الخميس 2024/9/19 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 32.95 مئويـة
خطابنا الإعلامي بين السمات المهنية وحرية التعبير والمسؤولية الاجتماعية
خطابنا الإعلامي بين السمات المهنية وحرية التعبير والمسؤولية الاجتماعية
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب د. حسين الأنصاري
النـص :

يستند العمل الإعلامي على أسس عديدة لعل من أهمها مفهوم حرية التعبير , لكن تطبيق ذلك يستلزم قدرا كبيرا من الفهم والالتزام والإحساس العميق بالمسؤولية الاجتماعية وامام هذا يصبح من الأهمية ان يتوفر الخطاب الإعلامي على السمات التي تجعله يندرج تحت   سمات المهنية  والأخلاقية التي تقود إلى تحقق اثر الخطاب وإنعكاس نتائجه على المجتمع ، ودون ادنى شك ان حرية التعبير تظل مقياسا لضمان اهمية الاعلام  ونجاعته. ولكن ثمة من يرى ان امام هذه الحرية حدود من الالتزام  والمهنية  والمسؤولية التي تفرضها  القيم والمعايير  والسلوك والدوافع والاهداف وهي بعض سمات النظرية الاجتماعية للإعلام التي تبلورت في أربعينيات القرن الماضي والتي جاءت ردا على التجاوزات التي جاءت بها النظريات اللبرالية التي أسرفت في استغلال  حرية التعبير والتي اساءت في بعض جوانبها. إلى مفاهيم المجتمع وأخلاقياته ، وهذا يتعارض مع الدور المناط لوسائل الإعلام  كونها احدى أدوات الوعي والاتصال والإحاطة بالمعلومات وكل ما يدور في المجتمع من اشكاليات وظواهر ورصد لما يبرز من جديد في مختلف مجالات الحياة ، ويتبلور الخطاب الاعلامي وفقا لطبيعة الأنظمة المتحكمة ومستوى الحريات الممنوحة ودرجة الالتزام بالمسؤولية الاجتماعية ومستوى التطبيق  والسلوك المهني لممارسي العمل الاعلامي اسوق هذا الكلام وانا اتابع ما تعرضه بعض القنوات الفضائية  التي اصبحت معظم برامجها تصل من خلال المنصات الرقمية المختلفة إلى أوسع فئات من الجمهور  فنجد ان هناك الكثير من البرامج التي استغلت حرية التعبير بل اساءت في استخدامها فأصبح البرنامج او الخطاب المتلفز  عبارة عن تجاوزات  بدلا من تشخيص لظاهرة او اشكالية او أزمة تؤثر على أفراد المجتمع ولابد من الإشارة لها وتحليل اسبابها واقتراح الحلول لمعالجتها او على الاقل وضعها تحت  دائرة الضوء للإحاطة بها ومحاولة تجاوزها ، لكن البعض من مقدمي البرامج ممن يفتقدون إلى. الاحترافية في فهم سمات الخطاب الاعلامي وتنقصهم المهنية والثقافة اللغوية في صياغة النص واختيار المفردة او العبارة الدقيقة والراقية في التعبير  نجد انهم يطلقون ألفاظا او يقومون بإيحاءات اباحية فاضحة للتعبير عن فكرة  او صورة ممكن ان تقدم بأسلوب ارقى. او انهم يعمدون أحيانا إلى حذف الكلمة او العبارة من الكلام المنطوق ظنا منهم انها حالة لتجاوز الخطأ اللفظي في حين ان ذلك يصبح من وجهة نظر اصحاب التلقي اكثر تأثيرا لان الفجوة النصية تتيح المجال لتأويل اكبر امام المتلقي مما يجعله يعيد إنتاج المعنى  وفقا لمستوى كفاءته وثقافته وقدرته على الفهم والتحليل ، وهنا لا اريد ان اذهب بعيدا في الحديث عن أبعاد الخطاب الاعلامي وسماته. وأساليبه في الوسائل الاتصالية المتنوعة. قدر الإشارة إلى نقطة جوهرية تتعلق بضرورة ان يدرك الاعلامي انه مطالب بكل مفردة او اشارة او تعبير ان يعي ان هناك من يشاهده ويتوجب عليه احترام العلاقة المتبادلة بين طرف البث والاستقبال وان يدرك حدود استخدام كل مفردة ينطقها  لان الجمهور اكثر وعيا وإدراكا في تقييم الاداء وله كامل الحق في مراقبة وتقييم  وسائل الاعلام وآثارها الاجتماعية.

- [ ] وإمعانا في تردي بعض البرامج اصبح مقدميها   يتجاوزون الكثير من الضوابط  الاجتماعية والأخلاقية والمهنية  وصار المشاهد يسمع كلاما سخيفا  ومفردات سمجه لا تنتمي الى مستوى التعبير الرفيع  او المستوى الثقافي والسلوك  والاخلاق العامة ،  وهنا يتوجب علينا كجمهور ومتخصصين  ان ننتقد هذا النوع من البرامج ونطالب الجهات المشرفة سواء ادارات هذه القنوات او الجهات المعنية برصد التجاوزات ان تعيد النظر بل تضع شروطا  تتعلق بجودة الخطاب وضرورة التزام النص  بالمهنية والمسؤولية الاجتماعية  بل لابد  ان يكون البرنامج  ذو رسالة إعلامية  ملتزمة وهادفة  لا ان يكون مجرد عملا وظيفيا لقاء اجر  أو ملئا لفراغ في مدة البث لهذه القناة او تلك. ونعتقد ان الخطاب الاعلامي هو مسؤولية اجتماعية هامة ينبغي ترسيخها في اية ممارسة   تقع في حقل الاعلام  وأبعاده  ودوره  ووظيفته وعلاقته بالمجتمع .

المشـاهدات 36   تاريخ الإضافـة 13/09/2024   رقم المحتوى 53293
أضف تقييـم