من أبرز الأسباب التي أدت الى ارتفاع معدلات الفقر والبطالة في المجتمع العراقي هي السياسات الخاطئة التي انتهجتها الحكومات المتعاقبة بعد الاحتلال واستفحال مظاهر العنف والفساد المالي والاداري ولعل شريحة الشباب الذين يعول عليهم في بناء البلد قد ضاقت أمامهم فرص الحصول على العمل، وفرص ایجاد وسائل لبناء الذات وتنمية الشخصية وممارسة الهوايات واستثمار الوقت بما هو ناجع ومفيد ما انعكس سلباً على حاضرهم ومستقبلهم المجهول .. إذ يعد تكريس هذا الوضع السلبي أحد ابرز الأسباب المؤدية الى الانحراف والفساد .. كما ان البطالة والفراغ الفكري لا يتناسبان مع شريحة عمرية ممتلئة بالحيوية والنشاط والاندفاع وحب الحياة ، وعدم قدرة المؤسسات الحكومية على إيجاد خطط وبرامج لتطوير واستثمار قابليات وامكانيات الشباب بمختلف ألوانهم العمرية والفكرية ، وعدم قدرتها على استيعاب الخريجين يشكل تعطيلاً لكل هذه الطاقات والقابليات ولا ننسى أخيراً ان للمحيط العائلي دور أساس في منح شريحة الشباب المزيد من الثقة التي قد تعوضهم حالة الأحباط من الواقع العام .

عادل اسماعيل علي