السبت 2025/5/10 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 38.95 مئويـة
نيوز بار
الحاكم الميداني وفجوة الحاكم المعزول مع شعبة
الحاكم الميداني وفجوة الحاكم المعزول مع شعبة
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب الدكتور هيثم هادي نعمان الهيتي – جامعة اكستر
النـص :

يذكر الشيخ محمد بن راشد في مذكراته عندما دعي مع والدة الشيخ راشد رحمة الله الى حفل عرس يقيمه شاه إيران " انه صدم عندا انتقل بسيارة من مناطق ريف إيران الى مجمع قصور الشاه حيث لاحظ الفارق الشاسع الذي يعيشه المجتمع الإيراني الفقير امام الحياة الفارهة التي يعيشها الملك وحاشيتيه من ارستقراطية هائلة معزولة عن الواقع المرير والفقير الذي يعيشه المجتمع الإيراني.

           ومن ملاحظة الشيخ محمد الى ما ذكره الشاه نفسه عن الثورة الإيرانية في 1979 حيث نتيجة لعزلته وحياته الغنية لم يصدق أخبار الثورة الإيرانية ولم يصدق تقارير السفاك والاخبار، بل شكك في صحتها لذا طلب من طيارة ان يحلق في رحلة فوق طهران ليطلع على حال الشعب ويتأكد ان كان فعلا هناك ثورة شعبية عارمة في الشارع الإيراني كما تذكر التقارير والاخبار، وفعلا حلق الشاه في طياره هليكوبتر في جولة فوق طهران وفعلا صدم وهو يرى هيجان الشارع الإيراني والحشود الشعبية الهائجة وقال الشاه وهو ينظر بتمعن " هل يعقل هذا؟ هل هؤلاء ثائرين ضدي؟ "  

لقد عكس ذلك حقيقة انعزال الشاة في قصوره وبين امواله عن شعبة حيث لم يكن يعي حجم الفجوة الكبيرة بين الحياة الارستقراطية التي يعيشها وحياة الفقر المتقع التي يعيشها شعبة والتي لاحظها الشيخ محمد بن راشد في زيارته لطهران وهو شابا صغيرا والتي اعتبرها درسا كبير استفاد منة في المساهمة في بناء دولة الامارات ومدينة دبي التي لا يمكن ان تلاحظ أي فوارق بين مكان ومكان اخر.

 

فعلى سبيل المثال يذكر جون نيكسون في كتابة عن التحقيقات التي اجراها مع صدام حسين لفهم سر قوته في الحكم في بدايت حكمة، حيث استفسر منة عن اهم الأجهزة الأمنية التي كانت تزوده بأدق المعلومات عن الشارع العراقي خلال الخمسة والثلاثين سنة من حكمة، فرد علية قائلا " زيارتي الميدانية “. حيث أكد له ان زيارته الميدانية ولفائتة الخاصة مع الناس كانت أفضل وسيلة للحصول على المعلومات التي يمكن الاستناد اليها في فهم الشارع العراقي وواقعة وهي التي جعلته يتمتع بالقوة التي منعت سقوطه عبر ثورة او انقلاب الا انه فقد هذه القوة لأنه انعزل عن لقاء الناس بعد حرب الكويت لذا أصبح ضعيفا.

 

 

حاليا في العراق تتوسع فجوة جديدة بين الحاكم والمحكوم وشكل هذه الفجوة اقتصادي وقد تقود يوما ما الى ثورة جياع فقبل أيام ذكر وزير خارجية العراق السابق السيد هوشيار زيباري ان هناك خمسة وثلاثيين شخصية عراقية تمتلك ثروة تتجاوز المليار دولار ويبدو ان هذه المجموعات سياسية او تقترب من السياسية وهذا أيضا ما اكدة وزير المالية العراقي الأسبق السيد علي علاوي في حين ان السيد الكاظمي أكد ان الأموال المسروقة من العراق تصل الى 600 مليار دولار. في المقابل اكدت وزارة التخطيط العراقية أن نسبة الفقر في البلاد تبلغ 25 بالمئة، (أي ما يعادل نحو 10 ملايين نسمة) في بلد يربو عدد سكانه على 43 مليونا وحسب إحصاء للبنك الدولي في 2022، وبلغت نسبة البطالة في العراق أعلى مستوياتها منذ 30 عاماً، ويشير البنك الدولي إلى وقوع الضرر الأكبر من التراجع الحاصل في الاقتصاد العراقي، على عاتق الشباب، حيث وصلت نسبة البطالة بينهم الى 36%

 

ان البطالة والفقر المتزايد مقابل عزلة النخب السياسية التي بدأت تتربع على ثروات مالية منهوبة واتجهت نحو الانعزال تدريجيا تقودنا الى اننا نسير الى مصير شاه ايران او الى صورة عراقية تشبهه الصورة التي تصورها محمد بن راشد عن ايران قبل سقوط الشاه، لذا السؤال الذي يجب ان يسأل: هل من جرس انذار يوقد النخب السياسية من عزلتها في قصورها وثرواتها  المالية ام ان جرس الإنذار سيوقد الجياع من اكواخهم وبيوتهم الهزيلة نحو ثورة جماهيرية .

 

المشـاهدات 249   تاريخ الإضافـة 22/07/2024   رقم المحتوى 49879
أضف تقييـم