كتب مهدي عباس

نصل الى  الفيلم العراقي الثاني عشر وهو الفيلم الشبابي ( ادبته الحياة ) لاصغر مخرج في تاريخ السينما العراقية الا وهو المخرج مهند الانصاري حيث كان في الثامنه عشر من عمره حين باشر باخراج الفيلم وانتاجه ايضا مع مجموعه من الاصدقاء كما قام بكتابة الفيلم بنفسه وشاركه في انتاجه عدنان الصراف فيما ادار تصويره ثلاثة مصورين هم عبد الخالق السامرائي والياس جموعه واحمد قباني  موسيقى : عبد الوهاب بلال مدير الانتاج : عدنان الصراف واشترك في بطولته كل من مهند الانصاري و مديحة شوقي و عدنان الصراف و حمادي الخزعلي و داود عبد الحسين و هادي الخزعلي وعلي الانصاري , ويقدم الفيلم بشكل بسيط بعض مشاكل الشباب اليومية وميلهم الى اللهو والتسكع واسراف الوقت وتاثير البيئة عليهم من خلال سلوك الشاب مهند واكتسابه بعض السلوكيات الخاطئة  ومن ثم تاثيره في اصدقائه  الذين يكتسبون ذات الصفات ويجري ذلك بطريقة ارشادية ووعظية مباشرة وبسيطة ..الطريف ان دور السينما الكبرى رفضت عرضه لانه ليس بالطول المعتاد حيث ان مدته 45 دقيقة..حتى وافقت ادارة سينما ريجنت ( مكانها كان بداية جسر الاحرار من جهة الكرخ ) وهي سينما درجة ثانية على عرضه ابتداءا من 6 / 1 / 1958 في برنامج واحد مع فيلم اجنبي ..

للاسف حاولنا كثيرا منذ التسعينات وايام خميس الفيلم العراقي البحث عن نسخة من الفيلم لكننا لم نحصل عليها وظل الفيلم واحدا من الافلام المفقودة في تاريخ السينما العراقية حاله حال مشروع زواج لكاميران حسني وابو هيلة لمحمد شكري جميل ويوسف جرجيس حمد وليالي بغداد لبرهان الدين جاسم  وارادة شعب لبرهان الدين جاسم ايضا وغيرها ومهند الانصاري يلقب بملك الاثير كونه قدم اشهر وافضل الاعمال الاذاعية في تاريخ الاذاعات العربية وهو من مواليد مدينة الكاظمية عام 1939  من عائلة دينية لكنه كان يهوى التمثيل والمسرح منذ نعومة اظفاره بدأ حياتة الفنية مشاركتة بصفة كومبارس في فلم  ( فتنه وحسن  لحيدر العمر وفلم ندم لعبد الخلق السامرائي  ) وبعدها شارك بدور ثانوي بفلم وردة ليحي فائق اتجه لاخراج المسلسلات الاذاعية فابدع في الاخراج الاذاعي الذي كان يعشقه من خلال اخراجة مسلسلات ( في رمضان / الديناصور / كان يا مكان ) عمل في بيروت مع اذاعيين واعلاميين معروفين بصفة مساعد مخرج ولكنة بالحقيقة كان هو المخرج الحقيقي عمل مخرجاً في اذاعة الخليج  فأخرج البؤساء لفكتور هيجو واخرج مسلسل الجريمه والعقاب لديستوفيسكي   دعاه محمد الطوخي لاخراج بعض الاعمال في القاهرة حيث أخرج مسلسل الاعصار من بطولة سناء جميل وعبدالله غيث ومحمود مرسي وعمر الحريري  كما اخرج ثلاثية نجيب محفوظ ( بين القصرين / قصر الشوق / السكرية )  ، وسيرة نجيب محفوظ بعد فوزة بجائزة نوبل.

في السينما المصرية قدم فلمين هما القضية رقم 1 من بطولة مديحة كامل وخالد زكي وفيلم القمة الباردة من بطولة ليلى طاهر ومحمد نوح وفيه اكتشف الفنانة اسعاد يونس في اول ادوارها السينمائية . رحل عنا رحمه الله عام 2000 عن 61 عاما