السبت 2024/12/21 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
غائم
بغداد 11.95 مئويـة
بثبات وإصرار وتحدٍّ جريدتنا العزيزة "الدستور" تبلغ تصل إلى ستة آلاف
بثبات وإصرار وتحدٍّ جريدتنا العزيزة "الدستور" تبلغ تصل إلى ستة آلاف
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب منذر عبد الحر
النـص :

ليس من السهل أن يواصل مشروع وطنيّ جاد مسيرته بلا غايات أو أهداف شخصيّة أو مصالح يسعى صاحبها للوصول إلى ما يريد بركوب موجة ما أو سلوك سبيل معيّن كما فعل بعض الأشخاص عند حدوث "هبّة" الصحافة مطلع عام 2003 الذي شهد التغيير في البلاد وعلى إثره حدثت الفوضى ومنها إصدار صحف فاقت الثلاثمائة صحيفة , بأسماء متنوّعة , منها من عمل أصحابها في حقل ما من الصحافة , ومنها من عاش على هامش هذه السلطة الرابعة وظلّ توّاقًا للدخول في عالمها , وحين وجد الفرصة متاحة والفضاء مفتوحًا أدلى بدلوه معتقدًا أنه سيحقق مكسبًا ما , أو ربّما فعلاً وصل إلى غاية ما فترك الصحافة لأهلها وانزوى في ما حصل عليه , وهكذا انفرط العدد الهائل للصحف , لتبقى في الميدان الصحف الجادّة التي عمل أصحابها في صلب العمل الصحفيّ , وأنشأوا صحفًا اعتمدت خطابًا إعلاميًّا مهنيًّا محترفًا , ملتزمًا بتقاليد العمل الصحفي القويم والساعي لإنشاء مؤسسات صحفيّة راسخة لها تقاليدها العلميّة الرصينة .

ومن هذه الصحف " جريدة الدستور" خيمة كلّ العراقيين , التي أسسها وحصل على امتيازها ورأس تحريرها بكفاءة عالية الأستاذ باسم  الشيخ الذي رسم مسارات العمل وحدّد أهدافه الإعلاميّة والثقافيّة المبنيّة على رؤية مهنيّة وعلميّة , وجلب معه كادرًا متخصصًا في الحقول التي وضعها لجريدته , وقد انطلقت بثقة وثبات حتى وصلت اليوم على عددها الذي يحمل الرقم ستة آلاف , وهو رقم له قيمته العليا لدى العارفين بأمور الصحافة والإعلام , والتحديات التي تعيشها مهنة البحث عن المتاعب في جوّ مليء بالتناقضات والأزمات والمتغيّرات السياسيّة والاجتماعيّة والثقافيّة والاقتصاديّة , وهذه المسيرة – وأنا شاهد على جانب كبير منها – لم تُعقها الأزمات الخانقة التي هددتها بقسوة , ولكن الإصرار ورباطة الجأش والتوازن الذي يمتلكه الأستاذ باسم الشيخ جعله مقاومًا لكلّ الظروف حريصًا على دوام المشروع وعدم توقفه وانصياعه لمؤثرات منها ما هو مغرٍ بظاهره , مسموم بباطنه , ومنها ما هو ملوّح بالهدم والخراب وتعثّر المسيرة , وبين الحالين ظلّت الجريدة متوازنة بعيدة عن محاولات حرفها عن هدفها النبيل وتواصلها باستقلاليّة تامّة ومهنيّة عالية .

لقد توقّفت صحف ورقيّة عريقة عديدة عن الصدور بسبب الأزمة الماليّة , وتحديات العمل في هذا الحقل الذي أضرّت به الصحافة الالكترونيّة , وكذلك وسائل الإعلام المتنوّعة التي صارت تنقل الحدث والخبر والتقرير بأسلوب مختلف وسرعة كبيرة أدّت إلى فتور الإقبال على الصحافة الورقيّة , التي صار عليها أن تبحث عن أساليب جديدة لمواكبة ما يحصل في العالم وللإستمرار في أخذ دورها الإعلاميّ المناسب ...

لقد بقيت الدستور على ثباتها وقوّة تأثيرها باعتمادها المنهج الحديث في العمل الصحفي في توفير المعلومة ذات الفائدة والمتعة والهدف النبيل , ونشر النصوص الإبداعيّة المتنوّعة التي تسابق المبدعون على نشرها , وكذلك التقارير والتحقيقات والمتابعات التي واكبت الأحداث المختلفة سواء داخل العراق أو خارجه , لتبقى هذه الجريدة محافظة على هويّتها خيمة لكلّ العراقيين , بر استثناء ولا ميول خارج إطار الشعور الوطني والهمّ الإنساني وقضايا المجتمع المصيريّة ...

أهنيء أخي وصديقي الأستاذ باسم الشيخ على هذا الإباء والإصرار والتحدي والقدرة على مواجهة جميع الظروف والتعامل مع الأزمات الكبيرة بروحيّة سمحة واستيعاب مسؤول لكل المهمّات التي تتصدى لها الجريدة كمؤسسة أصبح لها تاريخ مشرّف حافل بالعطاء والجهد والقيمة الثقافيّة والإبداعيّة اللافتة , مع أمنياتي له ولكلّ العاملين في الجريدة مزيدًا من الازدهار والتقدّم والثبات على المبدأ في المهنيّة والرصانة والتوهّج .

 

 

 

 

المشـاهدات 141   تاريخ الإضافـة 15/10/2024   رقم المحتوى 54638
أضف تقييـم