الأحد 2024/9/29 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 21.95 مئويـة
قضاء الخالص…خارج القرن 21
قضاء الخالص…خارج القرن 21
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب أحمد الخالصي
النـص :

ذات مرة قال لي أحد الأصدقاء مازحًا أن مدينتكم لاتعدو أن تكون (لوفة) في طريق كركوك، ومن عجائب هذه الرقعة الجغرافية أن تحولت هذه النكتة إلى واقع. وتكيفًا مع تمثال مصطفى جواد بُتر من الخالص الحيز الزمني، ليقف هناك في مرحلة ما من القرن العشرين.تعاقبت الحكومات المركزية والمحلية من العاصمة إلى جميع المحافظات، بينما الخالص ظلت معزولة عن كل تغيير ممكن.إدارة محلية منذ سقوط النظام البعثي مستمرة للآن، لم يحصل تغيير ولو من أجل التغيير، ولا أي محاولات في سبيل ذلك إلا مرة واحدة أو مرتين كحد أقصى، ومع هذه المعطيات، وغيرها من حرب مع الإرهاب، ابتداءً من القاعدة وليس انتهاءً بداعش، بقيت هذه المدينة منكمشة على نفسها، لا تعدو أن تكون محطة ترانزيت لشرب الشاي والقهوة وقضاء الحاجة، من ثم إكمال المسير نحو الشمال، ولولا ذلك لاندثرت هذه الرقعة تمامًا عن ذاكرة هذا الوطن وقاطنيه.ميزانيات بالمليارات خُصصت لهذه المدينة ولا شيء حدث أو يحدث. أبنية متهالكة وشوارع داخل القضاء خارجة عن كل المعايير المعتمدة، وفوق كل ذلك سوقها الرئيسي هارب من القرون الوسطى، ولولا السفر للمستقبل (الشورجة) لكنا انتقلنا نحن أيضًا إلى هناك من خلال الحاجيات المعروضة. المستشفى العام للقضاء أصبح هو صفة التردي بحد ذاته، والأشياء الأُخرى هي الموصوفة. ولعل تجربتنا الشخصية معه توضح بعض ما يعانيه، ذات ليلة كنت مرافقًا لأحد أقربائنا فيه، وفي قرابة الساعة الثانية صباحًا، علت ضوضاء من باحة المستشفى، خرجت ورأيت آثار دماء تملأ الأرضية، وتجمهر للناس، بعد السؤال، تبين أن أحدهم دخل بدراجته النارية إلى الطوارئ، ولولا باب الغرفة لوصل بها إلى سرير المريض…، وغيرها الكثير مما يؤشر إلى خلل عام، تسرب لجميع مفاصل هذا القضاء سواء كانت مؤسسات دولة، أو مشاريع القطاع الخاص.هناك أحاديث متداولة وشبه مؤكدة عن حصول تغيير مرتقب في الإدارة المحلية للقضاء. يظل هذا الأمر بارقة أمل ولكن متجمدة، يتمثل هذا الأمل بحدوث التغيير ابتداءً، مع انتظار ما قد ينتجه.ختامًا، لا أعرف إذا كان ما قلته يندرج ضمن المناشدة أو الشكوى، لكن ما أعرفه حقًا أنها صرخة مكتومة، أو صمت صارخ بالأحرف والكلمات، من أجل انتشال هذه المدينة من غيهب هذا الجمود.

 

 

المشـاهدات 38   تاريخ الإضافـة 24/09/2024   رقم المحتوى 53847
أضف تقييـم