الأحد 2024/9/8 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 27.95 مئويـة
نيوز بار
فيلم باكشاك ضحايا التجاهل في بلد المليار
فيلم باكشاك ضحايا التجاهل في بلد المليار
سينما
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

تعتمد تفاصيل القصة الرئيسية لفيلم "باكشاك" على أحداث واقعية تعرف في الهند بإسم "قضية ملجأ مظفـر بـور" أو Muzaffarpur Shelter Home، حيث تم اغتصاب 34 فتاة بالملجأ من أصل 42 من اليتيمات المقيمات بالمؤسسة بولاية بيهار.

شغلت الكارثة حينها الإعلام والرأي العام الهندي سنة 2018، وبالضبط خلال شهر مايو من تلك السنة، حيث بدأت التسريبات والتحقيقات، وعرفت القضية الكثير من التعقيدات، بسبب تورط مسؤولين وسياسيين، مع المنظمة غير الحكومية التي تدير الملجأ، والمعروفة بإسم Sewa Sankalp Evam Vikas Samiti، ولم يصدر الحكم النهائي في القضية إلا سنة 2020، حيث تمّ الحكم على المجرم الرئيسي و11 آخرين بالسجن مدى الحياة.

مع بداية سنة 2022، تمّ تحويل الفكرة العامة لكارثة الملجأ، لفيلم مع بعض التغيير في التفاصيل الخاصة بالشخصيات والأسماء وجوانب أخرى.

الفيلم من إخراج Pulkit، الذي شارك في كتابة القصة مع السينمائية الهندية "جيوتسانا نـاث"، أما الإنتاج فهو مشترك بين "غوري خان" (زوجة شاروخان) و السينمائي المعروف "غوراف فار ما".

البطولة المطلقة هي للنجمة الشابة "بهومي بيدنيكار"، وبمشاركة: سانجاي ميشرا، أديتيا شريفاستافا، ومن سينما الماراتهي الممثلة الشابة "ساي تامهانكار"، وعدد كبير من الممثلين الثانويين والأطفال والمراهقات.

اختيار بطلة الفيلم كان موفقاً جداً، حيث تلعب دور صحفية تخوض رحلة شاقة وخطيرة للبحث عن الحقيقة والكشف عن كارثة اغتصاب المقيمات بالملجأ المدعوم من أطراف سياسية.

الممثلة بهومي بيدنيكار، معتادة على هذا النوع من الأفلام، تجيد تمثيل شخصيات نسائية عادية، من الطبقة المتوسطة أو الفقيرة بالمجتمع، شخصيات لا تحتاج للبهرجة أو قصص الحب، ومشاهد الغناء والاستعراض، هي تنتمي لفئة من الممثلات من بنات جيلها أو الجيل الأكبر منها، مصنفات في خانة واحدة، مثل: سوارا بهاسكار، هوما قريشي، وأخريات، ممن لا يرفضن أدوار الحب وشخصية حبيبة البطل أو الإغراء مثلاً، لكنهن بالمقابل، في رصيدهن عدد معتبر من الأفلام التي تعتمد على قوة القصة وطريقة إنجازها، بغض النظر عن نجومية البطل المشارك أو عن جمال الممثلة وجرعة العري أو الاستعراض الموجودة في الفيلم.

يشير الفيلم بصفة مباشرة لقضية اليتامى والفقراء في الملاجئ، وتواطئ النظام المحلي في وضعهم الكارثي، نظامٌ يتجاهل كلّ ما يحصلُ لهم، باعتبارهم فئةٌ مهمشةٌ تهميشاً قاتلاً، وأغلبُ ما يحدثُ لهم من ظلم أو اغتصاب أو حتى اختطاف وسرقة الأعضاء أو القتل، هم  بمثابة "اللاحدث" ما دامت المعلومات مسكوت عنها، وهناك من يضعها على الرّف ولا يتحدث عنها، وفي العادة مثل هذه القضايا لا تحرك السلطات المحلية إلاّ إذا شغلت الرأي العام، وهددت الأمن العام وأثارت الفوضى وسط السكان.

يطرح الفيلم أيضاً إشكالية تداخل عمل الصحفي مع عمل الشرطي المحقق في مثل هذه القضايا، وهل وظيفة الصحفي هي الحديث عن الحقائق فقط أم العمل على محاسبة المجرمين؟

كما نرى كذلك عبر شخصية البطلة، معاناة الصحفي المستقل وسط انعدام الدعم والدخل الثابت، مع توفر حرية الرأي وعدم التبعية الإيديولوجية، وسهولة النشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي والأنترنت بصفة عامة.

تمّ عرض الفيلم مباشرة على منصة نتفليكس، في 09 فبراير 2024، واحتل حينها المرتبة الرابعة من بين الأفلام الهندية الأكثر مشاهدة عبر تلك المنصة.

المشـاهدات 358   تاريخ الإضافـة 24/07/2024   رقم المحتوى 50059
أضف تقييـم