علي سلمان  غالي

بكل ما في الانسانية من انسانية وصفاء سريرة وبياض نيّة اتحدث معك بمشاعر اربعين مليون عراقي واقول لك مُحّذراً اياك من اناس قريبين منك من الذين يلبسون جلباب الاخلاص والمحبة والخوف عليك ويخوفوك من المجيئ الى العراق

 وهذا ليس توقعاً بل من باب اليقين اتحدث معك لانهم فعلوها مع الكثيرين قبلك ممن كانوا يرومون المجيئ الى العراق لأسباب شتى لكنهم خابوا والحمد لله ايمّا خيبةٍ بحيث ان كل واحد من هؤلاء الذين زاروا العراق تسببوا بمجيئ العشرات غيرهم ، سيقولون لك بلغة القطع لاتذهب يوم السادس عشر من ايلول المقبل الى العراق حيث موعد اللقاء المرتقب بين   فريقك النصر السعودي  او فريق الشرطة العراقي   ضمن بطولة ابطال آسيا على ملعب كربلاء بحجة ان الوضع الامني  وهنا اقول لك بمحبة وانت تستطيع التأكد من كل حرف سأقوله بطرقك الخاصة حيث لايصعب عليك ذلك :

اولاً : أُجزم لك ان هذا الخطر الذي يتحدثون عنه هو خطر وهمي لا وجود له الان وتستطيع ان تسأل اي شخص من الذين تعرفهم من الذين زاروا العراق في السنوات الاخيرة وهم كثر وخاصة من اهل الخليج الذي انت فيه الان  لاعبين او مدربين او معلقين او صحفيين او غير ذلك واسمع ماذا يقولون لك ، انا متأكد انهم سيقولون لك بأنهم عشقوا العراق واهل العراق بعد زيارتهم الاولى له وانتهت كل مخاوفهم التي نسجها الكارهون للعراق في رؤوسهم لذلك كرروا زياراتهم له بعد ذلك وصار كل واحد منهم يتجول في بغداد ومحافظات العراق لوحده لان العراقيين جميعاً معه لذلك ارجو ان لاياخذ موضع الامن ولو جزءاً صغيرا من تفكيرك واتمنى ان تنساه تماماً .

ثانياً : لديك ادلة ُاطمئنان عملية اخرى وهي البطولات العربية والقارية التي احتضنها العراق في السنوات الاخيرة ومنها بطولة خليجي ٢٥  في البصرة التي نجحت نجاحاً تنظيمياً وفنياً وجماهيرياً غير مسبوق حتى اعتبرت الاولى في بطولات الخليج على مر  تاريخها وفيها سطر الشعب العراقي اروع آيات الجمال والمحبة  والسلام والكرم وهذا ليس كلاماً انشائياً و تستطيع ان تتاكد من كل حرف تقرأه .فضلاًعن بطولة غرب آسيا مرتين وبطولات آسيا بكرة السلة والقوس والسهم

وخارج الرياضية هناك المؤتمرات السياسية التي جمعت كبار سياسيي العالم والمهرجانات الفنية الكثيرة التي شارك بها فنانون كبار من العرب والعالم ؟ كل ذلك وغيره ولم يكن هناك اي خرق امني والحمد لله .

ثالثاً : اخاف عليك ان تخسر خسارتك الكبرى ان لم تأتي الى العراق لأنكم الاوربيون شغوفون بكل شيء تراثي ، كل شيء له علاقة بالتاريخ بينما هنا في العراق سترى التاريخ نفسه بل سترى البلد الذي صنع التاريخ  ، سترى البلد الذي علّم الانسانية الكتابة وحروف الابجدية ، سترى البلد الذي سنَّ اول قوانين الارض ونظّم حياة الناس،  هنا الارض التي سُميت بأرض السواد لكثرة خيراتها ، هنا الشعب الذي جعل من الكرم سجيةً متوارثة بين اجياله ، هنا الشعب الذي يغفو على حب الشعر والفن وكرة القدم ، ستجد شعباً يحب الحياة متمسك بها ولذلك قهر كل قوى الظلام التي ارادت له ان يموت .