السبت 2024/9/28 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 26.95 مئويـة
دور اللغة في عملية التفكير قراءة في كتاب: جدلية اللغة والفكر للدكتور محمد محمد داود
دور اللغة في عملية التفكير قراءة في كتاب: جدلية اللغة والفكر للدكتور محمد محمد داود
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

انتظار الوردي

تقديم:

عرفت اللغة قديماً بأنها أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم. أما حديثاً فقد أصبحت اللغة عبارة عن قدرة ذهنية مكتسبة يمثلها نسق يتكون من رموز اعتباطية متطوقة يتواصل بها أفراد مجتمع ما، لها طبيعة صوتية-اجتماعية كما إنها متغيرة ومكتسبة.

إنّ الاهتمام باللغة قديم، منذ وجود الإنسان هي تنمو وتتطور وقد تعددت اللغات حتى أصبحت قرابة ثلاثة آلاف لغة، كما شهدت الدراسات اللغوية الحديثة تقدماً ملحوظاً متجاوزة حدود الاهتمام بلغة معينة إلى دراسة اللغة عامة من أجل ذاتها.

ومع بدايات القرن التاسع عشر جرى البحث اللغوي عن كنه اللغة وطبيعتها ووظيفتها وأدخلت إلى مجال العلم فتحول الدرس اللغوي من الافتراضات النظرية إلى الملاحظات العلمية، ولأن اللغة أصلاً لبعض العلوم ووسيلة من الوسائل التي تستعين بها العلوم الأخرى امتد الاهتمام بها إلى أهل العلوم الأخرى، فنشأ مجال علم اللغة التطبيقي والاجتماعي والنفسي والإعلامي والسياسي... الخ.

ومن الجدير بالذكر بالذكر أنّ مع بدايات هذا القرن ورحاب البحث اللغوي الحديث ارتقى علم اللغة وصار من أهم العلوم الاجتماعية التي تهتم بالسلوك الإنساني على تنوعه في أثناء اتصاله بالآخرين.

ولما كانت اللغة نقطة التقاء بين علمها وشتى فروع المعرفة قد أدى هذا التعاون إلى استعانة البحوث اللغوية الحديثة رغبة في الكشف عن أسرار النظام اللغوي بكل مستوياته على نحو مايظهر في استعانة اللغويين بعلم الفيزياء في دراسة نطق الصوت اللغوي وصفاته الفيزيائية وأثرها في السمع ووضوح الصوت اللغوي والعوامل المؤثرة بذلك.

 

-الفرق بين اللغة والكلام:

اللغة:نظام من الإشارات مخزون في الذاكرة موجودة في حالة من حالات وجود القوة والإمكانية، تسمو فوق الفرد وهي ملك المجتمع الذي اختار هذا النظام للتفاهم بين أفراده الذين لا يستطيعون تغيير شيء فيها، إذ إنها ثابتة ذات طبيعة جامدة سيكولوجية-نفسية لأنها قواعد محفوظة في الذاكرة.

الكلام: استعمال الإشارات لفهم رسالة أو إنتاجها بوساطة شخص معين في مكان وزمان معينين. ويكون للشخص حث استعمال أساليب بلاغية في حدود قواعد اللغة وله الحق في تأليف الكلام حسب المقام ومقتضى الحال.

إنّ الكلام ذو طبيعية متلاشية سيكولوجية-نفسية وهو بين نوعين من القدرات اللغوية: الكفاية والأداء.

 

-أنواع المعنى وكيفية فهمه:

يتناول البحث اللغوي الحديث دراسة المعنى بكل جوانبه لأنه حصيلة وهدف الفروع اللغوية الأخرى. وقد نال علم الدلالة اهتماماً كبيراً من العلماء والباحثين قديماً وحديثاً حتى في الفروع الإنسانية الأخرى وهذا ليس غريباً لأن دلالة الألفاظ أمر يتصل بجوانب حياتنا المتعددة، الأمر الذي دفع العلماء والباحثين إلى دراسة دلالة الكلمات دراسة علمية تتصف بالدقة والعمق بغية الوصول إلى تحديد أدق للمعنى والكشف عن جوانبه المختلفة.

 

-حدود المعنى اللغوي:

يدرس علم اللغة الحديث(المعنى) من خلال دراسته لمجموعة الخصائص والمميزات اللغوية للحدث المدروس، يتم تناول هذه الخصائص على مستويات (صوتية-صرفية-نحوية-معجمية-سياقية) والتي تعد أهم العناصر المؤثرة في تحديد المعنى.

 

-دور اللغة في عملية التفكير:

للغة دور مهم في عملية التفكير، فالمفاهيم التي يكتسبها الإنسان لابد أن يرمز لها برموز تمكنه من استعمالها في التفكير والتعبير عنها وإن كانت اللغة تعين الإنسان على تجسيد فكره أو بلورته، فالفكر بدوره يعين اللغة ويثريها بالمصطلحات، إذ إنه دالتها.

تتجلى فعالية اللغة وحيويتها في إنها أداة لتنظيم موضوعات العلم وتصنيفها.

وتتشكل اللغة لحاجة اجتماعية ضمن إطار الجماعة، تؤثر بشكل مباشر على كيفية إدراك هذه الجماعة لمحيطها وواقعها وهي تتمتع بدور أساسي وفعال في عملية المعرفة مادامت أهم وظائفها تقصي الواقع.

إنّ اللغة كالكائن الحي، تنمو وتتطور ولا تقف عند حد معين من الكلمات، والدليل على ذلك أننا نلاحظ حدوث تغيرات سريعة في بعض اللغات وظهور كلمات جديدة، قد يكون ذلك نتيجة الاحتكاك المباشر بلغات أو ثقافات خارجية أو تتيجة ظهور تكنلوجيا جديدة.

وقد ذكر داود أنّ الضاد اداة قوية للثقافة العربية وتعتبر ثمرة تاريخ الحضارة، لم تتغير إلا ببطء شديد واستعملتها كل الطبقات والشرائح، كما أخضعت قواعدها إلى عملية تأصيل وتقعيد مستمرين على الرغم مما لوحظ من ازدياد في عدد الألفاظ الدخيلة المستعربة.

المشـاهدات 144   تاريخ الإضافـة 25/06/2024   رقم المحتوى 48295
أضف تقييـم