النـص : ** يقدم الاعمام في اطلاق الاتهامات بما يتعلق بالفساد ، خدمة جليلة للكثير من السياسيين للافلات من التشخيص الدقيق للفاسد الحقيقي ، فيتسترون خلف ذريعة انهم غير المعنيين بهذه الاتهامات وعلى من يتحدثون عن الفساد ان يقدموا ادلتهم وبراهينهم لاثبات ذلك.
** قد يتساءل البعض عن ما هي تلك السلوكيات المنحرفة التي يستخدمها الفاسدون للوصول الى مغانمهم ، فنقول لهم انها كثيرة تحتاج الى ترك الطرق التقليدية والبحث في التفاصيل من خلال التحري عن كل صغيرة وكبيرة للكشف بعد ذلك ان الفساد بات فناً خاصاً وحرفة لا يجيدها الا ذوو الخبرة والاختصاص ، وهو ما يفسر عجزنا عن الأيقاع بهم بسهولة.
** قد يرى البعض أن الأمر يتعلق بإصلاح المؤسسات لينصلح الحال وتسير الأمور بشكلها الطبيعي، وهو اجتزاء لحل لا يحقق الطموح بالأصلاح ، لان الخيمة التي تستظل بها هذه المؤسسات تعاني من خلل يمنع انقاذ عملية اصلاح المؤسسات، بل وتعطلها وتحمي المفسدين بها وتعرقل أي مسعى لاستعادة عافيتها وفاعليتها لتؤدي اداء متناغماً تنعكس على مرافق الحياة العامة.
|