الأحد 2024/9/8 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 28.95 مئويـة
نيوز بار
تدهور ثقافة الطفل العراقي من المسؤول عن ذلك .. ؟!
تدهور ثقافة الطفل العراقي من المسؤول عن ذلك .. ؟!
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب د. حسين الأنصاري
النـص :

يتفق العالم اجمع على ان الاطفال هم مستقبل مجتمعاتهم وما ينشئون عليه سيكون حاضرا في مقتبل حياتهم  وعاملا مؤثرا في رسم سلوكهم  ومستوى عطائهم ،  من هنا نستطيع  ادراك اثر التنشئة الثقافية للاطفال  وانعكاساتها  المستقبلية  والتي هي نتاج ما يمليه عليهم  أسلوب التثقيف  وما يتلقونه  من   المجتمع وحلقاته  التي تبدأ بالأسرة ثم  الروضة والمدرسة ووسائل الاعلام  المرئية ومواقع التواصل الإلكترونية  التي  اصبحت اليوم تشكل  محورا مهما في عملية التنشئة والتوجيه والتلاعب بالعقول من خلال معطيات التقنيات الحديثة  وما افرزته من برمجيات ووسائط ومنصات  فرضت هيمنتها على مختلف فئات المجتم واصبح تأثيرها  مباشرا على شريحة الأطفال  والكبار  على حد سواء

 إن إشكالية التنشئة للطفل العراقي اليوم  ربما تكون هي الأكثر تعقيدا  وصعوبة في ظل  أزمات  متتالية ألمت بالواقع  وانعكست على مختلف حلقاته الاجتماعية واولها الاسرة  التي باتت تعاني من صعوبات عديدة  تتعلق بالجوانب الاقتصادية  او الثقافية والاجتماعية  والتعليمية  ولهذا ارتفعت نسبة الأمية للأمهات بدرجة كبيرة مما  انعكس على عدم قدرتهن لتطبيق أسس وأساليب التنشئة والتربية الصحيحة  للاطفال إلى جانب  انشغال معظم الآباء بالعمل وكيفية تدبير متطلبات الحياة  وهذا ما يبعدهم في كثير من الاحيان عن أطفالهم ومتابعة أمور حياتهم  وتفاصيل  احتياجاتهم  اليومية لاسيما ما يتعلق بالمجال الثقافي والبناء الفكري والتربوي الذي يدخل في مجال التنمية البشرية وإعداد  الجيل الذي يعد اهم أنواع التنمية للمجتمعات التي تنشد التطور والنماء ومواكبة متغيرات العصر ، واذا تجاوزنا حلقة الاسرة  وانتقلنا إلى البيئة الثانية.  واقصد بها الحضانة  والروضة  وربما لا تتاح لجميع  الأسر . نجد ان معظم هذه الحضانات  وكذلك رياض الاطفال  اضافة  إلى الكثير من المدارس  الابتدائية تفتقد للكثير من وسائل التعليم الصحيح  والتثقيف  لا سيما. من ناحية  الأبنية المناسبة  والمناهج القاصرة عن مواكبة التطور الحضاري  والعلمي  الحديث وكذلك البرامج التي ينبغي ان تكون  حاضرة في تنشئة الطفل الثقافية ولا تقتصر على  أمور  محددة ترتبط بالمواد الدراسية التقليدية وهذا ناجم عن تدني المستوى الاقتصادي والتعليمي للمربين والمعلمين والمعلمات واعتمادهم الأساليب التقليدية والتلقينية المتخلفة  ، اما من ناحية  إسهام وسائل الإعلام في ثقافة الأطفال والتي تمثل القنوات التلفزيونية اكثرها تاثيراً  نجد ان اغلبها تفتقر إلى برامج  الأطفال  المناسبة  حتى بالنسبة للقنوات العامة التي تمولها الدولة والتي ينبغي ان تتوجه لجميع فئات المجتمع ومنهم فئات الأطفال  لكن  هذا النشاط  يبدو شبه غائبا  '  أما إذا توقنا عند دور المؤسسات والمراكز المخصصة لثقافة الطفل وتأتي في مقدمتها دار ثقافة الأطفال التابعة لوزارة الثقافة واذا اردنا المقارنه بين واقعها قبل عدة عقود  وما عليها اليوم لنجد  بونا شاسعا وهذا ما تؤكده الوقائع  وحجم النشاط الذي كان يتوجه للاطفال وكم المطبوعات والإصدارات  وطرق التوزيع والاهتمام الكبير الذي كان  يحيط بالدار. وما عليها الان  ناهيك عن التأثير السلبي للتعامل مع معطيات الواقع التقني الذي اصبح يلقي بظلاله على مختلف جوانب الحياة ومنها فئة الاطفال التي باتت تتعرض حياتهم لثقافة وافدة عبر البرمجيات  التي  لا تتناسب معظمها مع التوجه العام  للتنشئة الثقافية  العربية والوطنية والإنسانية لان هذه البرامج  يسود في اغلب مضامينها العنف والقتل واستخدام  الأسلحة  وتناول موضوعات لا تنسجم مع أخلاقيات وافكار وقيم المجتمع مما تسبب انحرافات في السلوك والأفكار 

ان ثقافة الطفل والتي تتمثل  بمختلف النشاطات  العلمية والفنية والأدبية  التي تصله عبر مختلف الوسائل الاتصالية والتي يستطيع الطفل  فهمها وإدراكها. وتمثيلها في كل مرحلة  عمرية  بما تساعده على  بناء وعيه وتوجيه سلوكه  وتأهليه ليكون  عضوا  فاعلا في بناء وتطور المجتمع، ان هذه المهمة الكبيرة تتطلب من ادارة الدولة  إعادة النظر  بواقع ثقافة الطفل العراقي ومؤسساته  ومن جوانبها  كافة. وضرورة  اعادة رسم  الاهداف وتوجيد الاستراتيجية بين مختلف الجهات المعنية  وبما يتناسب ومتغيرات الواقع  الثقافي المعاصر وتحت إشراف ورعاية الدولة وان ينظر للأطفال على انهم الحلقة الأهم في مستقبل الوطن والحياة  وخلاف ذلك نضع علامة استفهام كبيرة امام مستقبل الوطن ؟

المشـاهدات 69   تاريخ الإضافـة 19/07/2024   رقم المحتوى 49627
أضف تقييـم