرها من المشاكل الناجمة عن الأمراض النفسية والعقلية ونقص الرعاية الصحية النفسية.

المشـاهدات 188   تاريخ الإضافـة 25/05/2024   رقم المحتوى 46499
أضف تقييـم