النـص : من خلال تجربتي البسيطة في الحياة التي و اني لم أتجاوز العشرون عاما, أيقنت ان المتصدرين في مجتمعنا العراقي قادةً و رجال دين . أصحاب المسؤوليات الحكومية و العشائرية , هم خونة في الخفاء و أصحاب مبادئ و قيم في العلن و لكل قاعدة شواذ .أذكر تماماً و أني لم أتجاوز العاشرة من عمري ذلك اليوم الذي يحظر فيه المشرف الى المدرسة فيتغير أسلوب المعلم معنا نحن الطلاب و يصبح اكثر عطفاً و رقه و أيضا يملأ اللوحة الموجودة في الفصل بالرسوم التوضيحية والاسئلة و الأجوبة و يبذل قصارى جهدهِ لكي يخرج بصوره حسنه امام المشرف و يثير إعجابه بعد تهديدنا بالالتزام الصمتْ وعدم الحديث او السؤال و يتفق مع بعض الطلبة المتميزين على الأسئلة التي سوف يسألها أمام المشرف وكيفية الإجابة عليها ليبين له مدى براعته في شرح و توصيل المادة إلى طلابهِ و أنا أتساءل بيني وبين نفسي لماذا لا يستمر الحال هكذا كل يوم الى ان يأتي اليوم التالي ويكون المشرف قد رحل حتى يرجع الي الصراخ و الشتم و يتحدث عن البلاء الذي وقع على رأسه من خلالنا .وتمضي الأيام وأصبح أكثر رشداً ووعياُ وأنا أرى اللاطمين والمعزين في شهر محرم الحرام وهم يشقون رؤوسهم وظهورهم بأساليب استعراضية أمام الناس ليظهر حبهم و ورعهم للحسين عليه السلام وهم لم ولن يطبقوا جزءاً مما وصى به الحسين او ما استشهد من اجله و ابسطها الصلاة والتي هي أحد أركان الدين الذي امر بها الله سبحانه وتعالى و المحزن المبكي ترى المنظمين والممولين لهذه الجموع هم من عاثوا في الأرض فساداً مختلسين و سياسيين فاسدين سرقوا قوت شعبهم وقتلوهم لأجل مصالحهم الخاصة أو اجنداتهم الخارجية . ومن خلال الاحتكاك بجزء مهم في مجتمعنا وهم شيوخ العشائر او من يدعي بها بعد خلط الأوراق علينا وهم يصدعون رؤوسنا بالحكم والأمثلة والقصص البطولية لهم و لأبناء عشيرتهم و كثيرا منهم يوضع في محل الحكم بين الظالم والمظلوم تراهم يجاملون من دقت له كفة مصالحةِ الخاصة بعيدا عن الحق من خلال النفاق والكذب و التلوين و هذا ما حدث معي مع احدهم و سوف ارويه لاحقا بقصة يقشعر لها البدن .واذكر بمقولتي التي وضعتها في بداية القصة بأن لكل قاعدة شواذ .وما زلت واني في بداية الثلاثين من عمري ابحث عن ما وصل إليه مجتمعنا من نفاق وكذب وتلون بلونين الأسود خفاء و الأبيض جهرا ورغم معرفة باقي شرائح المجتمع إلا أنهم يختارون اللون الرمادي ولا يضعون حلا لهذه السموم .يا ترى هل سينتهي هذا أم يصبح أكثر تفشيا في مجتمعنا ؟ وما الحل ؟
|