الأحد 2024/9/8 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 28.95 مئويـة
نيوز بار
الشاعر عندما يُصَنّم الطاغية
الشاعر عندما يُصَنّم الطاغية
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب كتب رياض الفرطوسي
النـص :

يتفاخر الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد بأنه كان من شعراء البلاط وانه الوحيد الذي كتب وشارك ودافع وسجل ووظف شعره طواعية للجلاد واحتقر كل عذابات الناس من خلال معلقات شعرية تفوح منها رائحة الزيف والكذب والادعاء .عاش عبد الواحد وهما كبيرا الا انه كان وفيا لهذا الوهم الى اخر حياته , فكتب عن السلطة وهو شاعرها الاوحد وكتب عن الحرب وهو مهرجها الاول وكتب عن صدام وهو عبده المطيع وكتب عن غجريات وغانيات علي كيمياوي.

دافع عن ذهنية تلك المؤسسة وعن خرابها وقتلها وجنونها واسترخاصها البشر وكان يختلط شعره بمخاطه وتنتفخ اوداجه صريخا وهو يمجد الطغاة وقد كتب عنه النقاد بأنه (  شاعر متوسط المستوى، تقليدي يحاكي نماذج معروفة قديمة وحديثة في الشعر العربي والعراقي) . ملأ لدنيا جعجعةً ولاطحنَ له لأن طحنه للسلطان وكان يعتاش على فتاته بعد أن تنكَر له حتى الأبناء والخلان ولم تبقَ معه سوى زوجته المبتلاة به .. أغرب مافي هذا ( الشاعر ) عدم معرفته بأسماء بحور الشعر وكان يكتب  معتمداً على ثقافة أذنه الموسيقية  وكان يجيد المديح لل( القائد الضرورة ) ممجداً حروبه التي أودت بنا الى التهلكة .

لم يكتف عبد الواحد بهذا  بل ذهب داعما للمقاومة البعثية بكل مشروعها الطائفي والتخريبي والاقصائي  وهو يغرد شعرا ويلعن شعبه الذي اطاح بصدام.

البعض للاسف الشديد يستعين بدلالات فارغة في الحديث عن هذا الشاعر الدعي شاعر السلطة الذي ملأ الدنيا صراخا وهو يحاول اقناع الناس بان صدام بطل قومي ورجل المرحلة.

من شرور البلية مقارنته مع المتنبي والجواهري ..

صحيح ان لكل سلطة كتابها ومثقفوها ومسوغو مشروعها وافكارها وطروحاتها لكننا للاسف وفي هذا الجو العراقي الذي ضاعت واختلطت ملامح الثقافة لدينا لدرجة ان شعر عبد الواحد راح يسوق على اساس تمائم ووصفات تقدم للغرباء.

هذا التجاهل والالتباس والتلاعب بالكلمات والمواقف والاتكاء على قيم وهمية سوقت لها انظمة وواجهات ثقافية معروفة التوجه من اجل ممارسة التضليل القائم بالاساس على احتقار الانسان وتركيعه من خلال الفرض والوصاية والرصد والتكرار

الرجل نتاج سلطة مسمومة وكان هو احد اذرعتها الطويلة الذي اعتمدته ليكون ربانا تلك المنظومة من خلال ثقافة ملفقة ودعائية ، وقد أتكأ على عباءة قصيدته الحسين ومسرحيته ( الحر ) اللتين ليس لهما علاقة  بمفاهيمه وتضليله  لأنه كان الظل ليزيد الحقبة بعد سلب صدام الرئاسة عنوةً وبأساليب دموية فقد تشابه البطل عند شعراء بني أمية وعند عبد الواحد وكان هو نتاج تأريخ كتبه الأقوياء لا الشعراء

يبيع علينا هذا الرجل بضاعته الرخيصة معتقدا ان الجمهور العراقي مغفل وهو الذي اكتوى من سلطة كارهة لشعبها سلطة موتورة وكاذبة وقاتلة ومزيفة بالعاهات فكيف

يريدونا الان ان نصدق عراب شعر السلطة عبد الرزاق عبد الواحد ؟!

اللهم لاشماتة  فكلنا الى الموت ماضون ولكن لنترك تراب المكان يبكينا لايشمت بنا.

المشـاهدات 72   تاريخ الإضافـة 23/07/2024   رقم المحتوى 49966
أضف تقييـم