دورة الـ 33 لمهرجان الأفلام القصيرة في

دورة الـ 33 لمهرجان الأفلام القصيرة في "سِن سان دوني"

سينما

أضيف بواسـطة addustor

الكاتب

النـص :

مقدمة تعريفية

صلاح سرميني/باريس

"منذ بداياته في عام 1992، روّج المهرجان لبرنامجٍ ثريٍّ في إطار أجواء ودّية تمنح الوقت للمُناقشة، والمُشاركة.

عشرة أيام من السينما، وفنّ الفيديو، وفنّ الأداء، والعروض الحيّة، والاجتماعات، والأيام المهنية ...

وبعد أن أصبح على مرّ السنين أحد المهرجانات الفرنسية الثلاثة الأساسية للأفلام القصيرة، يفخر اليوم بأنه كشف عن العديد من صانعي الأفلام برؤى فريدة، وجريئة، بما في ذلك ميا هانسن لوف، وفرانسوا أوزون، وإيمانويل بيركو، وجاسبار نويّ، أو لويّ جاريل ...".

هذه فقرةٌ مُستعارةٌ من كلمة فاليري بيكريس رئيسة منطقة إيل دو فرانس (باريس الكُبرى)، وفلورنس بورتيلي نائب الرئيس المُكلف بالثقافة، والتراث، والإبداع.

وهي تُجسّد واحدةً من الحقائق التي عشتُها بنفسي، وأنا أحرص كلّ عامٍ على متابعة هذا المهرجان منذ بداياته، وأضعه في قائمة اهتماماتي، تماماً كما أفعل مع المهرجان الدولي للأفلام القصيرة في كليرمون فيران (فرنسا)، ودائماً بدون لفظ النون الأخيرة من كلّ كلمة.

الفارق الجوهريّ بينهما، أنّ الأول (بانتان) يهتمّ بالإبداع الفرنسيّ، والفرانكوفوني، مع اهتمام خاصّ بسينما بلد معين في كلّ دورة (السينما الإيرانية هذا العامّ مثلاً)، والثاني (كليرمون فيران) ينفتح على فرنسا، والعالم، ولكن كلّ واحدٍ منهما يحتفظ بخصوصيةٍ لا تتوفرّ في الآخر، وهذه هي إحدى الميزات الكبُرى للمهرجانات الفرنسية مهما كان حجمها، طبيعتها، اهتماماتها، وشهرتها.

وهكذا، منذ أيام، انتهت الدورة 33 لمهرجان الأفلام القصيرة في سين سان دوني (Côté Court)، والتي انعقدت خلال الفترة من 5 وحتى 15 يونيو 2024، وهو أحد المهرجانات السينمائية المُفضّلة بالنسبة لي، مع أنه ينعقد في شهرٍ تزدحم فيه المهرجانات في باريس (بدون الحديث عن مدنٍ أخرى)، ومن خلال قراءة تعريفية، سوف تتوضّح أسباب هذا التفضيل.

وقد تخيّرت الإنتظار حتى نهاية أيام المهرجان كي أتفرّغ للكتابة عنه بهدوءٍ بعيداً عن زحمة الأفلام، واستسلاماً للمُتعة، والفضول، والمعرفة.

بداية، هو مهرجانٌ ـ كما يُشير عنوانه ـ مخصصٌ للأفلام القصيرة، والمُتوسطة الطول (أقلّ من 60 دقيقة)، ويميل إلى كلّ ماهو مختلفٌ، طليعيٌّ، تجريبيٌّ، فيديو آرت، وأفلامٌ هجينة، أو غير قابلة للتصنيف، وهذه الخطة البرمجية بالتحديد هي التي تميّزه عن المهرجانات الأخرى، والتي يمتلك كلّ واحد منها ميزاته الخاصة المختلفة عن الأخرى.

ينعقد المهرجان في ضاحية/مدينة مُحاذية تماماً لباريس كما حال القاهرة والجيزة في مصر، وتُعرض الأفلام في مبنى تقليدي الطراز يحتوي على ثلاث صالات مختلفة الأحجام، كما تتوزّع عروض، ونشاطات إضافية في صالات ضواحي/مدن أخرى تجتمع تحت تسمية إدارية "سين سان دوني"، كما يتمّ عرض مختاراتٍ من الأفلام في بعض صالات الفنّ، والتجربة في باريس.

في البداية، Côté court تعني "من جانب، أو من ناحية القصير" (المقصود بالفيلم القصير)، وهي مستعارةٌ بتعديلٍ طفيفٍ (حذف حرف T) من مُصطلحٍ فرنسيٍّ Côté cour، ويعني "من ناحية فناء العمارة الداخليّ".

ولكن، بالاستعانة بقواميس اللغة الفرنسية، سوف نجد التعريف الأصليّ لهذا المُصطلح المُركّب من كلمتيّن، حيث تعود أصوله إلى المفردات المسرحية، ويشير "جانب الفناء" إلى الجانب الأيمن من المسرح الذي يراه الجمهور، على عكس "جانب الحديقة" الذي يشير إلى الجانب الأيسر.

وزيادةً في الشرح، فقد تمّ بناء مسرح الهواء الطلق في قصر فرسايّ في عهد لويس الرابع عشر مع منصة مسرح خارجية توفر مدخلين للفنانين، أحدهما نحو الحديقة، والآخر نحو إحدى ساحات القصر.

أما "سِن سان دوني" (Seine-Saint-Denis)، فهي مجموعةٌ من المُدن/الضواحي من ناحية الشمال الشرقي لباريس، تنتمي إلى المحيط الصغير لمنطقة "إيل دو فرانس"، ويمكن القول "باريس الكُبرى".

والمهرجان معروفٌ باسم المدينة/الضاحية بانتان بدون لفظ النون الأخيرة، حيث تدور فعالياته في مبنى قديم الطراز يضمّ ثلاث صالاتٍ مختلفة الأحجام.

***

تتشعب فعاليّات المهرجان في عددٍ من المحاور/الأقسام الرئيسية:

سهرة افتتاح المهرجان.

مسابقة الأفلام الروائية القصيرة (32 فيلم قصير).

مسابقة الفيديو أرت/التجربة (30 فيلم قصير).

مسابقة سينما مُستقبلية، أو تنبؤية (16 فيلماً متوسط الطول).

قسم شاشاتٌ حرّة (8 أفلام متوسطة الطول).

قسم زاوية واسعة، وهي بمثابة بانوراما (36 فيلماً قصيراً).

CLIPS (أغاني، وموسيقى مصوّرة) (16 فيلماً قصيراً).

عروضٌ خاصة (10 أفلام قصيرة).

بؤرة الضوء على السينما الإيرانية ضيف المهرجان ( 18فيلم قصير).