الجمعة 2024/10/18 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 20.95 مئويـة
ضُعف الإلتزام يُدَمِر المُجتمع
ضُعف الإلتزام يُدَمِر المُجتمع
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب مهدي بابان
النـص :

أن ما تَمَ بنائهُ مِن حَضارات مُتَعاقبة على هذه البسيطة كان أساسُها وَضع أنظِمة وآلياتٍ للعَمَل، وهذه الأنظمة والآليات، تَكَونَت مِن إكتشاف ووضع العلوم و الإبتِكارات، و كُلَ هذا جاءَ كَنِتاج مِن تَكون مُجتَمَع مُتكاتف ومُنَظَم، وأهم سِمَة ساعدة على تكون هذا المُجتمع هيَ الإلتزام، فكلما كان المُجتمع بكل شرائحهِ مُلتزم كانت خُطاهُ نحو التطور والرفاه سريعة و ثابتة وقَلَت المُعاناة بينَ أفراده، هذه الحالة كانت ومازالت، واضحة ولا تَقبل إثبات، ضمن صفحات التاريخ.فما حال مُجتَمَعِنا الآن ؟ :أنَ تَفاصيل الحياة اليومية التي نَحياها إزدات تَعقيداً حينَ وفَدت الأجهزة الإلكترونية الذكية مثل المبايل، والآباد، واللابتوب، وغيرها، هذه الأجهزة رُغمَ فوائدها العظيمة إن إستُخدمة بمَكانها، مثل مجالات الإتصال و التَعليم في أغلَب المجالات، لكن معَ الأسف اليوم أصبحت مِن أهم أسباب ضَياع وضُعف سِمَة الإلتزام وَقَبلها الإحترام، وَ سَنعود لتفاصيل هذه الحالة في آخر الموضوع.لو تَمَعنا بِعُمق ضمن مُفردات الحياة اليومية لمُجتَمَعنا اليوم لوجدنا أنَ أغلب شرائحه تُعاني مِن مشاكل كبيرة، منها قلة الموارد المالية لِتأمين مُتَطَلَبات الحياة اليومية، ضُعف وردائة الخَدمات العامة، مِثل الكَهرباء، و مياه الشرب، و الخدمات الصحية والتَعليم، وحتى تأمين السَلامة والأمان. والسبب الرئيسي لكل هذا هو تَفشي حالات الفساد، في نِسبة كبيرة من الهَيكل الإداري والتَنفيذي للسُلطة، ضمن أغلب المُستَوَيات و حتى بين شرائح و طبقات المُجتَمع ذاته!، كما نَرى ونَسمع على مرور الأيام والساعات خلال ما تَطرحه وسائل الإعلام الرسمية وغيرها، أنَ أغلب أسباب هذه الحالة، أي تفشي حالات الفساد، هيَ عَدَم الإلتزام، حيث لو كان هناك أي نوعٍ مِنَ الإلتزام، الإلتزام بالقوانين، والتَعاليم الدينية، التي الكثيرون يُبالِغون بِإظهار الإلتزامِ بها شَكلاً، الإلتزام بِعُرى الأخلاق حيث أنَ الكَثيرون يَتَسَبَغونَ بها، لما إنتشَرَت كُلَ هذه الحالات مِنَ الفساد و بِهذه النسبة الكبيرة، بِلا رَيب أن أنواع الفساد كانت مَوجودة هنا وفي أغلَب مَناطق العالم أيضاً، وربما هُناك دول ومُجتَمَعات فيها فساد أكبر وأخطر.الذي يَعنينا اليوم، أنَ وطَننا و مُجتَمَعنا لَم تَكُن فيه نسبةَ فسادٍ بهذا الحَجم وهذه الخطورة!، إلا أنَ الكثير مِنَ الصُروف والنوائب، داهَمتهُ، خلال العقود الماضية وأهَمها جَريمة الحِصار الجائِر الذي فَرَضَتهُ القوى العُظمى على الشَعب العراقي لأكثر من 6 سنوات، وساهمَ في إدامتهِ وزيادة وَطأتهِ الرئيس العراقي السابق صدام حسين، وتَسَبَبَ هذا في تَهَرؤ و تَلَف النَسيج الأخلاقي لدى الغالبية مِن مُجتَمَعِنا، مِما أدى إلى الضُعف الشَديد في الإلتزام بين شرائح المُجتَمع.السؤال كيف يُمكن أن يَتم الإصلاح وَمَن المَعْني الذي يُمكنهُ هذا؟ بلا شَك أن هذه المُهمة صَعبَة جداً وتَقتَرب مِن أن تَكون من المُستَحيل، والأنكى من ذلك أن المُعطيات التي نَراها في حاظِرنا تُنبِئُ بأن المُستَقبَل قَد يَتَجِهُ نحو الأسوَء، حَيث أنَ ظاهرة عَدم الإلتزام سَتَزداد و تتعَمق لدى أجيالنا القادِمة، فالمُعطَيات الجديدة للحياة اليومية الحَديثة ومِنها الإنتشار الإنفجاري للأجهزة الإلكترونية مِثل المُبايل، والئايباد، واللابتوب، و غيرها، التي تُستَخدم للألعاب وتَصفح مواقع التَواصل الإجتِماعي باتَت بِيد الصغير قبل الكبير،! وهنا تَبدأ الكارثة فإن إعتادَ الطفل على إستخدام المُبايل فهوَ لن يَتركَه بِسهول ولا يُطيع تَوجيهات ونَصائح العائلة وهنا تَبدأ الخطواة الأُولى لِتفشي عَدَم الإلتزام، إن حالة إدمان أفراد المُجتَمع على إستخدام هذه الأجهزة سوف يُغير الكثير مِنَ الأعراف و طبائع المُجتمع، مثل قِلة إبداء الأحترام من قِبل الصَغير للكَبير ومِن قِبل الجالس للقادم زائراً كانَ أم زبوناً ضمن الأسواق، أضف أنَ هذه الأجهزة سَتَستَهلك الكثير مِن الوقت والجُهد البَدني و الذهني للفرد، ناهيكَ عَن التكاليف المادية لها.و بَعدَ هذه الكارثة هناك كارثة أكبر إنتَشَرَت كالنار في الهَشيم، وخاصةً بين شريحة الأَحداث والشباب، وهيَ النَركيلة التي لها نَفس سلبيات الأجهزة الإلكترونية بل أضرارَها أكبر بِكَثير وليس لها أي فائدة تُذكر، أضرارها كبيرة وخطيرة على الصحة وبابٌ واسع للصرف المادي، حيث أنَ إستخدامها مُكلِف، و ربما تكونَ بابٌ لوسيلة إستخدام المُخدَرات، وبعد كُلَ هذا فهيَ مِن أهم أسباب عَدَم الإلتزام. وبعد هذا السَرد الذي لَم يُفي بَحق هذه الحالة الخطيرة على مُستَقبَل مُجتمعنا، ما العَمل وما الذي يُمكن التَخطيط له للإصلاح؟، أتَمنى أن تَصَل هذه الصورة لواقعنا المُحبِط، للمَعنيين مِن المُختَصين مِنَ السُلطة و الأكاديميين، كَي يَبدأو التَحرك العَملي بِسرعة لِدَرء سلبيات الحالة المَوصوفة وخاصةً العَمَل السَريع على وضع خُطة عَملية وفَعالة لِنشر الوعي وخاصةً بين الشباب، لِجَلب التَفاؤل لِمُستَقبَلَ مُجتَمَعِنا الذي عانا ويُعاني مِن واقعه السيء.

 

 

المشـاهدات 658   تاريخ الإضافـة 24/07/2024   رقم المحتوى 50040
أضف تقييـم