الأربعاء 2025/5/21 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 26.95 مئويـة
نيوز بار
( أصغر من رجل بعوضة ) بنهايات صادمة تعامل معها القاص البطران بذكاء
( أصغر من رجل بعوضة ) بنهايات صادمة تعامل معها القاص البطران بذكاء
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

ياسمين الأنسي . اليمن*

 

" أصغر من رجل بعوضة " مجموعة قصص قصيرة جداً للقاص السعودي حسن هل البطران وهو كاتب متميز له عدة مجاميع في القصة القصيرة جداً ، ثرية تميزت بالعمق والإختزال المثير للكثير من التحليلات والتساؤلات، وبنهايات صادمة وغير متوقعة وسأتناول بالتحليل نصاً منها :

" فُتح كتابه..

سقط مغشياً عليه.! " ص20

نجد في النص أن من قام بعملية الفتح للكتاب هو آخر لا صاحب الكتاب، والكتاب.. محل للتسجيل أو التقييد سواء كانت أرقاماً حسابية أو أحداثاً تاريخية عامة أو أحداثاً مؤلمة خاصة بمن فُتح كتابه وربما مذكرة يومية أو غير ذلك..

العقدة في النص هو أنه (سقط مغشياً عليه.!) خُتمت الجملة بنقطة وتعجب..

التعجب التي تلت النقطة نهاية النص تخلق في ذهن القارئ عدد من التساؤلات.. لماذا سقط مغشياً عليه حين فُتح كتابه؟ فلربما وقف بين يدي خالقه وقد حان موعد حسابه على كل ما سُجل في هذا الكتاب من زلات ومعاصي وربما جرائم..

وربما الفاعل آخر خشي أن يفضح أمامه..لكننا حين نرجع لعنوان النص "نظرة في الماضي" رغم أنه لا يستبعد العنوان ما سبق وإنما نجد في ورود كلمة "نظرة" قد أضفت على النص جو من الرحمة والأسى على من فُتح كتابه، كون هذا الكتاب كان مغلقاً على أوجاع وآلام ماضوية، وعملية الفتح عمدت على استرجاع وتذكر ونكء هذه الأوجاع التي لم يبرأ منها بعد..

يحمل النص تحليل آخر فقد يكون الضمير في كلمة "كتابه" عائداً على الوطن، فسقط مغشياً عليه.! من سلسلة أحداث ماضية موجعة ومنهكة، لولا تقييدنا العنوان بالماضي، لصح القول في التحليل أنه سقط مغشياً عليه.! من خفايا مظلمة صادمة تنتظر في هذا الكتاب..

وربما الضمير المقصود في "كتابه" عائداً على الزمان، فهو من نظر في الماضي فسقط مغشياً عليه.!

وقد يكون الضمير عائد على كرسي الحكم، أو على طائفة دينية، سياسية، عقائدية..

فقد عمد الكاتب عن ذكاء على جعل الضمير للغائب لتتعدد تحليلات وتأويلات النص.48 نص ق.ق.ج، فيها القصة الومضة (نظرة في الماضي، رزنامة، عقدة عالية).

نجد المجموعة قد قسمت بطريقة تكتيكية إلى 16 جزء ثلاثي النصوص، استهلها بـ بعبارة (ونبدأ بمُلاحقة البعوضة)، التي شد بها القارئ للتتبُع حتى بلغنا الجزء الـ 14 فوجدنا جزء آخر للعبارة الاستهلالية (وتزداد أرجل البعوضة طولاً) لنجد نصوص هذا الجزء الثلاث زادت طولاً عن سابقاتها، ثم تلاه في مقدمة الجزء الـ 15 عبارة (وتتقلص أرجل البعوضة) لتعود النصوص للتقلص ، الثلاث العبارات ونحن نلاحق البعوضة ونتابع ازدياد أرجلها طولاً ثم تقلصها، تعد قصة قصيرة جداً حاضنة للمجموعة .

 

* كاتبة من اليمن

المشـاهدات 346   تاريخ الإضافـة 14/06/2024   رقم المحتوى 47812
أضف تقييـم