بغداد ـ الدستور

اختتم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان جولته الى العراق التي استغرت ثلاثة أيام بزيارة محافظة البصرة الغنية بالنفط اقصى جنوبي البلاد.وتعد هذه أول زيارة لرئيس ايراني الى البصرة منذ 100 عام، حسبما افادته وسائل اعلام ايرانية في تقارير لها.واستقبل محافظ البصرة اسعد العيداني ورئيس مجلس المحافظة خلف البدران اضافة الى مسؤولين محليين آخرين، بزشكيان في مطار المحافظة الدولي.وتوجه الرئيس الإيراني فور وصوله إلى المركز الثقافي النفطي للقاء الحكومة المحلية وممثلي الشرائح المختلفة في المحافظة.وقال بزشكيان في كلمة القاها في المركز، "كنّا دائماً سويةً ويجب أن نعود متحدين لأن ذلك يؤمن تقدمنا العلمي والاقتصادي".وفي جانب آخر تطرق الى العمليات العسكرية للجيش الاسرائيلي في غزة، وقال إنه "إذا كنا في حالة التآزر والتاخي والتضامن فيما بيننا هل كانت اسرائيل تجرؤ على ارتكاب مثل هذه الجرائم بقتل الابرياء"؟وتحدث الرئيس الايراني عن تشكيل الاتحاد الأوروبي قائلا، إنه "عندما ننظر إلى التاريخ، نجد أن الأوروبيين كانوا يقتلون بعضهم البعض نحو ما يقرب من مائة عام، لكن هذه الدول اتفقت في النهاية بعضها مع البعض وتوصلت إلى عملة موحدة وتوصلت إلى تواصل مستمر من أجل مصالحها الخاصة".وأضاف بزشكيان أنه "حاليا نرى المواطن الأوروبي يمكنه ركوب القطار والسفر من فرنسا إلى جميع الدول الأوروبية"، متسائلا: "لماذا لا نستطيع نحن في المنطقة السفر بسهولة إلى مدن مختلفة في دول غرب آسيا؟ فيما رأى مستشار رئاسة إقليم كوردستان، خيري بوزاني أن زيارة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، إلى إقليم كوردستان "مهمة وتحمل رسائل"، خصوصًا في ظل التطورات الإقليمية المتسارعة، ومنها الخلاف مع الولايات المتحدة، والحروب في غزة واليمن والصراع في لبنان.واعتبر بوزاني، خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، أن "إيران تسعى من خلال هذه الزيارة إلى تعزيز الاستقرار الأمني في العراق والإقليم، خوفًا من التهديدات المحتملة بوجود القوات الأمريكية، كما تهدف إلى بحث الملف الأمني، بما في ذلك وجود الأحزاب الكوردية المعارضة، وتوطيد العلاقات الثنائية في مجالات الاقتصاد، السياحة، والثقافة".وعن أبرز الملفات التي تهم إيران وإقليم كوردستان بشكل مشترك، رجح أن تشمل "استقرار العراق والإقليم، ومخاوف إيران من التهديدات الأمنية، وخاصة وجود القوات الأمريكية والأحزاب الكوردية المعارضة على أرض الإقليم.وتابع بوزاني: "أيضاً هناك ما يتعلق بالاستقرار السياسي في إقليم كوردستان، وحل الصراع بين الأحزاب الكوردية، إضافة إلى ملف انتخابات برلمان الإقليم، فضلاً عن مجال تعزيز التعاون في مجالات الاقتصاد والتجارة، حيث شهدت العلاقات التجارية نمواً إيجابياً وارتفعت الصادرات الإيرانية بنسبة 16% في العام الماضي"، لافتاً إلى أن "هذه الزيارة تشمل مجالات السياحة، الثقافة، العلوم، والقضايا الاجتماعية".وبشأن إمكانية أن ترسم هذه الزيارة مرحلة جديدة من العلاقات الإيرانية مع إقليم كوردستان، أجاب مستشار رئاسة الإقليم، بالقول: "نعم، من المتوقع أن ترسم زيارة بزشكيان، مرحلة جديدة في العلاقات بين طهران وأربيل، فقد تمت الإشارة إلى أهمية هذه الزيارة في تطوير العلاقات الثنائية في مجالات متعددة مثل الاقتصاد، السياحة، الثقافة، والسياسة، بالإضافة إلى بحث القضايا الأمنية".