الأحد 2024/9/8 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 27.95 مئويـة
نيوز بار
كهوة شكر من محلات بغداد القديمة
كهوة شكر من محلات بغداد القديمة
ديرة
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

وتقع المحلة في جانب الرصافة من بغداد بين محلة باب الشيخ والسنك وسور بغداد الجنوبي القديم وظاهر تسميتها يدل على أنها مستمدة من أسم مقهى شعبي أنشأ فيها وتعود قصة المحلة الى فترة العشرينات من القرن الماضي عندما كان مكان هذه المحلة عبارة عن أرض خالية ألا من بعض الدور البسيطة التي كانت أمتداداً لمحلة باب الشيخ آنذاك وقد جاء أحد البغادده وأسمه «شكر» وكان مطارداً من قبل السلطات الانگليزية وانشأ مقهى شعبي وسط المحلة سميت بـ «گهوة شكر» وكان يلتقي فيها أبناء ووجهاء وشيوخ المحلة وبمرور الزمن أصبحت المقهى دلالة مكانية لتلك المحلة الشعبية البغدادية ولهذا سميت شعبياً ورسمياّ باسم «محلة گهوة شكر» ..وفي فترة الثلاثينيات ومابعدها تولى أدارة المقهى شاب بغدادي يدعى «أرزوقي» وهو من هواة تربية الخيول وكان يمتلك فرساً شاركت في سباق الخيول الذي يسميه البغداديون بـ «الريسز» وفي أحدى المرات فازت الفرس ونالت إعجاب الأمير عبد الاله الذي أصبح وصياً على عرش العراق في فترة الأربعينات وكان مولعاً بتربية الخيول العربية الأصيلة ومتابعة سباق الخيول وعندما سمع أرزوقي بذلك أراد أن يهدي هذه الفرس الى الوصي عبد الإله ألا أن الأخير رفض ذلك واراد أن يشتريها منه وعلى أثر ذلك ذهب الوصي عبد الإله بنفسه الى محلة گهوة شكر قاصداً المقهى واستقبله صاحب المقهى أرزوقي وجلس معه وشرب قدح الشاي كما أحتشد أهالي المحلة حول المقهى مرحبين بقدوم الوصي لمحلتهم وهم يهتفون وبعد أن عرض الوصي شراء الفرس على أرزوقي واتفقا على ثمنها أخذ الفرس وضمها الى خيوله العربية التي كان يعتني بها وبعد تلك الزيارة الشهيرة للوصي عبد الإله لمحلة گهوة شكر بدأ الناس يتحدثون عنها وعن تلك المقهى ذات القسمين القسم الشتوي والآخر الصيفي وقد ذاع صيت المحلة في بغداد ..وقد حظيت هذه المحلة الشعبية التي أنجبت نخبة متميزة من قادة وسياسيين وأدباء وفنانين باهتمام الكتاب والباحثين في التاريخ والتراث فقد كتب عنها الكثيرون ضمن كتاباتهم عن محلات بغداد القديمة زمنهم العلامة الشيخ جلال الحنفي والدكتور حسين أمين والدكتور عماد عبد السلام رؤوف والدكتور عبد الستار جواد والباحث التراثي جميل الطائي وغيرهم أما في هذه الأيام فقد أصاب محلة گهوة شكر الاهمال مثلها مثل بقية المحلات البغدادية الأخرى وبعد أن زحفت عليها موجة مشاريع فتح الطرق والجسور التي بدأت في الثمانينات وبوشر في تهديم أجزاء من هذه المحلة وتركت ولم تستكمل تلك المشاريع ما جعلها مابين الموت والحياة تعاني سوء الخدمات ويتحسر أهلها على أيامهم الماضية الذهبية عندما كانوا يعيشون أجواء اجتماعية بغدادية تتسم بالجيرة والالفة والمحبة والتضامن الأجتماعي وكأنهم عائلة واحدة ولكن في هذه الأيام توارت تلك الذكريات ومعها توارت سجايا الناس الطيبة وبقيت الأطلال وبقايا الدور القديمة المتهالكة من تلك المحلة العريقة تحن لماضيها الجميل وتبكي واقعها الحالي ..

المشـاهدات 191   تاريخ الإضافـة 29/06/2024   رقم المحتوى 48560
أضف تقييـم