علي سلمان غالي

قيثارة العراق الموغلة في القدم والضاربة في اعماق التاريخ  والتي علمّت العالم العزف على وتر المشاعر منذ ٢٦٠٠ سنة قبل الميلاد  تجد نفسها الآن في امتحان صعب مع عازف معاصر  يلعب ايضا على وتر المشاعر ولكن من باب آخر  هو  باب الرياضة وكرة القدم بالتحديد ، هذا العازف المتمرد هو البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي يعزف الآن لحساب نادي النصر السعودي  الضيف الثقيل الذي سيحل على قيثارة العراق ممثلة بنادي الشرطة العراقي ، وأقول ثقيل هنا من باب المنافسة وليس من باب الضيافة الانسانية التي سيدها العراق بلا منافس حيث  لم بشعر يوماً بثقل  ضيف حلَّ عليه لانه اصلاً ينتظر الضيف انتظاراً ،

سيلتقي الاثنان وجهاً لوجه يوم الاثنين لنرى بعد المباراة من سيعترف بأحقية الآخر بالحصول على شهادة الابداع والتميز اداءاً ونتيجة ؟ ولمن ستكون الغلبة ؟ ومن سيقدر على انتزاع الثناء والاعجاب  من محبي هذه اللعبة ، نحن لنا الثقة الكاملة بقيثارتنا وجميع اوتارها بأنها ستعبر هذه المحطة الصعبة متسلحة بعاملي الارض والجمهور العراقي الذي سيرتدي كله اللون الاخضر مسانداً ومؤازراً

لان فريق الشرطة هنا سيحمل آمال العراق  اجمع بجميع اطيافه واهواءه واختلاف ولاءاته الناديوية فالعراق اكبر من كل الاندية وسمعته سمعتها جميعاً  ، وثقتنا بنادي الشرطة هي ليس من باب العاطفة او الانحياز الطبيعي بل من باب التجربة حيث عودنا فريق الشرطة بالتفوق على نفسه وعلى امكاناته في مثل هذه الاستحقاقات والظهور بالمظهر  المشرف في مثل هذه المناسبات ونتائجه المتميزة في هذا المجال هي التي تثبت ذلك حيث فاز في مناسبات متفرقة على السد القطري المتخم بالنجوم العالميين وفاز على صفاقس التونسي وغيرها ولم يكن الشرطة حينها بهذا التوهج الذي يشهده هذا الكيان الاخضر حيث الفوز بالمسابقة الاولى بكرة القدم في العراق لثلاثة مواسم متتالية والمشاركة المتكررة في دوري ابطال اسيا والفوز على عمالقة القارة ناهيك عن التطور السريع والشامل الحاصل في هذه المؤسسة ( نادي الشرطة العراقي ) في السنوات الاخيرة على المستويات الفنية والادارية والعملية لذلك اقول ان ثقتنا بفريقنا لم تأتِ عن فراغ فلدينا في الفريق مواهب محلية رائعة بالاضافة المحترفين العرب والاجانب والذين نجح قسم منهم في المواسم الماضية نجاحا باهرا مع الفريق كالمواس وابو بكر  ثم اضافات هذا الموسم التي نتمنى ان تكون اضافة حقيقية والمهم في الموضوع بل الشغل الشاغل لأهل الرياضة هو ان ننجح في تنظيم هذه المباراة واحتضانها بالشكل الذي نبهر به العالم ويعيد لنا حقنا المسلوب منذ سنين في استضافة وتنظيم البطولات القارية والعالمية على ملاعب بغداد التي بتنا نتباهى بها بعد ان كنا نخجل منها ، وربما هي ضارة نافعة ان تنقل المباراة من كربلاء الى بغداد فكربلاء هي اصلا مرفوع عنها الحظر بينما بغداد تحتاج الكثير من المباريات والبطولات الكبيرة ان تقام على ارضها لتظهر للعالم قدرتها على التنظيم والابداع فيه حد اسكات الافواه التي تثرثر على بغداد هنا وهناك بكلام فيه الكثير من الانتقاص منها والتشهير بها باطلا لكي لاتعود الى دورها الطبيعي في احتضان الاشقاء والاصدقاء على ملاعبها .كلنا امل بوزارة الداخلية الحاضنة الكبيرة لنادي الشرطة ان تحفظ لنا امن ملاعبنا وشوارعنا لكي نثبت لكريستيانوا ورفاقه ان كل ماسمعوه من اخبار سيئة على العراق هو محظ هراء ليس الا  كما نهيب بجمهورنا الذي يتحمل الوزر الاكبر  من هذه المسؤولية الكبيرة ان يكون هو السبب الاول في انجاح هذه المباراة المهمة بطريقة حضوره وتشجيعه وانسحابه ، لنتذكر جميعا ان هذه المباراة مهمة للعراق باكمله فاذا وفرنا الاجواء المثالية لها وللضيوف بشكل خاص ولكريستيانوا بشكل أخص وجعلناه يغرد بتغريدة بسيطة كأن يقول : انا هنا في بغداد ..فاعلموا ان هذه التغريدة لاتعادلها كل الجهود المبذولة منذ سنين لتحسين صورة العراق في الخارج وذلك لشعبية هذا الرجل الجارفة ولكثرة متابعيه على كل وسائل التواصل الاجتماعي الى الحد الذي جعلته اللاعب رقم واحد بالعالم في هذا الجانب ، فلنستغل جميعاً ماتبقى لدينا من وقت ولنعمل بكل ما اوتينا من قدرة من اجل اعلاء اسم العراق .