الثلاثاء 2024/10/22 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 18.95 مئويـة
المسرح الإماراتي امتاز باستلهامه الكبير للتراث في حركة تأصيلية للفعل المسرحي في محيطه كتابان يناقشان واقع المسرح بين النقد والمنجز في لبنان والإمارات
المسرح الإماراتي امتاز باستلهامه الكبير للتراث في حركة تأصيلية للفعل المسرحي في محيطه كتابان يناقشان واقع المسرح بين النقد والمنجز في لبنان والإمارات
مسرح
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

 

الشارقة- كتاب الناقد والباحث اللبناني الحسام محيي الدين “المسرح اللبناني: أزمة المرجع النقدي من النص إلى العرض” هو في الأصل رسالة ماجستير بتقدير جيد جدا، إشراف البروفيسور الدكتورة جيمي عازار.يبحث الكتاب، الصادر مؤخرا عن الهيئة العربية للمسرح في إمارة الشارقة، الإمارات العربية المتحدة، في قسمه النظري منطلقات وأفكار النقد في تقصي النشاط المسرحي اللبناني المعاصر من خلال النصوص الأصيلة  التي كتبها مسرحيون لبنانيون، أو المنقولة عن الغرب بالترجمة، وعبورها إلى الخشبة بين التمثيل والإخراج.ويرى محيي الدين في حوار سابق معه أن الذائقة المسرحية مرافقة للمسرح العربي منذ ولادته، وهي جوهر ميتافيزيقي محكوم بالسمع والبصر، لطالما تفاوتت في مستوى التفاعل وتقييم العمل المسرحي قياسا على وعيها  المعرفي والفني؛ لكنّها خضعت تاريخيّا  لإرادة الجماعة التي لربّما كانت في وقت من الأوقات عنصرية، دينية، طائفية، إثنية.. ما يطرح السؤال الكبير حول إمكانية تحرّرها باتجاه التنوع وكسر التابوهات من دون أن يعني ذلك أنّها قد تتحد أحيانا كثيرة على تقدير أعمال مسرحية بمنظور جمالي موحّد.ويضيف “في حالتنا العربية اليوم، يمكننا رصد الجهود المسرحية (نصوص، نقد، ندوات، أبحاث…) التي ترى إلى ترقّي الذائقة المسرحية واستثارتها لتعيد إنتاج كينونتها بما يوافق الظواهر الإبداعية لأبي الفنون، مع الحرص على تربية الحس الجمالي للمتلقي وبشكل محسوب ومدروس يدفع عجلة المسرح إلى الأمام؛ لكونه عمليّة خُلُقية لفائدة المجتمع أولا وثانيا وثالثا، عطفا على أهليّته كوعاء لموضوعات الاختلاف الفكري والمعرفي، وعلاقة الأنا بالآخر مما يجتمع كلّه لبلورة شخصية عربية ذات رؤية فنية/جماليّة نوعيّة يمكنها الحكم على الأمور وتمييزها بين الجيّد والرديء، وقديما قيل: لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع“.كما يتضمن الكتاب في منحاه التطبيقي استشكال التجربة النقدية للكاتب والباحث الراحل عصام محفوظ ورؤيته إلى قضايا المسرح المحلي، منتهيا إلى مجموعة مخرجات أهمها أن النقد استغرق في الإحصاء والتأريخ للحركة المسرحية اللبنانية، وابتعد من كتابة مناخ التجارب المسرحية على سبيل التأويل، فلم يقارب خلفياتها السياسية أو الاجتماعية في بلد مركب ثقافيا كلبنان.كما لم يستند الناقد المسرحي في لبنان إلى مدارس أو نظريات بعينها، مكتفياً بوعيه المعرفي وثقافته الشخصية، وهو ما يستوجب قيام مشروع نقدي يأول المسرح المعاصر، ويعيد وضع تجاربه في نصابها الفني والاجتماعي/الثقافي الصحيح بما يطور من النقد والمسرح معا.كما أصدرت الهيئة العربية للمسرح كتابا آخر بعنوان “المسرح في الإمارات بين التراث والحداثة”، تأليف الأديب والباحث السوري دكتور هيثم الخواجة، وقد وضع المؤلف هذا الكتاب ليسأل “إلى أي مدى نجح المسرحيون الإماراتيين في توظيف التراث؟ وما وجهة نظر النقاد بالتطبيقات العملية لتوظيف هذا التراث في المسرح؟إذا ما أردنا تحديد الإرهاصات الأولى لانطلاقة المسرح في الإمارات، فنعود إلى العام 1950، وإلى مدرسة القاسمية في الشارقة، التي تعتبر من أوائل المدارس النظامية، وفيها مجموعة من الأساتذة الأفاضل، منهم زهدي الخطيب، محمد دياب الموسى، وعلي بورحيمة، الذي قام بتأليف وتمثيل أول مسرحية في مدرسة القاسمية، عنوانها “الحطٌاب وبنت السلطان”، كما يروي الشيخ سلطان، غير أن هذه المسرحية أصبحت المحطة الأولى لانطلاقة المسرح، دون أن يدري علي بورحيمة وقتها أنه يؤسس لحركة مسرحية في الإمارات، ستأخذ أبعادا مهمة مستقبلاً.وامتاز المسرح الإماراتي باستلهامه الكبير للتراث في حركة تأصيلية للفعل المسرحي في محيطه ما جعله مختلفا عن بقية المسارح العربية الأخرى حتى تلك السابقة له في التجربة.وقد انطلق الكاتب المسرحي الإماراتي في توظيفه للتراث في نصوصه المسرحية من قضايا وهموم الإنسان العربي عموما، وأسس علاقته الجوهرية مع المكان مستفيدا من خصوصيات البيئة المحلية، ولذا فإن أغلب ما يقدم من مسرحيات إماراتية كان انطلاقا من نصوص خاصة تعتمد في أغلبها على جغرافيا وتاريخ المكان.ويرصد الدكتور الخواجة أن المسرحيين الإماراتيين قد توقفوا عند التراث من خلال 3 اتجاهات، الأول اعتماد التراث بشكل حرفي، الثاني المزاوجة بين حرفية التراث وتطويعه للحاضر برؤية مستقبلية، الثالث الاستفادة من التراث من خلال إسقاطات دلالية بحيث لا يكون التراث محوراً رئيساً في فكرة المسرحية وأحداثها.

 

المشـاهدات 23   تاريخ الإضافـة 22/10/2024   رقم المحتوى 54765
أضف تقييـم