السبت 2024/12/21 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 8.95 مئويـة
ثقافة قبول رأي الآخرين دعامة راسخة في بناء وترسيخ التكاتف للنسيج المجتمعي العراقي
ثقافة قبول رأي الآخرين دعامة راسخة في بناء وترسيخ التكاتف للنسيج المجتمعي العراقي
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

تحقيق/ علي صحن عبد العزيز

مع بقاء جزء من القيم الدينية التي تدعو إلى تعزيز ثقافة الخصومة والتسامح، ألا أن ثورة تغيير تلك الثوابت في تركيبة مجتمعنا العراقي ، سرعان ما تغيرت نحو إستخدام العنف المفرط لتنسف مسرى القانون والأعراف العشائرية المعتدلة، والتي كانت وبمساندة القانون ركنًا قويًا تستند عليها كل مقومات التعايش السلمي بين مكونات شعبنا العراقي.

(جريدة الدستور ) تناولت هذا الموضوع مع نخبة من الأدباء والمثقفين بشرائحهم المختلفة وطرحت عليهم هذه الاسئلة : هل تعتقد بأن المتغيرات الأجتماعية والأقتصادية في مجتمعنا ساهمت بشكل ملموس في زيادة وتيرة العنف بين أبناء مجتمعنا والتعصب بعدم الإعتراف بحقوق الآخرين، أم ترى أننا نفتقد إلى لغة الحوار وثقافة الخصومة والمتمثلة في المبالغة والأفراط في العنف ، وكانت هذه الآراء الواردة.

عوامل التخلف البيئي

الدكتور علي لعيبي : سياسة إقصاء الآخر أصبحت منهجًا متبعًا لكل حركات التغير في العراق منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة ، وهذا جاء بفعل محرك سلطوي يتحكم بمجريات الأمور بشكل مباشر وغير مباشر ، أضافة إلى عوامل التخلف البيئي والتي أصبحت علامة فارقة في مجتمعاتنا والتي إمتهنت نتيجة ذلك سياسية الإقصاء والتهميش لأنها أصبحت ماركة مسجلة بأسمنا وللأسف الشديد، أننا نحتاج إلى لغة حوار وتفاهم لقبول الآخر بغض النظر عن الأختلاف السياسي والأيدلوجي.

ثقافة الخصومة

الدكتور علاء كريم/ناقد وباحث : أحدث التطور البشري ونتيجة للعديد من التراكمات إختلاف في الثقافات التي أسهمت في البناء الإنساني ، ومن هذه المتغيرات هو تعزيز ثقافة الخصومة ، وما أكد عليها ديننا الأسلامي في ترسيخ قيمها وأهدافها، إلا أن التقدم التقني ودخول العولمة غيّرت الكثير من هذه المفاهيم والثوابت في مجتمعنا العراقي ، وهنا يجب التأكيد على ثقافة التسامح ونبذ الخصومة وفق ما يلامس خصوصية المجتمع العراقي وأبعاده الأنسانية ، فضلًا عن التنوع الثقافي ومزايا الشريعة الإسلامية في كل أحكامها ومبادئها.

ضعف أدوات القانون

كاظم هلال البدري/ لواء متقاعد : أصبح مبدأ الميكافيلية في الخصومة هو السائد في التعامل على الساحة العراقية بين الخصوم سواء كانت الخصومة شخصية أو سياسية أو عشائرية ، وأرى إن الأسباب التي أدت إلى هذا الأنحدار الأخلاقي والتخلي عن فروسية الخصومة هو فقدان لغة الحوار وثقافة الخصومة بسبب ما مّر به الشعب العراقي من مآسي الحروب المتتالية والحصار والفقر وعدم أحترام القوانين ، وإن ضعف أدوات تطبيق القوانين أدى إلى بروز ظاهرة العشائرية المنفلتة وأعرافها المخالفة للتعاليم الدينية والأخلاقية والتي أصبحت البديل لقوانين الدولة ، أضافة إلى ذلك فأن الفقر الذي تفشى بين الناس كان أحد أسباب تغير النفوس التي أصبحت عدائية لأنها تشعر بالأضطهاد الذي يولد العنف حد قتل النفس البريئة.

أنهيار المنظومة الأجتماعية

صفاء الدين البلداوي : صناعة الوعي وبناء الإنسان يرتبط بمقومات ومعايير لا يمكن الإفراط بها لبناء جيل واعد متسامح ثقافيًا ودينيًا وإجتماعيًا منبعها الأخلاق والبعد الإنساني ، وبما أن مجتمعنا العراقي قد تعرض لهزات ٍقاتلة ومتعاقبة من الحروب التي خلفت الفساد والجوع والفقر وشيوع الجريمة بكل إنواعها وأحدثت إنهيارًا في المنظومة العشائرية المعتدلة بغياب سلطة القانون والتفكك الأسري ، وأقصاء التعليم كأساس مهم في الجانب التربوي ، فنحن أمام مشكلة كبيرة لأعادة برمجة نمط حياتنا في ظل سيادة فرض القانون بقوة مع توفير كل أحتياجات المواطنين لكبح هذا التدهور الحاصل في المجتمع العراقي.

تعزيز الأصلاحات الفكرية

جبار حميد الصبيحاوي : التغييرات التي تطرأ على المجتمع إحيانًا هي التي تتحكم بتصرفات الفرد وأسلوبه ، فأذا كانت هنالك تغييرات إجتماعية أقتصادية تخدم الأصلاحات الفكرية والثقافية والخدمية الصحيحة يتجه المجتمع نحو الوسائل السلمية والحوار ، أما أذا كانت التغييرات سياسية وتستخدم معاول لنبش التأريخ ، فهنا تتجه المجتمعات للعنف والتعصب كون السياسة تساهم أحيانًا في رفع الوضيع إجتماعيًا وأقتصاديًا.

تصرفات فردية

إبراهيم قوريالي : التغييرات الأقتصادية والأجتماعية كانت سببًا رئيسيًا في أنعدام ثقافة الحوار مع الخصوم وطغيان لغة الشر والتعصب لأن بعض الأطراف تستمد قوتها الرعناء ، أما عن طريق مكانتها الأجتماعية أو من أمكانياتها المادية التي طغت على تصرفاته الشخصية بحيث تجعله لا يعترف بالأصول التي كُنا نسير عليها منذ سحيق الزمان عند حل المشاكل وفض النزاعات.

 

المشـاهدات 136   تاريخ الإضافـة 20/10/2024   رقم المحتوى 54722
أضف تقييـم