الخميس 2024/10/24 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 17.95 مئويـة
الأمانة والخيانة في الشعر العربي
الأمانة والخيانة في الشعر العربي
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

سامي ندا جاسم الدوري

الأمانة لغة ، ألأمان: الوفاء. والأَمانَةُ الوديعة، وفلان أمين أي وفي لا يتعدى على حق الغير . وفي الإصطلاح هي كلُّ حقٍّ لزمك أداؤه وحفظه

وقيل هي:(التَّعفُّف عمَّا يتصرَّف الإنسان فيه مِن مال وغيره، وما يوثق به عليه مِن الأعراض والحرم مع القدرة عليه، وردُّ ما يستودع إلى مودعه) . وتُعدّ الأمانة من الصفات والقيم

الحميدة التي يجب أن يتحلى بها الإنسان في أي وقت . وقد شددت جميع الشرائع السماوية على الامانة، ومنها الإسلام، فالكثير من الآيات القرآنية الكريمة اكدت ضرورة الأمانة، كما أمر بها النبي عليه الصلاة والسلام في الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة، نظراً الى ما للأمانة من تأثير إيجابي عميق على الفرد والمجتمع .

قال كعب المزني /

أرعَى الأمَانَةَ لا أخونُ أمانتي

إنَّ الخؤونَ على الطريقِ الأنكبِ

وكل موهبة من الله لصاحبها تعد ثروة له وفي الوقت نفسه أمانة عنده ، له إيجابياتها عند الاستخدام ، وعليه سلبياتها ، كما أنها عنده أمانة ونعمة ، فتصرفه فيها يستلزم مراقبة من وهبها ، فلا يستخدمها في ضرر ولا ما يغضب الله عز وجل وهذا شامل في كل مجال .وقال عبيد بن الأبرص /

إذا أنت حمَّلتَ الخؤونَ أمانةً

فإنَّك أسندتها شرَّ مسندِ

قال تعالى: ( إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ) .

وقال صلى الله عليه وسلم : ( لا إيمان لمن لا أمانة له ، ولا دين لمن لا عهد له) . وقوله: (إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة) . والأمانة هي

كلُّ حقٍّ لزمك أداؤه وحفظه.وقيل هي:(التَّعفُّف عمَّا يتصرَّف الإنسان فيه مِن مال وغيره، وما يوثق به عليه مِن الأعراض والحرم مع القدرة عليه، وردُّ ما يستودع إلى مودعه) . والأمانة بمعنى الوديعة وهذه يجب المحافظة عليها ، ثم أداؤها كما كانت .قال المعري /

يخونُك مَن أدَّى إليك أمانةً

فلم ترعَه يومًا بقولٍ ولا فعلِ

فأَحْسِنْ إلى مَن شئتَ في الأرضِ أو أسئْ فإنَّك تجزي حذوك النَّعل بالنَّعلِ

قد أمر الإسلام بحفظ الأمانة وأدائها ، وذم الخيانة ، وحذر منها في نصوص كثيرة منها : قال تعالى ( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها ) وقال ابن كثير( أنها عامة في جميع الأمانات الواجبة على الإنسان، وهي نوعان :حقوق الله تعالى من صلاة وصيام وغيرهما .

وحقوق العباد كالودائع وغيرها .وقال تعالى في صفات المؤمنين (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) ، وقال ايضا ( يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون ) . والخيانة تعم الذنوب الصغار والكبار ، وقيل في الأمانة ( الأعمال التي أؤتمن عليها العباد ) .وقال صلى الله عليه وسلم في الأمر بردها : ( أد الأمانة إلى من ائتمنك ، ولا تخن من خانك ) . وقد قال صلى الله عليه وسلم في ذم الخيانة : ( آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف ، وإذا أؤتمن خان ) ، قال العرجي /

وما حُمِّل الإنسانُ مثلَ أمانةٍ

أشقَّ عليه حين يحملُها حملا

فإن أنت حمِّلتَ الأمَانَةَ فاصطبرْ

عليها فقد حمِّلتَ مِن أمرها ثقلا

ولا تقبلنَّ فيما رضيتَ نميمة

وقل للذي يأتيك يحملُها مهلا

وقال الرسول صلى الله عليه وسلم عن الخيانة (أربع من كنَّ فيه كان منافقًا خالصًا، ومن كانت فيه خصلة منهنَّ كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا اؤتمن خان، وإذا حدَّث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر) . والأمانة لا يصونها إلا الأمين ، ولا يخونها إلا الخائن ، والطبعُ يغلبُ التطبعُ . ومن ضيع الأمانة ورضي بالخيانة فقد تبرأ من الديانة . قال الشاعر /

هي الأخلاق يا قومي تنادي

  • حياتنا. أين الأمانة

لماذا أصبحت في الناس تخلو

لماذا ساد بينهم الخيانة

لماذا هبطت أخلاق قومي

بدنيانا إلى أدنى مكانة

أتى الإسلام للإخلاق حقا

يتممها ويمنحها الصيانة

فبلأخلاق تسمو كل نفس

وتُعطَى من رذائلها حصانة

لقد وصف الله سبحانه وتعالى عباد الرحمن من المؤمنين الصالحين بأنهم حاملي الأمانة وراعيها، فالأمانة هي التي كُلف بني آدم بحملها، والمؤمنين منهم هم من يؤدونها حق الأداء . قال ابو الأسود الدؤلي /

إِذا أَنتَ حُمِّلتَ الأَمانَةَ فارعَها

وَكُونَنَّ قُفلاً لا يَرومُكَ فاتِحُ

فَإِنَّ لسانَ المَرءِ ما لَم يَكُن لَهُ

فُؤادٌ بِما يَخفى عَلى الناسِ بائِحُ

الأمانة من أهمّ الفضائل الأخلاقية والقيم الإسلامية والإنسانية والتي وردت كثيراً في القرآن الكريم والأحاديث الشريفة وفي الشعر العربي ، وقد أولاها علماء الأخلاق أهمّيّة كبيرة على مستوى بناء الذات والشخصية، وعلى العكس من ذلك الخيانة التي تعدّ من الذنوب الكبيرة والرذائل الأخلاقية في واقع الإنسان وسلوكه الاجتماعي . والأمانة هي في الحقيقة رأس مال المجتمع الإنساني والسبب في شدّ أواصر المجتمع وتقوية الروابط بين الناس في نظامهم الاجتماعي وحياتهم الدنيوية والأخروية

قال ابن الرومي /

فصرِّحْ فتصريحُ الصريح شبيهُهُ

وحاشاك ضداك الخيانةُ والغدر

وصُنْ قدرَ نفس عندها عَصبِيَّةٌ

تُريها بحقٍّ أنّ تأميلك الوَفْر

وتُقْنِعُها بالذُّلِّ وهْيَ عزيرةٌ

يُكانِفها من عزمها الصبر والنصر

ولكنها مُنَّتْ بِمَنْزورِ حظِّها

لديك وهل شيءٌ تجود به نزر

وطاب لها المعروفُ منكَ كأنما

بدا فيه طعمٌ من سجاياكَ أو نَشر

المشـاهدات 36   تاريخ الإضافـة 22/10/2024   رقم المحتوى 54796
أضف تقييـم