الخميس 2024/7/4 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 35.95 مئويـة
مسرحية ((نوستالجيا 90/80)) تجمع أفلاما ومسلسلات وبرامج الماضي حبكة فنية تخلط بين الدراما والنوستالجيا وتعيد الجمهور إلى نجوم الثمانينات
مسرحية ((نوستالجيا 90/80)) تجمع أفلاما ومسلسلات وبرامج الماضي حبكة فنية تخلط بين الدراما والنوستالجيا وتعيد الجمهور إلى نجوم الثمانينات
مسرح
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

استفاد المسرح المصري من حالة الحنين والنوستالجيا للأعمال الفنية القديمة، سواء كانت تلفزيونية أو مسرحية أو موسيقية لينتج مسرحية استعراضية مستوحاة من الأعمال الفنية الشهيرة في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي، وهو ما لاقى استحسان الجمهور.القاهرة - حققت المسرحية الاستعراضية “نوستالجيا 90/80” التي تم عرضها على أحد مسارح وزارة الثقافة المصرية بالقاهرة قبل أيام نجاحا جماهيريا كبيرا لم يتحقق في الكثير من الأعمال التي تقدمها جهات حكومية، ولعبت على وتر شجن الجمهور لرؤية نجوم الثمانينات الذين أثروا المسرح بأعمال شكلت تيمة اعتادوا على مشاهدتها تلفزيونيًا في الأعياد والمناسبات المختلفة، ما جذب فئات عديدة تجد في الماضي متعة تبحث عن تحقيقها دون المزيد من الأعباء المالية مع تقديم العروض مجانًا.تضمنت المسرحية عددا من الفقرات الغنائية والاسكتشات لأبرز الأعمال الفنية والبرامج والمسلسلات والأفلام والمسرحيات والأغاني والإعلانات التي نالت شهرة واسعة خلال فترتي الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، كمحاولة لاسترجاع الذكريات والتعريف بالهوية الفنية، عبر حبكة دارت حول شخصية رجل كبير متزوج يعود إلى زمن سابق عبر مفارقات تكشف الفروق الواضحة بين الماضي والحاضر وتأثيرها على الأجيال الجديدة.توجه العرض المسرحي للأطفال والشباب وأجيال الثمانينات ممن لم يحالفهم الحظ لرؤية نجوم هذه الفترة على خشبة المسرح. ويبدأ العرض بمسرحية عرائس للأطفال وأشهر برامج الثمانينات والتسعينات التي عرضت على شاشة التلفزيون منها: أين تذهب هذا المساء، كلام من دهب، كلمتين وبس، العلم والإيمان، الكاميرا الخفية، نادي السينما، يا تلفزيون يا، الكاميرا في الملعب، نادي السينما، ألف ليلة وليلة، وغيرها.تعقبها فقرة لأشهر أعمال الدراما المصرية في أوبريت استعراضي لمسلسلات: الراية البيضاء، رأفت الهجان، يوميات ونيس، رحلة المليون، البخيل وأنا، دموع في عيون وقحة، ليالي الحلمية، أرابيسك، الضوء الشارد، زيزينيا، المال والبنون، بوابة الحلواني، بكيزة وزغلول، وحكايات هو وهي.شهد الحفل فقرة “شريط كاسيت” تضمنت ملخصا لأشهر الأغنيات، منها: في الركن البعيد الهادي، سكة العاشقين، يا عمرنا، الحب الحقيقي، لولاكي، في ناس، مكتوب، مراسيل، أعاتبك، أيامنا، طاير، راجعين، أول مرة قابلتك فيها، حبيبي يا نور العين، المريلة الكحلي.وفاصل من الإعلانات خلال فترة الثمانينات والتسعينات والتي ارتبط بها كل من عاصرها، بالإضافة إلى أوبريت استعراضي لعدد من الأفلام، منها: الراقصة والسياسي، شمس الزناتي، المنسي، الغول، اللعب مع الكبار، الإنسان يعيش مرة واحدة، البيه البواب، كابوريا، مستر كاراتيه، والكيت كات.في الختام استعراضات غنائية لأشهر المسرحيات خلال هذه الفترة، مثل: هالة حبيبتي، شارع محمد علي، ريا وسكينة، الواد سيد الشغال.عرض الدراما الاستعراضية الغنائية 90/80 من إنتاج الهيئة العامة لقصور الثقافة التابعة لوزارة الثقافة المصرية، ورؤية وإخراج تامر عبدالمنعم، بطولة فرقة السامر المسرحية، ومشاركة بعض الفرق الاستعراضية من المحافظات والأقاليم المصرية المختلفة، وشارك في الأداء التمثيلي الفنان خالد محروس.ورغم أن المسرحية صورة مجمعة لأعمال فنية وبرامجية سابقة يربطها توقيت عرضها في الثمانينات والتسعينات، إلا أنها استطاعت أن تلقي وميضا من الضوء على هذه الأعمال التي شكلت وجدان الكثير من المصريين ممن كانوا يرتبطون بشكل كبير بعدد قليل من القنوات التلفزيونية والإذاعية التي تبث هذه الأعمال.وضمن القائمون على المسرحية تحقيق نجاح جماهيري لها قبل عرضها انعكاسًا لمتابعة الجمهور المسلسلات والأفلام والبرامج القديمة كلما جرى عرضها تلفزيونيا، بل إن وجود فضائية متخصصة في عرض هذه الأعمال هي “ماسبيرو زمان” خلق صلة مستمرة بالتراث الفني المصري الذي يشكل مادة خصبة لأجيال حالية تستفيد منه عبر إعادة تقديمه بصور وأشكال مختلفة، مع وجود قناعات لدى البعض بأن الفنون بوجه عام تأخذ في التراجع في وقتنا الراهن، ويتولد لديها الحنين إلى الماضي.قال مخرج العرض تامر عبدالمنعم إن هدفه كان التحرك في المحافظات والأقاليم المتعطشة للمسرح في ظل ضعف الإنتاج العام، وتركز غالبيتها في القاهرة أو العلمين الجديدة (على البحر المتوسط)، وأن العروض سوف تنتقل إلى الجمهور في بؤر جغرافية متعددة، ولم يكن يتوقع أن تحقق نجاحًا واسعًا، ما جعل هناك تفكير في إمكانية عرضها بدول عربية، كي تصل إلى المصريين في الخارج، وثمة رغبة في التأكيد على أن العمل الجيد يمكن أن يحقق نجاحًا كبيرا دون الحاجة إلى نجوم.وأضاف في تصريح لـ”العرب” أن العمل يعوض غياب النجوم عبر تقديم شخصيات قريبة من نجوم الفن المصري في الثمانينات وانجذاب الجمهور للمسرح الاستعراضي الغائب تقريبًا الآن، مع التركيز على أن يدخل الجمهور في حالة شجن ينجم عنها إبهاره بما يتم تقديمه، مشيراً إلى أن جمهور المسرح الحكومي دائما ما يفتقد إلى وجود الإمكانيات المتطورة أثناء العروض التي يحضرها وهو ما تغلب عليه صناع العمل مع الذهاب إلى مسارح كبيرة وليست مستغلة مثل “مسرح السامر” غرب القاهرة، لدرجة جعلت العروض يتم عرضها بوجود كراسي إضافية لاستيعاب الجمهور.واعترف عبدالمنعم، وهو رئيس الإدارة المركزية للشؤون الفنية بوزارة الثقافة، بأنه وقع في بحر واسع من الأعمال الفنية من أشكال وأطياف مختلفة وكان عليه أن يختار من بينها ما يلائم العرض الاستعراضي، وتحديد أكثر الأعمال تأثيرا فيه كشخص متابع لها، ومن ثم في أبناء جيله، وحدد أهدافه من حيث الأعمال التي تبرز تاريخ الفن المصري وتبعث برسالة مفادها بأن هذه هي القوة الناعمة المصرية، مشيرا إلى أن المسرحية واجهت هجومًا بسبب ما يراه البعض توجيها في غير محله بالنسبة لميزانيات وزارة الثقافة رغم أن العمل حقق نجاحًا بأقل الإمكانيات.تكمن مشكلات الأعمال الفنية الحكومة أنها تدخل في دائرة معقدة من الروتين تحبط كثير من المبدعين الذين يكونوا بحاجة لدعم حكومي يساهم في ظهور إبداعهم إلى النور، ورغم أن هناك قطاعا لدى وزارة الثقافة المصرية يحمل اسم “الثقافة الجماهيرية” لكنه لا يحقق الغرض من أسمه وتبقى غالبية العروض القليلة بالأساس دون ارتباط حقيقي مع الجمهور.وذكر عبدالمنعم في حديثه لـ”العرب” أنه استعرض حاجة الجمهور إلى أعمال استعراضية تعيدهم للمسرح مرة أخرى بعد أن قدم مجموعة من الحفلات الاستعراضية بمسارح وزارة الثقافة أسبوعيًا، هدفت أيضا لتسليط الضوء على ألوان الفنون المصرية التي قدمها المبدعون في السابق، وحققت نجاحا جماهيريا غير معتاد وهو ما عد مقدمة للتفكير في توسيع الفكرة لتقديم كل هذه الفنون داخل عمل استعراضي واحد، وأنه حاول الاستفادة من جماهيرية نجوم الفن المصري لإحياء الأدوار الثقافية والفنية للمسرح.ويتفق نقاد على أنه يمكن التمييز في المسرح الغنائي الاستعراضي بين نمط يتعامل مع الغناء بوصفه يشرح الأحداث فيكون عبارة عن عنصر جمالي داخل المسرحية، ويتميز هذا الشكل في أن الغناء أو الموسيقى عبارة عن مونولوغ درامي يشعر من خلاله المشاهد بأهمية الحدث ومدى تدرجه دراميا داخل المسرحية، أو نمط آخر يحول المسرحية إلى عملية غنائية راقصة يصعب فيها التخلي عن الغناء وتقديم حوارات، وهي تفاصيل حاولت مسرحية “نوستالجيا 90/80” اللعب على وترها لتحقيق عوامل الالتزام النظري بهذا النوع من المسرحيات.

 

أحمد جمال

 

 

 

المشـاهدات 56   تاريخ الإضافـة 01/07/2024   رقم المحتوى 48686
أضف تقييـم