على ورق الورد التسميات الفنية وقيم الريادة منذر عبد الحر |
فن |
أضيف بواسـطة addustor |
الكاتب |
النـص : تميّز العراق بأصالته وريادته في أمور حضاريّة كثيرة , ومنها الفنون والآداب , وهذا التميّز تم تاشيره في أكثر من مناسبة وأكثر من دراسة وبحث , لذلك كان على المعنيين بأمر الثقافة والتراث أن يحافظوا على ملامح هذه الريادة بإحياء معالمها , وإعادة تلميع ما تناثر عليه الغبار , بكل ما في هذه الكلمة من معنى , ولا نريد هنا أن ندخل في تفاصيل ومماحكات قد تنزل خطابنا إلى منطقة لا نريدها , رغم أن البعض من قساة الضمائر , الذين يشعرون بعقدة من التاريخ ومنجزاته , يحاولون الإساءة لرموز في الريادة , احتفى بهم العالم قبلنا , وعرفونا من خلالهم , وأنا هنا أعني الشاعر الرئد بدر شاكر السياب الذي فتح في القصيدة العربية آفاقا مهمة ظلت طريقا ممهدا للمزيد من الابداع لمن جاء بعده من الشعراء .
ما أريد قوله هنا , ليس بخصوص رموز الأدب والفكر من الروّاد , فقضيتهم تتطلب بعدا آخر مختلفا في التشخيص والمعالجة والمقترح والطموح حول ما نريده لهم , لكنني بصدد الحديث عن روّاد الأغنية العراقيّة الأصيلة , سواء في الريف حيث الثلاثي الذهبي داخل حسن وحضيري أبو عزيز وناصر حكيم , أو في المدينة حيث ناظم الغزالي والقبانجي وغيرهما ممن ترك بصمة حقيقية في الأغنية العراقية , فعلى الرغم من أن هناك فرقة غنائية سميّت بفرقة "ناظم الغزالي " وهي فرقة مبدعة , تتمتع بالقدرات الصوتية واللحنية والحرفية , لكنها تعيش على هامش الأحداث ولا يوجد دعم حقيقي لها , مما جعل نشاطها محدودا وعطاءها قليلا , أما الآخرون فقد غاب ذكرهم ولم تنصفهم الذاكرة إلا في برامج متباعدة هنا وهناك , ولم تابعنا أخوتنا المصريين لعرفنا أنهم أقاموا مهرجانات ومتاحف وفرقا كبيرة لرموز الفن والغناء وأعادوا إحياء تراثهم من خلال مجموعة مبدعة من الشباب الذين يؤدون أعمالهم بمهارة وإتقان وإخلاص أيضا , مؤكدين حضور الأصوات الخالدة كعطاءات لها وقعها وصداها وتأثيرها في صناعة الملامح الثقافية للبلاد .
لا نريد لروّادنا أن يلفهم النسيان , ولا نريد للدوائر المعنيّة أن تبتعد عن مسؤولياتها في إحياء تراث رموزنا الفنية , في الغناء والتمثيل , والموسيقى , وربما كانت محاولات أداء مسلسلات درامية عن بعض رموز الغناء , تمثل جانبا من الوفاء للذاكرة , إلا أنها وحدها لا تكفي , فهي تشير إلى جزء من حياة الفنان وشخصيته وعلاقاته الانسانية , وهي أمور مهمة حتما , لكننا نحتاج إلى جانب ذلك , المزيد من النوافذ والاطلالات , وإعادة تسجيل الأعمال الخالدة والتعريف بها كي يعرف الجيل الجديد قيمتها الفنية , والحضارية أيضا , كونها قد ارتبطت بوقائع وأحداث وخطاب سياسي وفكريّ معين أدّى إلى تأثرها كلمات وألحانا وحتى غناء بهذه المؤثرات .
إن البلدان التي تمتلك تأريخا حضاريا مهما , تحاول أن تستنطق هذه التاريخ في كلّ خطوة تخطوها باتجاه المستقبل , مستفيدة ومعرّفة وفخورة بما قدمته عبر ماضيها , مهما كان هذا الماضي , فهو يمثل تراكما يؤدي إلى تحقيق الفائدة والعبرة , وكذلك إلى جذور كل ممارسات المجتمع والبلاد , في السياسة والاقتصاد والممارسات الاجتماعية .
هي دعوة , لكل المعنيين بالثقافة والتراث , أن نحيي , تراثنا وأن نعيد له الروح وأن نعرّف بروّادنا , الذين زرعوا بذور الطيب في أرض الثقافة , وصنعوا ملامح الحياة بأجمل معانيها . |
المشـاهدات 160 تاريخ الإضافـة 23/09/2024 رقم المحتوى 53819 |
سقوط الاسد والتأثير العكسي على خارطة المنطقة |
لحضوره الثقافي والفني .. الفنان " محمد محسن السيد ..تحدٍ وإصرار على التواصل الابداعي |
جاهزية ثنائي الكويت لمواجهة عمان |
القبض على متهم بقتل مدير استخبارات في ذي قار الإطاحة بإرهابي و3 تجار مخدرات في بغداد والمثنى |
في 3 محافظات.. القبض على 10 متهمين بجرائم جنائية مختلفة لمنع أي تسلل.. تشديد أمني على الوافدين في بغداد وأسباب مجيئهم |