الثلاثاء 2024/7/2 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 36.95 مئويـة
تقاسيم على الهامش # عبد السادة البصري (( هل نُنْشِدُ الجمال حقاً .. ؟! ))
تقاسيم على الهامش # عبد السادة البصري (( هل نُنْشِدُ الجمال حقاً .. ؟! ))
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

وأنا أتصفح في هذا العالم الافتراضي الأزرق، يعتصر قلبي ألماً وتغرورق عيناي بالدموع أسىً وحسرة ،على ما أقرأه هنا وهناك من منشورات لبعض زملائنا والمحسوبين على الوسط الثقافي ــ وحينما أقول الوسط الثقافي ، أعني الباحثين عن المحبّة وصنّاع الجمال ومشيعي السعادة والأخوّة الحقّة بين الناس ــ وأسرح في دوّامة أفكار تطوّح بي متسائلاً :ــ هل نحن مَنْ يُنشدُ الجمال حقاً ؟!

لأن ما ينشره بعضنا من كلام لا يمت إلى الإنسانية الحقيقية بصلة أبداً ، شتائم واتّهامات وتسقيط وما إلى ذلك من أمور ينفر من فعلها أي كائن حيٍّ يمتلك قلباً نابضاً بالحب !!

حيث تجد بين اللحظة هذه وتلك هجوماً لا معنى له من هذا الزميل  على زميل ما ، والأدهى إنهما في يومٍ ما كانا أصدقاء مثلما يقال ،يشربان ويأكلان ويتنادمان ويضحكان معاً ، لا لشيء سوى فرد العضلات والاتّكاء على اتهامات قد تودي إلى التصفية الجسدية في بعضها، وكأننا نعيش في غابة لا بدّ من صراعنا فيما بيننا لأجل البقاء أحياء ، هل هذا صحيح ؟!

يا أخوتي وأحبّتي، الحقد والضغينة والبغضاء ، والحسد والغَيرة واللؤم والنميمة ، لن تبني بلداً ، ولن تصنع جمالاً ، وتكون مثل النار في الهشيم تأكل الأخضر واليابس ، فلماذا لا نبتعد عنها ، بل ونحاربها ، لنجعل المحبّة والتسامح والتسامي على كل شيء ونكران الذات عنوان علاقاتنا مع بعض ، ضاربين بعرض الحائط كلّ تفاهات الكون والأفعال والأقاويل والترهات، شابكين أيدينا مع بعض وساندي بعضنا بكل ما أوتينا من عزيمة لفعل الخير وإشاعة ثقافة المحبّة بين الناس !!

صدّقوني هذه الكتابات والمنشورات تجعل منّا في نظر الآخرين مشعلي حرائق ومثيري نزعات عدائية غير مرغوب فينا، ما تجعلهم يبتعدون عنّا وان كانوا من أقرب الناس إلينا !!

صدّقوني كلّ مَنْ يدلي بدلوه على هذه المنشورات سواء كان معنا أم ضدنا أو على الحياد لا تصدقوه أبدا، لأنه في داخله يأنف من كلامنا وينتقدنا إلاّ الذين أصيبوا بمرضٍ نفسي وقلوبهم امتلأت بالغلّ والحسد والرقص على مشاكل الآخرين، حيث تجدهم يصبّون الزيت على النار ليشعلوا الحرائق والمعارك بين هذا وذاك كي يقفوا مشاهدين يضحكون ملء أشداقهم علينا وهم يروننا نتصارع لا على أي شيء سوى فرد عضلاتنا الكلامية التي لا يتضمّنها أي قاموس في الكون، وكأننا وحدنا في هذا الكون الانقياء والأصفياء والذين لم نفعل أي شيء في حياتنا ابدا !!

يا أخوتي لنتأمل حياة الشعوب الأخرى وتحديداً التي ابتليت بالحروب والطغاة والجلّادين كيف استطاعت أن تنهض وتبني بلدانها بعد رحيل الطغاة عنها وانتهاء الحروب!!

بناء الأوطان لن يكون إلاّ بإشاعة روح المحبّة وعدم الانجرار وراء الشعارات الجوفاء والنبش في الماضي وإشاعة الطائفية وغيرها، بل بالتسامح والحب والوئام والتكاتف وإشاعة الجمال في كل مكان !!

الحقد والبغضاء لن تصنع شيئاً جميلاً أبدا !!

والأنانية والطائفية وإشعال الحرائق لن تبني بلداً حقيقياً نابضاً بالخير والفرح والسعادة والازدهار أبدا!!

ولنترك كل ما يرنو إليه السياسيون مهما كانت نيّاتهم ونرميه خلف ظهورنا رافعين شعار المحبّة في كل مكان !!

لنكون أدباء ومثقفين حقيقيين نسعى إلى إشاعة الجمال ونجعل من وطننا المبتلى بالطغاة والحروب والفساد ومشعلي الحرائق أجمل وأبهى وأحلى وأزهى وطن !!!

 

 

المشـاهدات 19   تاريخ الإضافـة 30/06/2024   رقم المحتوى 48607
أضف تقييـم