فوق المعلق كيف التعامل مع ((إيران الثورة وايران الدولة)) ؟ |
كتاب الدستور |
أضيف بواسـطة addustor |
الكاتب الدكتور صباح ناهي |
النـص :
من يظن ان إيران ( السياسية ) واحدة فهو واهم ، ومن يرجح سلوكه ورد فعله ان يكون واحد ازاء ايران فهو خائب ، ومن يظن انه قادر على توخي الحيطة والحذر لنجاته فهو مغفّل ، فإن سر إيران الدولة غير سرها في الثورة ، اوسع من تصور الكثير من سياسينا ، الذين يظنون التحالفات مبدئية دوما ، ولا يعرفون ان المصالح هي الابقى ، وان تغليبها دوما هي الحالة الأكمل في العمل وللمستقبل ، وايران تدرك كأي دولة برغماتية ، مصالحها القومية هي الأعلى والاهم في سلوكها السياسي ، وأي طرف لا يتوافق مع تلك المصالح لاتهتم له ولا تكترث لمصيره ، كأي دولة مهددة ، ومحاصرة ، في منطق الدول الكبرى هناك أفلاك وحدائق خلفية للدول ، لها تضعها أسيجة لتلبية حاجاتها ومتطلبات تأثيرها المحتمل ، فهي تغلب مصالحها الحيوية على الثانوية ، وليس من مصلحة تلك الدول إبقاء الأحمال الثقيلة التي ترهق ميزانياتها وعلاقاتها ومناوراتها ، ولنا في دول كثيرة أمثلة التخلي ، مثلما فعل غرباتشوف في ر روسيا التسعينات ، وحل الاتحاد السوفيتي بجمهورياته الستة عشر التي توزعت بين الأمصار وانقسمت مثل يوغسلافيا العظيمة إلى ست دول ، وصارت أوكرانيا العدو اللدود ، لكن روسيا تقدمت بجرأتها وتسليحها وصارت اكثر مرونة بعد حين ، ايران تدرك السياسة الدولية وتعرف مخاطرها ، ومصالحها وقوتها ومراكز ضعفها ، وتمضي في تغير تحالفاتها ، بين حين واخر ، لذلك يتطور الوعي داخلها حيث تقتضي حاجاتها الملحة ، وقد تعلق بعض التحالفات بمشورة تقتنع فيها ، فهي تجري حوارا ً متواصلا بين إيرانين الدولة والثورة ، الاولى تضمن مصالح مسار علاقاتها مع العالم الاول ، ثم الثاني والثالث وهكذا يقود ذلك الرئيس الجديد مسعود بزشكيان ومستشاره السياسي محمد جواد ظريف السياسي الداهية ، الذي يدرك ان الخيار النووي هو الأولوية الاولى لبقاء ايران الدولة قوية منيعة ، لذلك يتفاوض مع الغرب والأمريكان خاصة بمنطق المصالح العليا لايران المستقبل ، وينخرط في هذا التوجه الرئيس والخارجية التي تعمل بنشاط لتحقيق هذا الهدف ، وهناك ايران الثورة التي يمثلها الحرس الثوري الذي خاض النضال والحروب ، التي خاضوها زمن الامام الخميني ، الذين يديرهم الولي الفقية السيد علي الخامنئي الذي يعتمد في قيادة الدولة على بنائها العقائدي الثوري والتوجه نحو تحالفات اقليمية مع محاور عقائدية معروفة ، لكن ايران تدرك ان كل ذلك قابل لاحلال والتغاير حين تقتضي ضرورات وتحديات تواجه حاضرها مستقبلها ، فهي قد توجل الصِدام مع الخصوم الأقوياء وتساير الحلفاء او تضعهم على الرف لحين انجلاء غبرة الغضب الدولي ، وعلى الآخرين ان يدركوا ذلك بان لا احد يدافع عنهم غير انفسهم وقت الأزمات الدولية التي لا تفرط فيها ايران بشعبها ومستقبلها ، فهي في الاخر دولة لها تاريخ وتطلعات خاصة ، لها أعداء كما لها اصدقاء في الوقت نفسه. المهم ان يدرك الاخرون ان اخطر الاعداء هم الاصدقاء ، وان اصدقاء اليوم أعداء الغد ، وان لا صداقة دائمة ولا عداوة دائمة بل توجد مصالح دائمة ، وهي منسوبه لرئيس وزراء بريطانيا سيدة السياسة تشرشل ، |
المشـاهدات 31 تاريخ الإضافـة 02/10/2024 رقم المحتوى 54258 |