ابا الزهراء عدنان عبد النبي البلداوي |
ديرة |
أضيف بواسـطة addustor |
الكاتب |
النـص : زَهـَـتْ فـــي غـير موســِمِها الزهـورُ وســارتْ طـوْعَ مَركَــبِــكَ الـبُــحـورُ وأوْعَــزَتِ الــســمـاءُ لــــكـل ضـوءٍ مُـرافَــقــة الـبَشــيــر بـمــا يُـــشــيــرُ وصاغَـتْ يـــثـرِبُ الـــفـيحاءُ شِعـراً بــمقــدم مَـــن له انـْـحَسَرَ العَــسِيـرُ سِــماتُـك فــي الــنبـوّة مُــذ تـراءَتْ نَـجـا الــمــظـلــومُ وانطلـق الأســيرُ ســـَـنـاءُ مَـــداكَ ، ضـوْء ٌ للقــوافـي وايــعــازٌ بــــه يَــسـْـمـو الشُــــعـورُ أبا الــزهـراء، مُـذ نُـودِيــتَ ( إقرأ) تَـهاوى الـشِـركُ وانْـدَثــرَ الــغُــرورُ دُعـــاؤك فــي الــنِّــزالِ أزالَ غَــمًّـا وفـــي التكْــبِيــرِ ، مـضمونٌ نَــذِيــرُ فَــداكَ الـمُــرتــضى ، بالـنـفـس لـمّا اراد الــكـفـــرُ قَـــتْـلَـك والـشُــــرورُ ومِــنــك لــه الـبلاغــةُ نَــبْــعُ تِــبْــرٍ لــهــا نـَــهْــجٌ ، تــداولــه الــدهـــورُ ولــمّـا الــوحيُ فــي الافــاقِ نــادى أضــاءَتْ دَرْبَ مَــقْـــدَمِـك الــبُــدُورُ ربـــيــعُ الـخُـلـدِ ، فـي خُـلــقٍ وعِـلـمٍ وصِــدقٍ ، قــد حـَـبــاكَ بــه الـقـديــرُ يـُـفـاخِــرُ بـَعـضُ مـَـن يَـسْـمو بـمَجْــدٍ ونَـــبـْـعُ عُــلاكَ ، قــــــرآنٌ مُــنــيـــرُ ونَــهْـجُـك فـي الـتــقـدم صـار عُــرْفـاً تُـــقـلّــدُه الشـعـــوبُ ، وتَـــسْــتَــعــيـرُ تــرَنَّــمَــت الــبلاغـــــة لـحــنَ شُــكْــرٍ لِـــرب الــعَــرشِ ، إذ عَــمَّ الـسُــــرورُ تـمـنّـى الـخَــصـْـمُ أنْ تَـرضى بِـمـُـلْـكٍ لِـــيَــبْــدأ حَـوْل دَعــوَتــِك الـضُــمــورُ فــأرعَــبَـهـم ثـــبــاتُــك ، فــي مَــسيرٍ تَــمَـــنّــوا لــــو تُـــوَاريــهــم قُـــبـــورُ وقـــــد دَوّى نِـــداؤك ، فـي الأعــالـي فـأعــقَــبَ صَـوتَــه غَـــيْــثٌ غــزيـــرُ لـ(غـارِ حِــراء) فـي الــتـاريـخ خُـلْــدٌ حَــوى بـَصَـماتِ مـا وَهَـب البـصِـيـرُ سَــــرَتْ أجْـواؤه فــي الــذِكْـر تــروي وفــــي قــصـص الـفــداءِ لــهـا مُـرورُ وفـــــي احـــداثــه تَـــوْثــيــقُ نَــهْــجٍ بـــه الـــتاريـــخُ مــــسـرورٌ فَـــخـــورُ لــقـد حـَـسبـوا نهــوضَـك جَــمـْـع مـالٍ فَـخــابَ الــظــنُ ، واســتولـى الثــبورُ وظـــنّـوا مَـنْصِـبا تَــبـْـغــيــهِ فـــيـهــم فــكــان لِــرَدّك الـــســـامـي هَــــديــــرُ فَــقَــد ارْعَـــبْــتَــهـم بـــسِــهــامِ رَدْعٍ وتَـــصـْـريـــحٍ ، بـِــعَـــزْمٍ لا يَــخُــورُ فقلتَ : الــشــمسُ لــو وُضِـعَــتْ بِكَــفي وفـــي كَـــفٍّ ، بــهــا قـــمَــرٌ مُــنــيــرُ فـــلا تُــغْــنِي ، فَـــذا هَــدَفٌ عـــظـيــمٌ بــــه يـَــتَـــهَــذّبُ الـــوَضْــعُ الـمَــرِيـرُ مَـــشــيـــنـا صَــوْبَ أهــدافٍ تَـجَــلّــتْ وأضــواءٍ بـــهـــا زَهَــتِ الـــعُــصـورُ وإن تُــلِيـَتْ مَـحـاسِــنُــك اسْـــتَــبـانَــتْ لــهــا فـــي الأفـــقِ أطــيــافٌ ونــــورُ خُـــطـاك ، بِـــذِكْــرِهــا عِـــزٌّ وفــخْرٌ وَ جُــودُك ، فـيـه يـَــزْدَهِـــرُ الــيَـسِــيـرُ مــراســيــمُ الــولايـةِ، فـــي صَـــداهـــا أقَــرَّتْ مــا أراد بــــه ( الغــــديـــــرُ) بــــانّ الــــحـــقَ يـَـــعــلــو باقـــتــــدارٍ وحـــيــدرةٌ هــــو الـــمَــوْلــى الأثـــيرُ اخَــــذْتَ بكَـــفِـــــهِ ، والقــــومُ حَشْــــدٌ وَرَفْـــعُـــــكَ كَـــفَّــــهُ حَــــدَثٌ كبيـــــرُ تَـــبارَكَ نَــهْــجُــنا ، مُــذْ نــالَ وَعــيــًا بـِـفضلك واســتَــقـامَ بــــه الــمَـســيـرُ لِـــتَـجْــسِـيد البـَـديــعِ صَدى امْــتــيــازٍ إذا ضـمّــتْ بــــلاغــتَــكَ السـُـــطــورُ عُــلـوُّكَ فـــي الــفـصاحــةِ والـتـحـدي أذَلَّ شُــمـوخَـهــم فَــهَــوى الــسَـــريـرُ وإن ذُكِــرَتْ صِـــفـاتُــك فـي جِـــنـانٍ بِذكْــرِكَ يَــزْدهي الـرّوضُ الـنــضـيـرُ مُــلــوك الأرض قـــد أخَــذَتْ دُروســاً بِـــحُــسْـنِ رُؤاك وارتَــوَتِ الـثـغــورُ (ومــا للـمســلــميــن سِــواك حِـصـنٌ ) ولا لــمَـــقـامِــك الســــامــي نــظـــيــرُ مـفــاهــيـمُ الكـرامـةِ ، صُغْـــتَ مــنهــا قــنــاديـــلَ الــطـمـوحِ ، لــنـا تُـــنـــيــرُ حــديــثٌ فـــي (الكِــسـاء) بما احـتــواه يُــخَــلَّــدُ حـــيــث واكــبـه الحُـــضـورُ وأهـــلُ الــــبـــيــت ، هُــم مَن كان فيه بــفــضل دُعـــائهـــم عَـــمَّ الــحُــبـُـــورُ وفـــاطــمــةٌ ، إذا ذُكِــــرَتْ بـــشـــأنٍ يـَــفـِـيـضُ بِــذِكْـرِها الخَـــيْــرُ الــنَـزِيـرُ لـــهـــا مِــن قُـــدْسِ والِــدِهـــا ضِـــيـاءٌ بــفَــضْــل شُـــروقـِه انــفَــرَجَ الحَسِـيـرُ وشَــــعَّ الحـــــقُ ، فــانــدثَـــرتْ قِــلاعٌ بهــــا فُــــسْـقٌ وظــــلــمٌ مُــــسْــتــطِير وأزهَــــرَتِ الـمـحـافــلُ ، فــــي وفــاقٍ وفــاضَ الـوَعــيُ ، وانـتـفـضَ الضمـيرُ لــكـل رســــــالــةٍ ، زمَــــنٌ وأفـــــقٌ وأفْـــقُــك ، دون تـــحــديــدٍ يـــســيـــرُ إضــــاءاتُ العـــلـــومِ ، لـــهـــا دوام ٌ فـــلا تَـــرَفٌ يـــدومُ ، ولا قـــصــــورُ (ومــا اسْــتَــعـصى عـلى قــوْم مَــنالٌ) إذا الإيـــمــانُ ، رافِـــدُهـــم يـــصِيـــرُ خــتَــمْــتَ الأنــبــيــاءَ ،ِ وكان مِــسْـكـا وطِـــيــبًا فـــاقَ مــا حَـــوَتِ العُـــطـورُ صــياغـات الــبـَــــيان ، لـهــا صَـداهـا وصــوتُــك فـي الــدفــاع ، لــه زئــيــرُ عَـلا ، والــنــصــرُ رافـَـقــهُ قَـــرِيـنـاً يـُـــؤرِّخُ كــــلَّ اشــــــراقٍ يَــــزورُ ومُــــنْــذ ُجَـعـَـلْـتَ للإنــصاف نَـهْـجــاً تـَـحَــسَّـــنَــت الـــعَـــلائـــقُ والأمـــورُ مَــصــابــيـــحُ الأمـانِ انَــرْتَ مـــنـهـــا قـــلــوبـــا واســـتـفـاق بـــهـا الغَــريــرُ وشــــاء الـلـــهُ أن يـَــهَــبَ الـمــساعــي حـــراكــا فــيــه تـــنــشــرحُ الـصـــدورُ فأوْحى مـا نَــطَـقْــتَ : (حـسيـنُ مــِنّي) و(انــك مــنــه ) ، فــي (طـفٍّ) يــثُــورُ تَـــــمَـــنَّــوْا أنْ يُـــذَلّ الــسِّــبْــطُ حــتـى يـُــهـــان بِــــذُلّــهِ الـــديــــنُ الــوَقُــــورُ فـــأذهَـــلـهـــم بـــتَــصـمِـــيــم وعــزْم بـــأنَّ الـــحــــقَّ تـَــفْــدِيــه الــنُّــحــورُ ولـــولا ذا الــفِــدا ، عَـــبَــثَــتْ قُــرودٌ وســــادَ الــهَـــدْيَ تــضْـلـِـيــلٌ كــثــيــرُ أبـــا الــزهـراء ، أنــت لــنـا شـــفــيــعٌ بـــيــومٍ ، فـــيـه يـُــفْــتَــقَــدُ الـنــصـيــرُ ومــهـمـا شـــاعَ مِــن خِـطَـطٍ ونَــهْــجٍ فـــنــهـجُـك فــــي المَــسـير، لـنا عُـبورُ تَـــسامى مـــا بـَـدَأْتَ ، بـــأمْــرِ رَبٍّ ورافـــقَ عَـزْمـَك ، الخــيــرُ الــوَفِــيــرُ أنِــيــــسُ الـمـؤمـنـيــن ، بــيــوم عُــسْرٍ إذا صَـــلّـوا عــلــيــك ، كَبا الــخَـطــيـرُ وذِكْـــرُك إنْ تــألّـــقَ فـــي حــديـــــثٍ يَــــغِـــيــبُ الــهَــمُّ والأمــرُ الــنَــكِــيـرُ يـَـــقِــيــنـاً ، أنــت أسْـــمى مِــن ثَـــنــاءٍ ولــــكـــنْ بــالــتـــبـــرُّكِ نَـــسْــتَـــنــيــرُ (على وزن الوافر) |
المشـاهدات 176 تاريخ الإضافـة 14/09/2024 رقم المحتوى 53408 |