الجمعة 2024/10/18 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 25.95 مئويـة
الإعلام النسوي .. أصوات شجاعة بين التاريخ والواقع
الإعلام النسوي .. أصوات شجاعة بين التاريخ والواقع
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب وفاء الغراوي
النـص :

لما كان للإعلام النسوي دور بالغ الأهمية في زمننا هذا، بل وحتى في الأزمنة الماضية، كان لزامًا علينا أن نبين أهداف هذا الإعلام ونوضح أبرز معالمه، وكيف احتل منزلة كبيرة أمام بقية أصناف الإعلام. كلنا نعلم أن المرأة في الشرق والغرب قد رفدت جوانب الحياة بالكثير من الإنجازات وساهمت في تغيير هذا العالم ليكون مكانًا أفضل للجميع. ومن هذه الجوانب الجانب الإعلامي، ولأن للمرأة صوتًا إعلاميًا خاصًا اكتسب خصوصيته من كونه صوتًا كرِّس لنصرة المظلومين وتسليط الضوء على قضاياهم كافة، كالقضايا الاجتماعية، والتعليمية، والاقتصادية. اليوم، سنسلط الضوء على نساء سرن في هذا الطريق وتحدين عقباته وصعوباته. بعضهن تعرضن للعنف، لكنهن لم يتراجعن وأبَين إلا أن يوصلن رسالتهن. نرغب في تسليط الضوء على أبرز الأسماء التي تصدت لهذا الجانب، مشيرين إلى أن بعض من سنذكرهن قمن بدور إعلامي حقيقي، ربما دون أن يمتهن الإعلام كمهنة. مثلًا، بطلة كربلاء السيدة زينب (عليها السلام)، المرأة العظيمة الملقبة بجبل الصبر. كيف لا وهي التي رافقت أخاها الحسين (عليه السلام) إلى كربلاء وتحملت ما تحملت من مشاهد مؤلمة تخص أخويها والكثير من أهل بيتها وهم يُقتلون واحدًا تلو الآخر أمام عينيها دون رحمة؟ ورغم ذلك، لم تفقد رباطة جأشها طرفة عين. كانت رسالتها ذات عنصرين: أولًا، الحفاظ على نساء وذراري أهل البيت (ع) خلال السبي وحتى الوصول إلى الشام. ثانيًا، إعلام المجتمع الإسلامي بما وقع في الطف من ظلم على أهل البيت (ع)، وإظهار الحق وإعلاء كلمة الله. وكان لها موقفها الشجاع في مجلس يزيد الملعون، حيث وقفت بكل شموخ وكرامة وتحدثت بقوة وبلاغة. أدت خطبتها إلى إضعاف الحكم الأموي، واستشهدت بآية من القرآن: {ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا السُّوأَى أَن كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ} (الروم: 10). استأنفت قائلة: "أظننت يا يزيد حيث أخذت علينا أقطار الأرض وآفاق السماء...". شجاعتها أمام السلطان الجائر تعد من أهم المزايا التي يتصف بها أي إعلامي ناجح. لولا المعركة والسبي ووصولها إلى مجلس يزيد، لما أوصلت هذه الرسالة لمن لم يعرف بالحرب وتفاصيلها. في ذلك الوقت، لم تكن هناك أدوات إعلامية كالتي نعرفها اليوم. كانت الأخبار تنتقل بين الدول من خلال الأفراد، سواء عبر السفر التجاري أو الديني كالحج، وكذلك أخبار الحروب.ولا نبتعد كثيرًا حين نذكر العلوية بنت الهدى، التي اتبعت نهج الحوراء زينب (عليها السلام)، وآزرت أخاها برسالته الحق واستشهدت معه. لم تتردد في اللجوء إلى مرقد الإمام علي (عليه السلام) لتنادي بصوت شجاع: "أيها الناس، هذا مرجعكم قد اعتُقل". أدى هذا إلى انتشار الخبر، واضطرت الحكومة لإطلاق سراحه خوفًا من توسع المظاهرات. بنت الهدى اشتهرت بكتابة القصص ذات البعد الديني والأخلاقي، وكانت لها مجالس نسائية لنشر الوعي بمبادئ وأحكام الإسلام وسيرة أهل البيت (ع).ومن الشخصيات المعاصرة، نذكر ملالا يوسفزاي، التي بدأت نضالها في سن مبكرة بدعم من والدها في باكستان. نادت بأهمية تعليم المرأة، وتعرضت للتهديد بالقتل والخطف. في 9 أكتوبر 2012، تعرضت لإطلاق نار أصابها في الرأس. لم يثنها ذلك عن مسيرتها، وحصلت على العديد من الجوائز العالمية لدعمها حقوق المرأة، وهي حقوق يحث عليها الإسلام.الإسلام لا يمانع عمل المرأة طالما لا يتعارض مع التكاليف الدينية، ويحفظ حقوقها المالية والاجتماعية. السيدة زينب (عليها السلام) تبقى النموذج الأكمل للمرأة الناجحة إعلاميًا وعلى كافة الأصعدة.

المشـاهدات 184   تاريخ الإضافـة 13/10/2024   رقم المحتوى 54624
أضف تقييـم