الأحد 2024/9/8 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 26.95 مئويـة
نيوز بار
داء الحزن
داء الحزن
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

إشتياق موفق خليل

 

إسمي إشتياق .

عندما كنتُ صبيََا ...

أعطتني أُمي أقلامََا و أوراقََا

ألوانََا كثيرة و فرشاة بريئة

و قالت :

" ستكون رسامََا ماهرََا " ،

و هكذا ..

بدأتُ أَرسم خبزاً لكل الجائعين

سماءً للطيور خلف القضبان

ألعاباً لــ "يوفا" و اليتامى ،

بيتا صغيرا على الشجرة .. لأحلامي .

حقّاً كنت أصنع عالماً أجمل ، لكن

لم يعجب الرَّبُّ ذلك ؛

فسلبَ أعصابي ،

و تركني بيدين رقيقتين مرتجفتين

أُعبئُ قلبي

بضحكات أصدقائي و سخرياتهم

بدلاً من أغاني " عمرو دياب " .

 

عندما رأيتُ أحلامي تهرّبُ مني ؛

و جدت نايََا خشبيََا صغيرََا بجانب الباب

ظننت بِأَنه تعويض من الله على أصابعي الجميلة

بقيت أنفخ فيه و أنفخ

و الألعابُ و الوسائدُ

حتىٰ النوافذ و الأبواب كانت تُصَفِّقُ و تدوخ .. !

ظننتني لوهلةٍ هديرََا لـ " زامفير " ،

و لكني لم أَكنْ إِلَّا بقعة زيتٍ كبيرة

شوهَّت قصائدي ..

 

أوقفني " داء الحُزن " ،

" قتلني سرطان الحب " ،

خنقني الرب .

 

قبل ان ادخل سن المراهقة

كنتُ قاصاََ موهوباً

أثير شغف اصدقائي بحكايات من نسج خيالي .

و ذات ليلة متشحة بأضواء النجوم ..

أمسكتني صديقتي من يديّ و سحبتني الى قبوٍ غامض ..

أرتني دواخل ركبتيها ، زواياها و حوافَّها و قالت :

" لأجلي ستصبح شاعراً " ؛

و منذ تلك الليلة ، حتى الأن

و أنا أكتبُ أجملَ القصائد

حتّى " نزار قباني " لم يكتب مثلها

و لن يبلغ ذروة براعتي !

كُنتُ أَظنني أطيرُ كسحابةٍ سماويةٍ للأبد ،

لَكِنَّنِي تحت ركبتيها سقطت !

 

الصديقةُ التي أحبَّتني و أحببتها ؛

أخذها الرَّب لتعطر حدائِقَهُ .

 

قريباً ..

سأضع حدََا لأشتياقي هذا ..

لن يُمسكني أحدٌ و لن يُحبّني ، و لن يتذكّرَ أحدٌ حزني

و لا قصائدي و قصصي ..

فقط سأكونُ وحيداً و فارغاً

كدميةٍ قطنية تصرخُ في مدينةٍ مهجورة .

سأجلبُ كُرسيا لتركلهُ أحلامي

لأجربُ لعبة الحبل لأول مرة

أتمنى بألا يتدخل الرب هذه المرة

- أتمنىٰ أَلَّا أفشل .

 

المشـاهدات 45   تاريخ الإضافـة 24/07/2024   رقم المحتوى 49970
أضف تقييـم