الأحد 2024/9/8 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 28.95 مئويـة
نيوز بار
الخطاط العراقي وسام شوكت ينقل الإبداع بالخط إلى ابتكار اشكّال حديثة لأساليب الخط العربي
الخطاط العراقي وسام شوكت ينقل الإبداع بالخط إلى ابتكار اشكّال حديثة لأساليب الخط العربي
الأخيرة
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

بغداد ـ الدستور

اثارت لوحة للفنان الخطاط العراقي وسام شوكت «كلُّ أرض تُنبتِ الحُب وطن» للشاعر الإيطالي غابرييل دانونزيو، في معرضه الذي اقيم في الشارقة بما وصل في الإبداع بالخط إلى المستوى الذي جعله يبتكر خطاً جديداً شكّل إضافة نوعية لأساليب الخط العربي الجميلة، ولقي قبولاً كبيراً في الوطن العربي وخارجه.فهو مقطع جميل وصادق، يعكس علاقة الإنسان بالبلاد التي تقدم له الحب والخير؛ إذ يرتبط بها كما لا يرتبط بغيرها، ويمنحها من الحبّ والعشق ما تمنحه من الرعاية والألفة، ردّاً للجميل واعترافاً به؛ لأن زراعتها للحنان والعطف على الإنسان - بغض النظر عن المكان الذي جاء منه والأصول التي ينحدر منها - هي التي تُنبت ذلك الحب في القلوب حتى تصير تلك البلاد وطناً لكل من تحتضنه.لقد استطاع وسام شوكت على الضبط التشكيلي لهذه اللوحة لتعبر عن مضمونها، فإضافة إلى أشكال الحروف والكلمات، والشكل العام للنص، اختار لخطها اللون البني الذي يعبّر عن شدة العاطفة والارتباط، واختار لخلفيتها اللون البرتقالي الفاتح الذي يرمز إلى الانتعاش والحيوية، وهي اختيارات توحي بما يعكسه هذا النص الشعري الأثير، ليمكنه كل ذلك من تقديم تحفة فنية رائعة، أظهرت جمالية هذا الأسلوب الخطي المبتكر.رغم كون الفنان العراقي وسام شوكت مهندساً مدنياً؛ إلا أن حب الخط العربي تملّكه منذ صغره، ليظل مهتماً به، حتى أصبح واحداً من أبرز الخطاطين العرب، بل وصل في الإبداع إلى المستوى الذي جعله يبتكر خطاً جديداً شكّل إضافة نوعية لأساليب الخط العربي الجميلة، ولقي قبولاً كبيراً في الوطن العربي وخارجه.اشتغل شوكت منذ بدايته على كتابة لوحاته بمختلف أساليب الخط العربي التقليدية، فكان يبدع فيها كلها بنفس المستوى، ولم يكن يفرق بينها كثيراً، من ناحية قدرتها على إبراز جماليات اللغة العربية، بوصفها صورة ناصعة للإبداع الفني في التراث العربي الإسلامي، رغم تفضيله لبعضها على الآخر أحياناً، إلا أنه كان يحاول دائماً تقديم بصمات مختلفة عن ما هو مألوف في هذه الخطوط، لإيمانه بأن الإبداع الفني لا يمكن أن يظل محصوراً في قوالب موروثة، وخاصة الخط العربي الذي يمكن للخطاطين أن يقوموا بإضافات، ولو كانت طفيفة، لإظهار قابليته للتجريب والظهور في أثواب قشيبة، وهو ما دفعه إلى تقديم أسلوب خطيّ جديد، تمثل هذه اللوحة التي خطها بمضمون «كل أرض تنبت الحب وطن» نموذجاً له.استطاع شوكت أن يطوِّر في الخط العربي حتى تمكن من ابتكار خط جديد سمّاه «خط الوسام»، وذلك نتيجة لاجتهاده ومثابرته، ورغبته في تقديم الجديد، فقد كان اشتغاله على تطويع الخطوط العربية التقليدية لتوائم التصاميم الحديثة محفزاً له من أجل تقديم هذا الابتكار، وهو عبارة عن خط يمزج بين خطوط السنبلي والديواني والكوفي.

 

 

 

 

 

المشـاهدات 206   تاريخ الإضافـة 29/06/2024   رقم المحتوى 48548
أضف تقييـم