عزالدين المانع

تحولت معظم الشوارع والازقة السكنية الموثقة في نظام التصاميم الاساسية والتشريعات الحضرية الى تجارية او صناعية في غفلة من عيون مراقبي البلديات وربما بعلم ومباركة المرتشين منهم والفاسدين .. وراحت تمتد وتجثم على صدور الساكنين في هذه المناطق .. وتكتم انفاس من لا حول له ولا قوة امام وقاحة وشراسة من يمارس هذه التخريبات والتجاوزات مع سبق الاصرار والتعمد ..

وأقام البعض الاخر ورشاً ومعامل صغيرة راحت تقذف بسمومها ووبائها وابخرتها وضجيجها ومخلفاتها في صدور الناس امام انظار الدوائر الرقابية والبيئية والبلدية دون ان تحرك ساكنا خوفا من ردود الافعال الانتقامية و - العشائرية - احياناً ..

فهذا حدّاد وذاك نجّار وهذا سمكري وهذه ورشة او معمل لصنع الحلويات والمخللات وتعبئة عبوات مياه الشرب وغيرها من الحرف التي قد تثير الضوضاء والدخان وتسبب الازعاج وترمي مخلفاتها من زيوت ونفايات على ارصفة الشوارع ومحرمات الازقة والساحات المحاذية لها .. وتستنزف التيار الكهربائي ـ برغم شحته ـ وتمتص ثمالة المياه من الشبكة وتخنق فوهات المجاري والمانهولات دونما خشية من حساب او عقاب قانوني رادع ..

واستفلحت ظاهرة اخرى لا تقل سلبيةً او ضرراً عما تقدم حيث بدأ العديد من اصحاب العقارات والدور السكنية بتقطيعها وتجزئتها الى عدد من الشقق السكنية المستقلة بلا اجازات بناء او موافقات بلدية اصولية متجاوزين على التصاميم الاساسية للاحياء السكنية وكاتمين انفاس البنى التحتية التي لم تعد قادرة على استيعاب كل هذه الاعباء الناجمة عن تقطيع العقارات عشوائيا وبشكل جائر ومخالف للقانون ..

ونتساءل .. أليس في داخلنا رقيب يغني عن صفّارة القانون وكتب الانذرات ودفتر الغرامات الذي يحمله ذلك الرقيب الذي يفترض ان يحذرنا دائماً بأن القانون لا يبغي سوى سلامتنا وراحتنا وان قبضته ويقظة رجاله ونزاهتهم هي الحل الذي لا بُد منه ..