الجمعة 2024/10/18 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 29.95 مئويـة
العراقيون بين الملك والزعيم
العراقيون بين الملك والزعيم
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب الدكتور: هيثم هادي نعمان الهيتي معهد الدراسات العربية والإسلامية – جامعة اكستر
النـص :

تلاعبت القوى الأجنبية على تحفيز الانقسام العراقي ليس حبا في الطوائف والأقليات كما تدعي هذه القوى، بل لتفكيك القرار الوطني العراقي وسرقة خيارات العراق التي يزخر بها دونا عن كل دول العالم وللأسف تمكنت هذه القوى الطامعة من تعبئة العواطف العدائية والراديكالية لتجعل من الانسان العراقي متعصبا متشددا في مواقفه تجاه اخية العراقي الاخر.

لقد قسمنا سياسيا بين السنة والشيعة واكراد وتم ادلجة انتمائتنا الطائفية والاثنية ووضع لنا دستورا يحاصص وجدونا الوطني ويجعلنا وكأننا قائمة مبيعات مقسمة بين الاطياف والقوميات ورغم ذلك لم يقسمنا عالم الاجتماع على الوردي اجتماعيا الى سنة وشيعية وكرد بل حدد مجتمعنا الى مدني وبدوي وكذلك الاكاديمي وعالم الاجتماع الكبير مجيد خدوري صنف العراقيين وفقا لعاداتهم وتقسيماتهم وثقافتهم السياسية لريف وحضر وكذألك حنا بطاطوا أستاذ الاجتماع في هارفرد قسم العراقيين سياسيا لقوميين ويسار وأخيرا ذكر لي الدكتور عبد الحسين شعبان في حوار دار بيننا "ان تقسيماته السياسية للمجتمع العراقي كانت تتحدد بين وطنيون عراقيون وقوميون عرب واكراد ويساريون" , فلما عاد بنا علماء السياسية الغربيون ليقسمونا خلافا لتقسيماتنا الاجتماعية التي اعتمدها علماء الاجتماع ؟ .

تاريخيا: شكليين من السمات الاجتماعية يمكن استنباطها من الحضارة الاشورية تميز بها الانسان العراقي وهما (البكاء والعنف)، وبالتالي يميل العراق للعاطفة فتارة يبكي على واقعة المرير او يعالجه بالقوة والعنف لذا تعبئ الانقسامات لتوليد مزيدا من العنف والبكاء وبالتالي تتعاظم سمات التشدد والانقسام.

سياسيا: في الذكرى ال 66 لثورة 14 تموز تجسد نوع جديد من الانقسام العراقي بين باكي على الزعيم وعنيف متصادم مع الملكيين وبين من هو باكي وحزين على ضياع الملكية وعنيف – متصادم مع الجمهوريين ويكشف لنا ذلك ان العراقيين لم يتعلموا من دروسهم الأليمة السابقة وان فكرة المحاصصة السياسية قد توغلت في العقل العراقي ولم يتعلم هذا العقل من نظريات المجتمع التي أطلقها الوردي وخدوري وبطاطو.

ان المراجعة العلمية للنظام الملكي تثبت ان لدية الكثير من النجاحات في بناء الدولة والمجتمع وبنفس الوقت كان هناك جانب كبير من الإخفاقات وبنفس الوقت ان ثورة قاسم وتأسيس الجمهورية كان تملك الكثير من النجاحات وتسعى لبناء الانسان العراقي بشكل جديد وتطوير طبقاته الاجتماعية الا انها أخفقت أيضا في جانب اخر وخاصة في السياسية الخارجية , ولكن المجموعات العراقية المنقسمة بين الملك والزعيم و بين الملكية والجمهورية لم يتعلموا من إخفاقات الجانبين بل انهم ينظرون بتحيز وعاطفية وببكاء وعنف للطرفين فكل منهم ينظر للنجاحات للجانب الذي يؤيده ويخفي الإخفاقات ليقول اني في الجانب الصحيح .

في النهاية، اني واثق انه لو قدر للملك فيصل والزعيم قاسم الانبعاث اليوم لاعترفوا لنا بإخفاقاتهم وحددوا مسارا جديدا وكانوا اكثر موضوعية وحيادية من مؤيديهم، لذا على العراقيين ان يتوحدوا بتحديد مسار وطنهم وان يرفعوا اشرعتهم وطنهم باتجاه متفق الية ليتقدموا لان العراق اصبح اشبهه بسفينة نوح فان تعدد واختلفت اشرعتها غرقت وسيغرق الجميع معها.   

 

 

المشـاهدات 527   تاريخ الإضافـة 15/07/2024   رقم المحتوى 49526
أضف تقييـم