( طلل ) |
فنارات |
أضيف بواسـطة addustor |
الكاتب |
النـص : الدكتورة آمنة يوسف محمد * ترتعش يداها قبل أن تمسك بالقلم، تفتح دفتر مذكراتها غير المنتظمة، ينتصب القلم على الصفحة ست وستين، تكتب ألفاً وتسعمائة وست وستين سنة، ذكَّرتها الصفحة بزمن ولادتها فابتسمت ابتسامةً خفيفة رافقتها دمعتان مرتجلتان من عينيها الواقفتين على زمن الطفولة والصبا وابن الجيران ( حسين ! ) الذي أحبته لأنه كان يفتح شريط الكاسيت لكي يصدح منه صوت عبد الحليم حافظ وأغانيه العاطفية التي أحبتها بسبب حبها لحسين الذي لم تر وجهه على الإطلاق، منذ أن كان يعطيها ظهره ( بقصد أو بدون قصد.) أما وجهه فكان باتجاه سطح منزل بنت الجيران ( هدى ) التي تمكنت بكل شجاعة أن تجعله يرى تفاصيل جسدها حتى جُنَّ جنونه بها، أما هي فلم تكن تجرؤ على أن تجعله يراها أو ينتبه إلى مفاتنها التي اكتشفت مصادفة حين التقت ب ( هدى ) ذات مناسبة اجتماعية أنها هي من تفوق كثيراً كثيراً مفاتن هدى التي لم تكن تمتلك حتى رقة الأنثى ودلالها مثلها ، هدى التي كانت مطلقة قبل ان يتزوجها حسين لم تكن جميلة بل كانت خالية أيضاً من صفات الأنوثة والرقة !! ( - ترى : ما الذي جعلني أقف على طلل مضى عليه ما يفوق الثلاثين عاماً ؟!! ) حدّثتْ نفسها وهي تتجه بكوب الشاي مع الهيل الذي يفضله هكذا زوجها الذي اعتادت منه أن لا يغازلها مثلما كان حسين يغازل هدى.!! لأن زوجها باختصار شديد رجل عقلاني وناجح بامتياز في تحمُّل المسؤليات الزوجية وتأدية الواجب الاجتماعي مع الآخرين، أضف إلى ذلك يمتلك ثقافة عالية في كل شيء إلا في الغزل العذري الذي قرأت هي عنه في الكتب وبسببه استمرت تحب الأغاني العاطفية وتطرب لسماعها حتى هذه اللحظة والمرحلة العُمرية التي اشتعل فيها الرأس شيبا !!
*بروفيسور أدب ونقد |
المشـاهدات 100 تاريخ الإضافـة 20/07/2024 رقم المحتوى 49734 |