النـص :
لا نستطيع بصورة دقيقة تحديد الفترة الزمنية التي زحفت خلالها العماله الأسيوية وبهذه الأعداد والكم الكبير.. وأنما هو بالتأكيد واحد من وباءات ما بعد الاحتلال المشؤوم عام 2003 الذي حمل معه كل الشرور والماسي التي ألمت بالشعب العراقي الأصيل ...لقد تدفقت العمالة الاسيوية تباعاً كخفاش الليل ، ومن دون فحيح أو شوشرة ، عكس النظام المقبور الذي جاهر باستقدام العمالة المصرية، ليزج بجميع شباب العراق والعاملين في حرب مع ايران واليوم نشاهد هذه العمالة التي أتقنت اللهجة المحلية بسرعة ، وراحت تنافس العراقيين العاملين الذين تزدحم بهم الأرصفة .. وقد تربعت على متون جميع مفاصل الحياة في البلاد وبدون استثناء، في ظاهرة غير مسبوقة وغريبة ومثيرة للشكوك والاستغراب ... وتوضيحاً اكثر للموضوع ، فأن هذه الاعداد المتدفقة من العمالة ، إن كانت اسيوية أو أفريقية أو غيرها، فهي تشكل مصدر قلق على مجتمعنا العراقي دفع باتجاه خلق بطالة خطيرة اضافة لجيوش العاطلين من حملة الشهادات والخريجين التي تعاني منها البلاد اصلاً . ويعلم المسؤولون وكل وطني غيور وشريف علم اليقين الآثار السلبية المدمرة على نفسية الفرد العراقي المظلوم والعاطل ، وضياع فرصة عيش شريفة ولائقة له ولأفراد عائلته وما تسبيه هذه الاعداد المتصاعدة من العمالة الاسيوية من الخرافات لا يعلم مداها الا الله ؟ ان السماح المنفلت - إن صح التعبير - باستيراد العمالة وبهذا الشكل العشوائي هو توقيت غير سليم ولا ينسجم مع ظروفنا الحالية الصعبة .. وتستطيع الدولة - أن أرتات - ان تحد من دخول العمالة الاجنبية ، والقيام بفتح دورات تدريب وتأهيل للعاطلين العراقيين ليكونوا مثالاً يحتذى ، وهم أهل لذلك واكثر حرصاً على بلدهم وشعبهم من العامل الأجنبي.. مع تفعيل الأعلام التوجيهي وايقاف هذا الزحف المريب وانقاذ العراق من التدهور الاقتصادي والبطالة والفساد .
عدنان سلمان
|