الجمعة 2024/10/4 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 19.95 مئويـة
تنطلق فعاليات ملتقى جائزة الشارقة للأدب المكتبي يومي 30 ايلول و1 تشرين الاول ،في مقر الهيئة، تحت شعار «المكتبات لتمكين الصناعات الثقافية والإبداعية». ويشهد الملتقى تكريم الفائزين بجوائز الدورة 24 من الجائزة.ويستضيف الملتقى، الذي تنظمه إدارة مكتبات الشارقة
تنطلق فعاليات ملتقى جائزة الشارقة للأدب المكتبي يومي 30 ايلول و1 تشرين الاول ،في مقر الهيئة، تحت شعار «المكتبات لتمكين الصناعات الثقافية والإبداعية». ويشهد الملتقى تكريم الفائزين بجوائز الدورة 24 من الجائزة.ويستضيف الملتقى، الذي تنظمه إدارة مكتبات الشارقة
فن
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

دبي ـ الدستور ـ   ظافر جلود

أثار فيلم “حياة الماعز The Goat Life“ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي ومحركات البحث، خاصة بعد عرضه عبر منصة نتفليكس في الفترة الاخيرة. الفيلم جذب انتباه المشاهدين بفضل قصته المثيرة التي تعكس تجربة شاب هندي وجد نفسه يعيش في ظروف قاسية خلال رحلة عمله في السعودية.الفيلم حقق نسبة عالية من المشاهدة منذ عرضه، وتصدر محركات البحث ومواقع التواصل الاجتماعي. يرجع ذلك إلى عدة عوامل، منها قصته المؤثرة التي تلامس واقعًا معاشًا، وأداء الممثلين القوي، والإخراج المتميز الذي يجمع بين التصوير الجميل والموسيقى التصويرية المؤثرة. في الصحراء الشاسعة .تدور قصة الفيلم حول شابين هنديين يسافران إلى المملكة العربية السعودية للعمل في وظيفة مكتبية في الرياض أو الدمام. بعد وصولهما إلى المطار، يتأخر "الكفيل" في استقبالهما، فيبقيان حائرين في المطار. يتدخل رجل مسن يوهمهما بأنه هو الكفيل، ويأخذهما في سيارته إلى وسط الصحراء حيث يجبرهما على العمل كرعاة للغنم والإبل.ينتهي الأمر بأحدهما، واسمه نجيب، في قبضة الرجل المسن الذي التقطهما من المطار. يتعامل هذا الرجل مع نجيب بوحشية شديدة، حيث يعامله كعبد بتعنيفه وتجويعه وإذلاله بشكل لا يُطاق، يصور الفيلم سلسلة من المشاهد المأساوية، بما في ذلك مصير الراعي الهندي السابق الذي شاخ وفقد عقله حتى مات في الصحراء وتُرك جثته لتأكلها النسور. نجيب يحاول حماية الجثة، ولكن ينتهي به الأمر مهاجماً من قبل تلك النسور.شريكه الاخر واسمه حكيم يعاني نفس المصير، وبعد سنوات من العمل مع كفيل غير وحياة قاسية يقرران الهرب بمساعدة دليل إفريقي اسمه إبراهيم يدّعي معرفته بمسالك الصحراء. يهرب الثلاثة مشياً على الأقدام ويواجهون مصاعب كثيرة، حيث يهلك حكيم بسبب العطش، ويختفي إبراهيم في بحر الرمال. نجيب يستمر بالسير حتى يصل إلى طريق معبّد، ولكن عندما تمر به سيارات لينقذه أخيرًا رجل سعودي ثري يقله بسيارته الفاخرة ويوصله إلى مسجد. حيث تكشف تلك الصورة ان المجتمع ليس بنمط واحد .نجيب، منهكاً من التعب والجروح، يتجه نحو المسجد حيث يعثر عليه عمال هنود ويسعفونه ويعتنون به حتى يتحسن حاله. يُقتاد بعدها إلى مصلحة الجوازات ليبلغ عن حالته. هنا يأخذ الفيلم منحى يصور تعامل السلطات (الشرطة ) مع العمال الهاربين والمجهولين، حيث يُظهرهم بشكل متعاطف لكنهم متحاملين مع الكفلاء. يصور الفيلم ظروف السجن المزرية التي يعيش فيها العمال، وكيف يُسمح للكفلاء بتفقد العمال وأخذ من يخصهم بطريقة همجية.في مشهد مؤثر، يظهر الرجل المسن الذي كان نجيب يعمل عنده في السجن ويتمكن من التعرف عليه. يتحدث إليه بغلظة، مما يجعل نجيب يرتعد خوفًا من العودة إلى تعذيبه. ولكن المفاجأة تأتي عندما يقول الرجل المسن إنه لو كان نجيب على كفالته لرأى ما كان سيفعل به، مما يكشف أن نجيب قد اختطف من المطار وأن كفيله الأصلي لم يصل لاستقباله.بعد قضاء شهرين في السجن، يتم ترحيل نجيب إلى الهند، ويصف تلك الفترة بأنها كانت أسوأ من سنوات العبودية في الصحراء. يُختتم الفيلم بتوضيح أن ما حدث لنجيب ليس حالة فردية، بل تجربة شبيهة يمر بها الآلاف من العمال.أما على الجانب التحليلي فقد عكس الفيلم جدلاً حول واقعيته حيث يبدأ فلم “حياة الماعز” بوصف العرب بأن رائحتهم "كالبول” ثم يظهرهم في صورة البدو القساة تجار العبيد الذين لم يهذبهم الدين مقابل صورة الهندي الممتلئ حضارة وطبيعة جغرافية ورقة قلب، لا استبعد أن يكون الفلم مدفوعا لخلق أزمة بين سكان الهند الذين يمثلون أغلبية المهاجرين في الخليج وبين سكان الخليج، البعض يتوهم أن الفلم يتحدث عن دولة خليجية معينة وهذا الكلام خاطئ لأن المشاهد غير الخليجي لا يفرق بين لبس العماني والسعودي والإماراتي والكويتي والقطري والبحريني فنحن عرب كلنا بالنسبة لهم بدو قساة ورائحتنا ….”.المغالطات الفكرية التي شابت الفيلم فهي تريد تشتت الأنظار والأذهان عن واقعية القصة، فهي قد وقعت لصاحبها الهندي على يد سعودي اختطفه دون اي اعتبار لقانون او انسانية! دون افتعال نظرية المؤامرة التي هي ظن بحت عندما توجد حقائق وقرائن تنفيها وكأنك تبغي جعل القصة استهداف لكل خليجي وعربي.ارجع إلى الواقع واناقش جودة الفيلم أو رداءته، ولكن لا تنكر واقع قد حدث ومن جملته كثير لم يظهر على السطح بعد. الحالات الفردية وان تعددت لا تصنع تنميطا مستطردا لمجتمع ما، ولكنها تدل على تهاون وهذا ما يجعل الفيلم فيلما غير واقعي المضمون العام ،فالنسيج كله حول أحداث معاناة ذاك الهندي البسيط في دولة خليجية عربية لم يكن يُظن ان يكون فيها استهتار بحقوق وبشرية الناس بهذه الطريقة ولا تجد في المقابل رادع بل فعل فردي قاسي وربما نجد امثاله في مجتمعات أخرى متقدمة في السلوك والحضارة ، لكن هذا هو التنميط المراد بان يقدمه الفيلم، في  أن العرب ويقصد بالسلطات لهم سلوكا قبيحا ألا وهو التستر على انتهاكات مواطنيهم لحقوق الآخرين.وفي هذا فيلم تعرض الفنان العماني طالب البلوشي الى النقد الذي يصل أحيانا الى التجريح، ففلم حياة الماعز لا يعني ان الممثل العماني أخطأ بالمشاركة، بل يجب عليه المشاركة في اي عمل فني ويكفينا وصوله لمنصة نتفليكس كمعيار جيد لنجاح الفيلم.وبالتالي فان الممثل الصديق طالب البلوشي الذي لعب الدور الرئيسي في بطولة الفيلم. قد عبر من جانبه: أن الفيلم لم يسيء لا ي دولة خليجية، مؤكدا أن فحوى الفيلم لا تمثل كل الناس في دول الخليج العربي الذين يتعاملون مع الأجانب.

 

المشـاهدات 40   تاريخ الإضافـة 29/09/2024   رقم المحتوى 54152
أضف تقييـم