الثلاثاء 2024/7/2 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 36.95 مئويـة
(تحولات الكتابة السردية) " دراسات في المنجز الابداعي لمحمد خضير" تحرير د. خالد الشمس
(تحولات الكتابة السردية) " دراسات في المنجز الابداعي لمحمد خضير" تحرير د. خالد الشمس
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

عرض وتقديم: داود سلمان الشويلي

 

      كل كتاب، مهما كانت المادة التي يضمها، يطرح فيما يطرحه مجموعة من القضايا المهمة، ويقف عندها، يدرسها، ويحللها، ويقول كلمته فيها. والكتاب الذي سأقدمه في هذه السطور يقدم مجموعة من القضايا التي أعدها من ميزاته العامة، وحسنات تأليفه. وقد كان للدكتور خالد الشمس الفضل في تحرير مادة هذا الكتاب، من بحوث، ودراسات، لأساتذة نقاد طرحوا تلك القضايا على نتاج القاص العراقي محمد خضير.

   جاء في الغلاف الثاني للكتاب ((ثمة اسباب عظيمة تدعوني لأن احرر استكتابا عن محمد خضير إذ علا أسلوبه في صياغة إنشاءاته السيرية صياغة فكرية واعية، وانتهج مذهباً أسس عليه سروده، وهو نهج التعبيري الوصفي الواقعي الذي يعتمد على العلامات واللقطات والتخطيط والسينما والتشكيلي الكنائي، والتضمينات والاقتباسات والرموز والوقائع التاريخية والأسطورية، فيؤسس لحقبة جديدة، إنه سرد غير اعتيادي في أبنيته، يرتفع على سياقات المتداول السردي شكلاً ومضموناً، ويتمتع نصه بإنتمائه الثقافي لسلسلة من العلاقات مع مفاهيم الثقافة، ومجالاتها، وأنظمتها المعرفية، والتاريخية، وما يريده السارد هو رصد حركات لحظة زمنية بعينها في لقطات هي عبارة عن مشهد أو مشاهد كي يعبر عن طريقها عن موقف بصري معين.)).

   هذا الكتاب غني بدراساته، وبحوثه، عن القاص العراقي محمد خضير قام بتحريرها الناقد، والأكاديمي المجتهد، د. خالد الشمس، وهو من اصدار دار الشؤون الثقافية العامة لعام 2024.

   في هذا الكتاب كانت الدراسات، والبحوث، قد جاءت على نمطين، الأول دراسات تطبيقية على سرود محمد حضير، والآخر تنظيرية حول نقده الأدبي.

   تصدر الكتاب تعريفا قدمته الباحثة اليمانية ليبيا العريقي ذكرت فيه سيرة القاص، وبعضا من آراء النقاد العراقيين عنه، بعد بلوغه الثمانين عاما، وهو ما يزال على قمة الإبداع.

   وكان بحث الناقد الجزائري عبد القادر فيدوح،  المعنون: حلم العقل في "كراسة كانون"، قراءة على وفق «التأويل القرائني»، وجاءت في عدة محاور، هي: السرد التكعيبي، والحبكة الدرامية، وسرد التخييل السياسي، وكسر الصمت السياسي بالإيماء، وتواري العبارة/ النقيض بالإشارة.

   فيما ناقش الناقد العراقي الدكتور فاضل التميمي، تجنيس (بصرياثا) نقاشا أكاديميا، وكان بحثه بعنوان: بصرياتا: مشكلة النوع الأدبي، فسعى إلى الوقوف عند درجة السلّم المرجعي الأنواعي لكتاب (بصرياثا: صورة مدينة)، بوصفه كتابا ذا طبيعة نثرية لم يتفق النقد العراقي على تحديد نوعه الأدبي على الرغم من شيوعه.

   وكانت الدكتورة إيمان عبد دخيل قد درست (بصرياثا - ذاكرة المكان ومكان الذاكرة)، فوقفت على ثلاث محطات رئيسة، هي: تشكل بصرياثا العزلة والاندماج متمثلة في القطار، وبصرياثا الوضوح متمثلة بمدينة الزبير وصحراؤها الشاسعة، وبصرياتا / الغموض الذي يغلف طريق أبي الخصيب، وبصرياثا الحياة والموت، متجلية في النهر والحرب، وبصرياثا/ الأبدية، مثلما مثلتها المقبرة أم البروم.

   وقدم الدكتور علي متعب بحثا نقديا حول مقالات محمد خضير والمخيلة النقدية في كتاب "رسائل من ثقب السرطان" فوضع اليد على نوع النقد عنده، ووعي الكتابة من جهة دراية المؤلف وموته، وتسريباته الثقافية للقارئ، ثم ثقافة المقالة، وعرض رؤيا الكتابة عنده لتجارب الآخرين في كتاباتهم.

   ودرس الدكتور الناقد فيصل غازي النعيمي، في بحثه المثاقفة المعرفية في فكر محمد خضير السردي، أثر الفلسفة والوثائق التاريخية في صناعة الخطاب النقدي السردي.

   ورصدت الباحثة مريم عبد الكريم الناصري (طوبوغرافيات محمد خضير السردية دراسة في النوع والبعد الفكري). وربطتها مع التراث الأدبي العربي، من خلال المعرفة الجغرافية، والمعرفة الأدبية، والمعرفة الأسطورية، والمعرفـ النفسية والاجتماعية. وكان  كتابه (العشّار - أساطير الميل الواحد -) ميدانا لذلك.

   ودرست الدكتورة زينب لوت الدلالة الثقافية للايقونات عند محمد خضير، وحللت عددًا من الحكايات التي وردت عنده تحليلا ثقافيا، اعتمادا عليهت، مثل: ايقونة الفاتح أو الجنرال مود، والمعماريان ريتشارد انکلاند ولويس كان، وشخصية غارسيا ماركيز.

   وقدمت الباحثة حوراء شهيد؛ دراسة عن سيميائيات السرد، بوصفها وثيقة سردية تحطم المركزية الغربية، فناقشت (تجليات المقاومة في قصص المحجر لـ محمد خضير قراءة في السرد الكولونيالي وما بعده)، وقد ركزت الدراسة على مستويين رئيسين هما: المستوى الثقافي، والمستوى السياسي.

   وقدم الباحث ماجد قائد مراجعة نقدية لمفهوم التناص عند محمد خضير فكانت دراسته بـ ( طروحات التناص في الممارسة النقدية عند الناقد محمد خضير)، بوصفه ظاهرة نقدية، فحللها، وكشف قيمتها النقدية، وأهميتها، وقسم بحثه على مقدمة ومبحثين، تناول المبحث الأول أهمية التناص ومرجعياته وتأصيله وتسميته عند محمد خضير، والمآخذ النقدية عليه، ودرس المبحث الثاني استراتيجية التناص، وفاعليته الإجرائية.

   فيما درس الدكتور عباس آل مسافر؛ التحول الروائي في أدب محمد خضير من المنحى الاجتماعي نحو الذاتي، والنفسي، بما يسمى بتيار الوعي القصصي.

   وناقش الباحث حسام محمد قاسم انعكاسية المجتمع، والظرف الاقتصادي، وواقع الحرب في قصص محمد خضير.

   وناقشت الدكتورة درية فرحات هوية كتاب (حدائق الوجوه) في بحثها (حدائق الوجوه كتاب جامع للأديب محمد خضير).

   وكتب الناقد داود سلمان الشويلي بحثا عن تجليات الشخصية في قصص المملكة السوداء، بعنوان: (الشخصية عند محمد خضير في المملكة السوداء)، وبعد أن عرف الشخصية في المسار النقدي، قدم لها صورا من هذه القصص.

   وناقش بحث الدكتور خالد حوير الشمس (النقد السردي عند محمد خضير)، مفهوم النقد السردي عند محمد خضير، وأهم موضوعاته النقدية، ومدى الرهان النقدي، ومدلولاته عنده.

   وكان بحث الدكتور سلمان كاصد المعنون: (بناء المكان في رؤيا خريف لمحمد خضير الحكماء الثلاثة انموذجا) درس فيه تشاكل الزمان والمكان، وشكل المكان المجازي/ والنسق الدال للمكان فضلا عن لعبة الداخل والخارج في المكان، وصولا إلى توظيف الملحمة السومرية.

***

   الكتاب لا غنى عنه في المكتبة الأدبية، والنقدية، العراقية، والعربية، عن النتاج الأدبي للقاص محمد خضير.

***

 

المشـاهدات 113   تاريخ الإضافـة 30/06/2024   رقم المحتوى 48612
أضف تقييـم