برغم كل ما كان يُعانيه البروفيسوروالفيلسوف الكبير،عالم اللسانيات والمنطق الأميركي نعوم تشومسكي وهو يراقد على فراش الموت في أحدى مستشفيات البرزايل من صعوبة في التحدّث جرّاء أصابته بجلطة دماغية حادة،نالت من الجانب الأيمن من جسده الواهن وهو بعمر 95عاماً حيث أوضحت زوجته فاليريا تشومسكي-من أصول برازيلية للصحافة قبل موته بثلاثة أيام- من إن زوجها كان يتابع الأخبار وهو في المستشفى،وحين يرى صور الحرب في غزة يرفع ذراعه اليسرى في إشارة رثاء وغضب، شاء للموت أن يُغيّب هذا العبقري الفذ المعروف ب"أب علم اللسانيات الحديث" فضلاً عن كونه الشخصية الرئيسيّة في الفلسفة التحليلية،بسبب عمله في مجالات عديدة مثل علوم الحاسب والرياضيات وعلم النفس وتعليم الطفولة والأنثروبولوجيا،ثلاثاء الثامن عشر من حزيران الماضي،كان تشومسكي معارضاً شرساً للسياسة الامريكية،منعته اسرائيل من دخول الاراضي المحتلة،بعد أن قام كثيراً بنقد الحكومة الإسرائيلية ومؤيدينها فاضحاً لدعم الولايات المتحدة للحكومة ومعاملتها للشعب الفلسطيني معتبراً بأن "أنصار إسرائيل" هم في الحقيقة أنصار لانحطاطها الأخلاقي ودمارها النهائي المحتمل وبأن إختيار إسرائيل الواضح للتوسع أكثر من الأمن سيؤدي بالتأكيد إلى تلك العواقب، ولم يترددّ معارضته تأسيس إسرائيل كدولة يهوديّة،مؤكداً أن إيجاد دولة يهودية أو دولة مسيحيّة أو دولة إسلاميّة لا يعدُ مفهوماً صحيحاً،وأضاف بالقول؛"كنت سأعترض لو أن الولايات المتحدة تأسست كدولة مسيحيّة"،كما وكان معارضاً لا يشق له غبار للسياسة الخارجية الامريكية، ومساند لقضايا التحرر في العالم،يرى فيه الاكاديمييون المتختصون في علم اللغة،إنه قد أحدث ثورة كبرى في مجال اللغة وعلم النفس في القرن العشرين بنظريته التوليدية التحويلية في اللغة عبر مفهوم القواعد العامة التي تكمن وراء كل الكلام البشري والآلية التي يعمل بها،مستنداً إلى البنية الفطرية للدماغ وتكوينه، معتبراً أياه العامل الأساسي في تكون اللغة وعلوم الكلام،ولعلي أستشفع -هنا- ببعض من أشهر مقولاته؛

-إن أردتَ غزو شعبٍ ما، إصنع لهم عدوّاً وهميّاً يبدو لهم أنّهُ أكثر خطراً منك، ثم كُن لهم المُنقذ// من أكثر دروس التاريخ وضوحاً؛أن الحقوق لا تُعطى بل تُؤخذ بالقوة.

-هناك هدف من تحريف التاريخ وجعله يبدو كأن الرجال العظماء فعلوا كل شيء، إنه جزء من كيفية تعليم الناس أنهم لا يستطيعون فعل أي شيء، وأنهم عاجزون، وعليهم فقط إنتظار رجل عظيم ليفعل ذلك من أجلهم.

-لا أحد سيصبُّ الحقيقة في عقلك، إنّه شيءٌ عليكَ أن تكتشفه بنفسكَ.  
-لا يوجد شيء اسمه بلد فقير يوجد فقط نظام فاشل في إدارة موارد البلد.
-العالم مكان غامض ومحير للغاية. إذا لم تكن على استعداد لأن تشعر بالحيرة، فإنك تصبح مجرد نسخة طبق الأصل من عقل شخص آخر.
-حتى تتمكن من السيطرة على الشعب. اجعله يعتقد بأنه هو سبب تخلفه وأنك قادم لتنقذه."

Hasanhameed2000@yahoo.com