الأربعاء 2024/10/23 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 20.95 مئويـة
مناول تقنية لشاعرية إيمان شربا
مناول تقنية لشاعرية إيمان شربا
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

الشاعرة السوريو ايمان شاهين شربا

 

اسماعيل ابراهيم عبد

ان الأثر الأدبي مرهون بطاقتين ؛ الموهبة والثقافة . هذا الرهان محاط بصمامي أمان ؛ هما الابتداع والحكمة ـ هكذا أرى. وكلما تمسكتْ الحكمة بالابتداع ، والثقافة بالموهبة ، والموهبة بالتدريب، والتدريب بالتخصص ؛ كلما حصلنا على مناول فتنة (تقنية) لـ (قيمة الفن الراقي) لعمل الشاعرة فمعنى ذلك انها إبتدعت لنا متعتين أو أكثر ؛ هما متعة الكتابة ومتعة القراءة ، وربما ترافقهما متعة الترويج للأثرالأدبي .  تُرى كيف يمكن للشاعرة إيمان شربا ؛ التي لها مجموعة شعرية منشورة واحدة ، ان تخلق منظومة مناول فنية توفر المتعتين او الثلاث متع في آن واحد؟!.

لنتابع عسى ان تصلنا متع نصوصها بازدواج ثلاثي!. 

أولاً : منوال الاستعارة  

لنستعير عنوان القصيدة ، (على سبيل الاستعارة) ، لنتابع قوى الاستعارة المتوفرة كلها قدر الإمكان . ربما سنجدها مناول متعددة. لنقرأ :

[لم أكن أفكر

بترميم الكوب المكسور

عند رحيلك

كنت أفكر كيف غدا الكون كوبا

حين يدك تركت يدي

وكيف يهطل من يدي

على الكوب الكون

مطرا بنفسجيا كئيبا

مهلا

نحتاج فلسفة أعمق

للرحيل

وعلى سبيل الحقيقة

لا توجد فلسفة

في الوقت الراهن للغياب] ـ الفيس بوك , في 8/11/2022

من الممكن ان نحدد القوى الخالقة للاستعارة أولاً، ثم ندخل بيئة الاستعارة ، ثم نلج فرائضها الدلالية، على النحو الآتي:                                                                                                                    

أ ـ قوى التحفيز الاستعاري 

لقد قمنا بتحديد هذه القوى عبر مظهرها الكتابي ، فتوصلنا الى انها منمنمات كلمية ؛ هي /                (الكوب المكسور + الكون كوباً + مطراً بنفسجياً) هذه القوى جعلت دورها يتحدد بالآتي :                                                                                                         1ـ الكوب والكسر ؛ كلاهما فاعل ومفعول لفعل التفكير .

2ـ الكون كوبا ؛ يحفز على الاستعارات المتعددة التي تؤشر المستحيلات الاستثنائية لفظاً ودلالة .                      3ـ المطر بنفسجاً ؛ تحفز على الاستعارات الخاصة بجمال البيئة بشكلها الفيزيائي والوجداني والبصري.                                                                                                                        

ب ـ بيئة الاستعارة

يمكننا رسم هذه البيئة عبر طريقتين ؛ الصورة اللانمطية والتأويل , اما طبيعتها فقد صيرتها أفعال الهيئات الآتية: (التفكير ، الترميم ، الرحيل ، التفكير ، الغدو ، الترك ، الهطول ، الاحتياج ، التفلسف).

ج ـ الفرائض الدلالية

عند ربط قوى المحفزات ببيئة الاستعارات سنحصل على تأويلات شعرية تتبنى فتنة البث الاشاري على النحو الاتي :

1ـ عند جمع الكوب والكسر كونهما فعلين متضادين فكل منهما يصير دلالة جديدة لصورة من تفكير الهشاشة لدى الشاعرة.

2ـ عند تشظي استعارات الكوب سيتشكل رسم لعالم من مستحيلات الترميم ، كون الترميم ليس لفظاً ولا دلالة مجردة ، انما هو حال من التكون الفلسفي والنفسي ، يحيل الى التصاغر (حد) إلغاء الوجود الإنسان ضميراً ومعنى.

3ـ وما ان يصير التشظي الاستعاري فلسفة لإلغاء الوجود والتصاغر (حد) التلاشي حتى يستنهض الشعر (روح) التحدي للمستحيل ، مثلما يتحدى الرحيل قدره باستعادة (مطر) القلب ، الذي يصير قوس قزح يمد يده ليَلُمَّ الهشاشةَ الى نواة بدئها (الطفولة).

4ـ ان استعادة الطفولة ـ باستعارة مُعارة من عنوان القصيدة ـ يُهدي الشعر بالشاعرة الى مراجعة التفكر ثانية لأجل القفز نحو صحوة جديدة ، مظهرها النصي ؛

" نحتاج فلسفة أعمق

للرحيل   

على سبيل الحقيقة".

5ـ اننا نستقرئ قصيدة الشاعرة بِعَدِّها خلاصة لفعل وجداني عقلي يبغي ان يصرّح بموازٍ لعبارة                    " لا توجد فلسفة    في الوقت الراهن للغياب" .

* هذا الموازي الموصى به عبر الفلسفة والغياب ، يمكننا عدَّهُ " متعة تأمل ،  ووله شغف شعوري ، وتحفزلثقافة نوعية بوعي فني يصيرغاية عظمى أخيرة ، وان بيئة التوازي حفَّزت عليها منظومة نويات (الغدو ، الترك ، الهطول ، الاحتياج) .            

* هذه المنظومة كلها لم تمكن الشعر او الفكر من التخلي عن المستحيل الأزلي ؛ الذي هو تحويل الصورة الذهنية الى وجود فعلي ملموس تماماً.

ثانيا : منوال مثالية اللانهائي

لعله من المبالغ به القول بوجود عالم لا نهائي ، ولولا ان الصدفة تصنع تاريخ الشعر ، لقلنا ان الظواهر كلها صدفة توقفت عند النهائي وليس العكس . لنهتدي في هذا الموقف بقول                        بول ريكور: أن النص نوع من المضمون ـ الزماني واللا زماني ـ قَطَعَ روابطه بالتطور التاريخي بمجمله ، وتناول الكتابة كانتقال بالخطاب الى عالم المثالية التي تسمح بتوسيع لانهائي لعالم الاتصال "([1]) .

نرى القول لعبة لفطية تتوفر على قدر مناسب من الاقناع المتخيل . هذا القدر من الإقناع هو الفن ، والفن ـ هو شعر ـ ؛ منه ما يلائم مثالية (لا زمان . لا مكان) ، ومنه ما يحتفي بهما وصفاً لكائن ؛ هو الآخر لعبة إقناع مميتة . لنقرأ:

[أداعب الحرب

حجرة . ورقة . مقص

حجرة ورقة مقص

تقص ورقة من شجرة عائلتي

وتلقيها للريح

حجرة ورقة مقص

ورقة أخرى تسقط

ودفتر عائلة يترك للريح

صور أهلي

تطفو على سطح بحر يتفنن بالغرق

وورقة إقامة بالبلاد يفسدها البلل

حجرة ورقة مقص

حجرة أردت مدينة والكون أخرس

وحجرة تدق رأس الحقيقة

وحجرة ترتب لإبادة مدينة

حجرة ورقة مقص

مقص ومقصلة    

وصمت]([2])

في بدء تقصينا لترنيمة القصد سنفهم بأن القصيدة تحتاط كثيراً لعدم الوقوع بالغنائية المفرطة                  ولا بالتوجيه الارشادي الصرف ، كأنما تريد الشاعرة ان تحول المصائر الإنسانية الى لعبة لفظية . ومع ان الغنائية مفرطة حقاً لكن بمخيلة لعبة طفلة دون سن الحكمة ، سبقت الحكمة بتنغيم فلسفي ساخر للـ (لا زمان . لا مكان). لنسبق النتائج بأسئلة خمس وأجوبة مخمنة ؛ على النحو الآتي :               1ـ ما الزمن الذي أوجب لعبة المصير في القصيدة؟ . انه زمن العام 2024 ، كونه (حاد) المزاج ، يمضي بالأعمار والحيوات بقسوة لا سابق لها .

2ـ ما الذي جعل اللعبة الطفولية أغنية ساخرة؟. لأنها ايقاع يجمع بين صدفة الحرب وتخطيطها ،                بـ (معيار) ؛ مظهرُهُ عبثٌ وباطنُهُ معرفة بكيفية قتل وتشريد الأهل والأحباب.

3ـ لماذا اقترنت المداعبة بالحرب واللعب مع ان المداعبة ـ عموماً ـ تحيل الى السعادة بشطريها النفسي والجسدي؟ . لأن الحرب تتوسط بين الخراب والمقصلة. وما ينتج من جموع الابادات.              4ـ من يحمي الشاعرة من مصيرها ؛ المقص أو الفوز ؛ أم الحجرة أوخسارتها ؛ أم الورقة؟.                     لا أحد سوى الأمل بحتمية مثالية ، مؤداها ان لابد من منفذ من نور بعد ظلام العالم المتقاتل.                      5ـ لِمَ اشتثمر التكرار قريناً لاستمرار لعبة المصير؟ . لأن الكلمة سلاح ، الكلمة تتكرر منذ الأزل وحتى الأبد ، على لسان الانبياء والمصلحين والشعراء!. كما هو الحال في القصيدة السابق تدوينها.              * نعتقد ان هذه الأسئلة الخمسة تبرر لنا التقصي الدلالي الآتي :

1ـ ان الزمن المفتوح مفتون بما نسمية اللانهائي ، لكن الشاعرة جعلته مقيداً بثلاثة مصائر هي /    (الموت ، الفشل ، الخراب) ، وكأنها تريد ان تهزأ بالزمن كقيمة فلسفية فتجعله لعبة أطفال يفترض ان تكون طقساً للمرح والمتعة ، لكن الحروب قتلتْ الطفولة واقتصّتْ من المرح ، ثم حجّرت الانسانية بوسيط المقص الذي يقطع لسان الكتابة ، كونها الجزء الخاسر دائماً ، فلسان الكتابة (الورقة)لاتملك قدرة وقوة مثلما تملكها لعبة الحرب.                                                                  2ـ ولأجل ان تبرر الشاعرة خيارها ذاك سارعت لتحيل الفعل الوجداني والبيئة النفسية والفضاء المشحون برائحة الدم ، سارعت الى تخيلها لسخرية عدمية بمنحيين ؛ الأول ينفتح على اللا نهائي(!) المفترض " صور أهلي  تطفو على سطح بحر يتفنن بالغرق" ، والثاني ينغلق على المحدود المضلل (ـ ثمة ـ ورقة "لـ إقامة " بالبلاد يفسدها البلل).

3ـ فيما من جنبة جديدة بقيت نوايا أُخرى أكثر تضليلاً مخبوئةً وراء حجاب الجملتين .....                     "حجرة أردت    مدينة   والكون أخرس  وحجرة تدق رأس الحقيقة" . 

ان الشاعرة (ايمان شربا) تختزن نوايا بقدر مدينة ، ونوايا مدن بقدر كون متسع ، بينما الكون عندها أخرس لا يجيد التحدث مع النوايا بأنواعها ؛ الحسنة أوغير الحسنة!.

4ـ ثمة أمر صعب يتصل بهذه النوايا هو الإبادة التي تقارب بين مقص الحرب الذي يقطع لسان المعرفة ، واهمال الكون للدعوات المترجية رحمة سماوية ؛ إعتمادأ على /

" وحجرة ترتب  

لإبادة مدينة   

حجرة ورقة مقص"   

5ـ لنهاية أشياء الشعر صمت يُنهي لعبة (حجرة . ورقة . مقص) ، ثم تنتهي حياة الشعر وحياة السعادة لان مداعبة الحرب ليس سوى قطع شرايين الحياة ونزف خلايا الوجود ؛ بطبيعة زمن ليس له وصف!!.

ثالثاً : ترويج الرقي

اننا بالثقافة وحكمة مباغيها ، وطبيعة شعريتها نضع لنا موضعاً عند قُدمات الرقي الانساني ذوقاً ومتعة ووعياً . وبوعينا القرائي نحاول استجلاء هذا الرقي عبر الشعر . مناسبة قولنا هو قصيدة الشاعرة ايمان شاهين شربا " لا أجيد وصف الحزن " . سنقسمها إلى ثلاثة محمولات . هي :                 أ ـ في الثقاقة والشاعرية

أنا أفهم الثقافة الشعرية بكونها حصيلة معرفية من خمسة أطراف ؛ تذوق الشعر . فهم الشعر . كتابة الشعر . نقد الشعر . تاريخ الشعر. ومن وجهة نظر الشاعرة ـ أخمن ـ ان الثقافة الشعرية بالنسبة للشاعرة هي الموهبة واللغة. لذا سأجيء مع شعرية ثقافة الشاعرة إيمان شربا . لنقرأ :

[لا أجيد وصف الحزن

أتلمس مجراه في خاطري

وأصف البلاد المنذورة للخراب

والكثير من الفقد] ـ الفيس بوك ، في 1/ 6/ 2024

ان المقطع يأخذ بالوهبة التي صاغت لغة التعبيرعن نقائض لفظية تعطي إزاحة فنية ، مثالها :           ـ عبارة / لا أجيد وصف الحزن / تعني دلالياً / أنا لستُ جيدة إلَا بوصف الحزن . وفوق هذا حتى كلمة حزن لم تبقَ بدلالتها النمطية ، انما هي قشرة لفظ تعني ان الحزن عميق كمجرى مياه متدفقة.                                 ـ عبارة / أصف البلاد المنذورة للخراب / تعني دلالياً / أحتج على رهان الخراب السائر بالبلاد نحو هاوية الحزن الأبدي ، وهذا الحزن لن ترض به أعراف الشاعرة ولا موهبتها ، لذا فهي لا تريد بلدها رهينة للخراب الأبدي أو الموقت أو الخالد!.

ـ عبارة / الكثير من الفقد / تعني دلالياً / لابد من منفذ لمصير الفقد. والشاعرة بفطرتها الفطنة (موهبتها) انتجت منفذأ لتجاوز هذا الفقدان بأن جعلته معرى بقصيدة .

* اننا بمتابعتنا لشعرية المقطع السابق وتحليله تحصلنا على معرفة أولية في (الرقي) الثقافي للشعر ، ملخصها: تعميق ثقافة الاحتجاج والتحرر من نمطية التعبير ، والتكهن بالمستقبل المرجو . أي اننا بحاجة الى (الاحتجاج والحرية والنبوءة المفرحة برغم طوفان الخارب) .

ب ـ في حكمة الحكاية

من طرف جديد لشجرة (ترويج الرقي) الحضاري للشعر نهتم بحكمة شعرية لنموذج فني يمثل المحتوى الأهم في الأعمال الفنية كلها ، ومنها قصيدة (لا أجيد وصف الحزن) . سنتابع حكمة الشعر عبر الحكاية الشعرية . لنقرأ :

[آخر الحكايات قلبي وأولها النزيف

وما بين شطرين

قصيدة لامرأة حكاية

تخيط من النزف وطنا] ـ فيس بوك ، في 1/6/2024

ثمة خمس حكايات في سردية المقطع الشعري هذا ؛ هي :   

ـ حكمة حكايات من  يتتبعوا جمال وطيبة القلب .   

ـ حكمة المكلومين بحكايات العشاق على مدى تاريخ عذابهم.

ـ حكمة حكايات الشعر وقصص الشعراء من أرسطو حتى الآن .      

ـ حكمة بطلات العشق وأنوثة مشاعر الجميلات على مدى تاريخ الحضارات ؛ والحضارت هن (الشطرين) للشعر كله.    

ـ حكمة حكايات المناضلين من أجل بلاد آمنة مرفهة ، يتمع أفرادها بحماية الحق والقانون والسلطة.       * هنا تشكل ثقافة الشعر رقياً وتحضراً ذوقياً واجتماعياً معوضاً.

ج ـ سمو المباغي

حين إبتدعت الشاعرة ومضة تجهيل نفسها بوصف الحزن كانت تريد القول انها تجيد وصف الفرح ، لكن ها هي تقول (لا أجيد الفرح ) . إذاً ما الذي تجيده؟ 

أ تريد ان تورطنا بلاجدوى مجدية!!.  

هل تقصد ان نؤمن بلا جدوى ان اصابت او اخطأت بوصف الحزن او الفرح؟

لعلها توحي بأن ليس المهم هذا أو اللا جدوى منه ؛ مادام يتأرجح (الوصف) مثل مصير البلاد بين ليل ونهار. لذا علينا ان نعرف بوجود آصرة غائرة في باطن القصيدة تقول لنا : ان الجدوى كل الجدوى بسمو المبتغى لخلاصة الأفكار التي يتضمنها المقطع الآتي :

[لا أجيد وصف الفرح

حينما غفت البلاد على ظلها

صار الرسول يطل ليلاً

يغطي الحكاية بسترة من ألم

ويرسم على الجدران وشوما

اختصاراّ للوجع] ـ الفيس بوك ، في 1/6/2024

والسمو هنا يؤخذ من أيدي :

ـ يؤخذ من يد شاعرة تجيد الشكوى والاحتجاج ، وتكتب ما ليس فيه نفع مباشر ؛ كونه ليس سلعة    ولا مادة تشبع كائناً غير الذوق والضمير.

ـ يؤخذ من يدي نبي خجول مما يحدث في البلاد من انكفاء وابتلاء وحزن وتشييع الفرح الى مثواه في ظلام النفوس وتحطمها.

ـ يؤخذ من حكاية تناسل جبة الرُسُل بين سلاطين الأزمان الحاضرة الغارقة في غي الماضي وعجز الحاضر وسوداوية المستقبل.

ـ يؤخذ من جدران لا تزال تستقبل رسم الخير والغيرة على الماضي الجليل والصمود من أجل زمن قادم حتمي القدوم.

ـ يؤخذ من وشوم تصيغ الفن وبهاء الحياة رسوماً غائرة في الجسد والروح حتى آخر ذرة هواء تدخل 

الى الروح والجسد ، لترفع التوجع عن وجدان الناس والأرض والأحياء كلهم .

 

 

 

[1] بول ريكور , نظرية التأويل . الخطاب وفائض المعنى , ت . سعيد الغانمي , المركز الثقافي  العربي , المغرب2003, ص143 , ص144

[2] ايمان شربا ، قصيدة حجرة. ورقة . مقص ، اصدار النقابة الفرعية لاتحاد كتاب الغربية ، سوريا ، في 12/3/2024

المشـاهدات 24   تاريخ الإضافـة 22/10/2024   رقم المحتوى 54794
أضف تقييـم