الأحد 2024/9/8 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 28.95 مئويـة
نيوز بار
لنستلهم من ثورة الأمام الحسين مبادئ الحق والفضيلة
لنستلهم من ثورة الأمام الحسين مبادئ الحق والفضيلة
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب عقيل عبدالخالق القيسي
النـص :

قِلّةٌ هم  اولئك الذين يتسنمون قمم المجد والخلود والسمو والعظمة ، ... اولئك القلة هم عظماء الحياة وابطال الانسانية ، ولذلك تبقى مسيرة الحياة والخلود مشدودة الخطى نحوهم .. فما اروع الشموخ والعظمة اذا كان شموخا وسموا وعظمة صاغتها عقيدة السماء ، ومن هنا كان الخلود حقيقةً لرسالات السماء ورجال المبدأ والعقيدة .. وفي دنيا الاسلام تاريخ مشرق نابض بالخلود   ، وفي دنيا الاسلام قممٌ من الرجال صنعوا العظمة في تاريخ الانسانية ... واذا كان التاريخ يقف وقفة اجلال امامَ اروع امثولة للتضحية سجّلها تاريخ الفداء ، واذا كان للانسانية ان تنحني في خشوع امام اروع امثولة للبطولة ، فشموخ الأمام الحسين عليه السلام  اروع امثولة شهدها تاريخ الشموخ والتضحيات والبطولات .... الامام الحسين ع قمة من قمم الانسانية الشامخة وعملاق من عمالقة البطولة والفداء ، فالفكر يتعثّر وينهزم والقلم يتلكأ امام انسان فذ كالحسين ع  وامام وجود هائل من التألق والاشراق كوجود الحسين ، وامام ايمان حي نابض كأيمان الحسين ، وامام شموخ عملاق كشموخ الحسين ، وامام حياة زاهرة بالفيض والعطاء والفداء والتضحية كحياة الحسين ... ومن هنا كان الخلود حقيقة حية لرسالات السماء ورجال المبدأ والعقيدة ..... الامام الحسين هو الوارث الوحيد لتلك الثورة التي فجّرها جدّه الرسول الاعظم محمد ص  على الجاهلية الرعناء والعنصرية والوثنية لانقاذ المستضعفين من الظلم والفساد والتسلط والاستعباد ... ان ثورة الامام الحسين ع لم تمثّل حركة شخصية او فردية ليقال ان زمانها قد مضى وانتهى وقتها ، وانما هي رمز للاستشهاد في سبيل الحق ، ولذلك ستبقى في ضمير الانسان ووجدانه مابقي الليل والنهار .. لقد وقف الحسين ع وقفته التي حيّرت العقول لما  فيها من معاني البطولة والتضحية والتي لم يحدّث التاريخ بمثلها .. لقد كان الحسين بحق سيف الحق حينما لبس رداء ابيه الأمام علي ع في مواجهة الباطل ....... فيامن يريد فهم الحسين ، ويامن يريد عطاء الحسين ، ويامن يعشق ويهيم بعلياء الحسين ، اقول :: افتحوا امام عقولكم مسارب الانطلاق الى دنيا الحسين ع واكسحوا من حياتكم ركام الزيف ، حرروا  ارواحكم من ثقل التيه والضياع في الدروب المعتمة ، عند ذلك ستُفتَح دنيا الحسين و ستتجلّى الرؤيا وتسمو النظرة ويفيض العطاء ... فأعظِمْ بأنسان جده سيد المرسلين وابوه بطل الاسلام علي بن ابي طالب ، وأمه فاطمة سيدة نساء العالمين .... نسبٌ مشرق وضّاء ببيت زكي طاهر ، وفي افياء هذا البيت العابق بالطهر ولد سبط الرسول وتمازجت في نفسه روافد الفيض والاشراق فكانت حياته زاخرة بالعطاء وكانت حياته شعلة فرشت النور في دروب الحياة ، وشحنة غرست الدفق في قلب الوجود ... اعتمد الحسين قوة المنطق واعتمد اعداؤه منطق القوة .. لقد ذبحوا اولاده وعياله واصحابه ولم يهن ، انها عزّة الايمان في اعظم تجلياتها ... الامام الحسين ليس شخصا بل هو مشروع ورسالة ومنهج وليس كلمة بل هو راية ..وسيبقى صوت الحسين ع مجلجلا على مر الزمان ، انه الخلود الذي جسّده الحسين ع  ... لنستلهم من ثورة الأمام الحسين ع مبادئ الحق والعدل والفضيلة ... ولنغسل قلوبنا وعقولنا وضمائرنا من الأدران ولنعيد حساباتنا ونعترف بأخطائنا ونعيد لكل صاحب حق حقه ... لأن مبادئ ثورة الأمام الحسين سلوكٌ وليست شعارات رنانة ....السلام عليكم.

 

المشـاهدات 69   تاريخ الإضافـة 24/07/2024   رقم المحتوى 50034
أضف تقييـم