النـص : ** ينشغل دعاة التغيير و المطالبين به ، في أعمامات لاتخلو من الاطلاق، تربك الناخب وتجعله يدور في فلك تأويلات قد تخطيء بسببها هدفه / فالحديث عن التغيير من دون تحديد الجهة المستهدفة به لا يخرج من اطار الامنيات التي يخشى اصحابها البوح بها فتراهم يتركونها للاقدار وسلطتها في تلبيتها من عدمه.. ليظل السؤال الأهم في هذه المعادلة، وهو ما الذي تريد تغييره ؟ وهل المقصود هي تلك الجهات التي فشلت في الاداء ؟ أم النهج الذي اختطته العملية السياسية ؟ واذا حصرنا السؤال في شقه الثاني فمن هي تلك الأطراف المعنية ؟ وهل يقتصر التغيير على الشخوص أم القوائم ام الفئات التي ينتمون اليها ؟!
** ما الخلل الذي يقف وراء استمرار الفشل في الأداء المؤسساتي لدينا ويمنع الاستقرار والتطور والشعور بالاكتفاء سواء في الخدمات او غيرها من مجالات الحياة العامة بعيداً عن السبب التقليدي المتعلق بالفساد المالي والذي ترمي عليه كل عيوب الأداء ؟ في شكلها العام تبدو مؤسسات الدولة تسير في اطار تنفيذي اعتيادي وتقليدي كأية مؤسسة اخرى لكن المتابع للأداء يستطيع تشخيص عيوب مهمة يتم تجاهلها بقصد او بدون قصد ، وهي تلك المتعلقة بالرؤية والتخطيط حيث تكمن الاخطاء القاتلة.
** سرعان ما تنبه الفاسدون لافتضاح افعالهم من الأيام الأولى بعد سقوط النظام ، مثلما ادركوا أنهم سيقفون بمواجهة الرفض والغضب الشعبي، فلجأوا لابتداع طرق واساليب عديدة لصد الهجمات التي سيقذف بها الحراك الجماهيري والاصوات الوطنية الرافضة لسرقة خيرات وثروات العراقيين.
|