الواقع هو الملهم الأساسي والنواة الأولى لكتابة الدراما والكوميديا صلاح الدين مجود: الأدوار الثانوية إلزامية لصقل موهبة الخريجين |
فن |
أضيف بواسـطة addustor |
الكاتب |
النـص : يبدأ الممثلون الشباب حياتهم المهنية بأحلام كبيرة، لا ينجح في تحقيقها غالبا إلا أولئك الذين يدركون أن سلم النجاح والثبات عليه يستوجب أن يصعدوه درجة تلو الأخرى، فيقبلون خوض تجارب صغيرة ولعب أدوار ثانوية تصقل موهبتهم وتؤهلهم مستقبلا لأدوار البطولة. من هؤلاء الممثل صلاح الدين مجود الذي جمعنا به حوار لـ“العرب”... انتشر في الآونة الأخيرة أن خريجي الإجازة المهنية في مهن المسرح والدراما غالبا ما يقبلون بالأدوار الثانوية كجزء من مسارهم المهني لتطوير مهاراتهم الفنية وصقل قدراتهم التمثيلية، رغم أن المنطق يشير إلى أن أصحاب التخصصات المسرحية والدرامية هم الأجدر بأدوار البطولة، إلا أن هؤلاء الخريجين يختارون هذا النهج بدافع التعلم المستمر واكتساب الخبرة في بيئة عملية شديدة التنافس، ما يساهم في تكوين قاعدة صلبة لمهنتهم، حيث إن الأدوار الثانوية رغم أنها قد تبدو بسيطة إلا أنها تمكن الفنانين الشباب من فهم أعمق لعالم التمثيل وتجعلهم أكثر استعدادا لأداء أدوار أكبر وأكثر تعقيدا في المستقبل.يقول الممثل المغربي الشاب صلاح الدين مجود ، “في إطار تجربتي الفنية كان العمل مع مخرجين مثل إدريس الروخ وهشام جباري تجربة فريدة بكل المقاييس، إذ إن هذه التجارب لم تكن مجرد محطات عابرة بل كانت غنية بالدروس التي صقلت فهمي لفن التمثيل وعمقت رؤيتي للعمل السينمائي والتلفزيوني. إن المخرجين الروخ وجباري يتميزان بأساليب إخراجية متميزة، فكل واحد منهما يحمل بصمته الخاصة، ما يجعل العمل معهما فرصة ثمينة للتعلم والنمو”.ويضيف “رغم أن الأدوار التي قدمتها كانت ثانوية ولم تمنحني المساحة الكافية للتعبير عن إمكانياتي الكاملة، فإن هذه التجارب شكلت لي تحديا مهما وجعلتني أعي أن كل خطوة في مسيرتي الفنية تسهم في بناء شخصيتي كممثل، حيث أشعر أنه بإمكاني تقييم نفسي وتجربتي بشكل أفضل إذا أُعطيت لي فرصة لعب أدوار أكبر تحمل عمقا أكبر وتتيح لي استعراض قدراتي بشكل أوسع”.وعند التطرق إلى الأدوار الثانوية وكيفية اختياره للمشاريع التي يشارك فيها، يقول مجود “الأدوار الثانوية ليست مجرد محطات عابرة في حياة الممثل، بل هي مرحلة ضرورية وأساسية، لأنها تمنحنا الفرصة لاكتساب المهارات والخبرات التي لا يمكن الحصول عليها إلا من خلال العمل المستمر، حيث أتعلم تفاصيل جديدة عن الشخصية وأصبح أكثر قدرة على التفاعل مع النص والمخرج. وبالنسبة لاختياراتي أود أن أوضح أن حرية الاختيار غالبا ما تكون محدودة في المشهد الفني المغربي، خاصة للممثلين الصاعدين، فهذا المجال يتطلب منا قبول التحديات وخوض تجارب متعددة دون رفض، حتى لو كانت الأدوار صغيرة، إنه نوع من التضحية التي نقوم بها بهدف الوصول إلى الأدوار الرئيسية التي نحلم بها، فالطريق قد يكون صعبا أحيانا لكنني أؤمن بأن هذه التحديات هي التي تصنع الممثل وتجعله يتطور مع الوقت”.ويتطرق الممثل المغربي الشاب صلاح الدين مجود إلى تجربته في المشاركة في أعمال أجنبية مثل “الوعد” و”لا أرض للرجال”، حيث يقول “بالتأكيد هناك فرق شاسع بين العمل في الإنتاج الأجنبي والمحلي، وبدون أن أقلل من تجربتي في السينما المغربية، يمكنني أن أقول إن الاحترافية التي يتميز بها الأجانب عالية إلى حد كبير، حيث إن الفارق يظهر بوضوح منذ اللحظة الأولى من حيث راحة الممثل وإعداده نفسيا وفنيا للعمل، بالإضافة إلى الجوانب التقنية والمادية التي تتفوق بشكل واضح، كما يخصَّص وقت أكبر للتحضير والتركيز على التفاصيل، وهو أمر يُسهم في تقديم منتج نهائي متكامل من حيث الجودة”.وعن التحديات التي واجهها أثناء تصوير مسلسل “أنا وأنتِ”، يوضح مجود “التحدي الأكبر بالنسبة لي كان التوفيق بين تصوير المسلسل وعرضي المسرحي الذي أخرجته بعنوان ‘بارانويا’، بالإضافة إلى دوري في مسرحية ‘زمن الأخطاء’، حيث إن العمل على هذه المشاريع المسرحية بالتزامن مع التصوير في المسلسل كان أمرا مرهقا للغاية، وكان يتطلب مني الكثير من التنظيم والتركيز لأتمكن من تقديم أداء جيد في كلا المجالين، لكن مع ذلك استطعت بفضل حبّي للمسرح والتمثيل التغلب على هذه الصعوبات وإيجاد توازن بين المسرح والتلفزيون”.وحول مشاركته في مسرحيات مثل “زمان السيبة” و”بارانويا” وتأثيرها على تطوير مهاراته كممثل، يقول إن “المسرح هو بالفعل أبوالفنون، وهو الأساس الذي ينطلق منه كل ممثل. هذا الموسم كان بمثابة عودة حقيقية لي إلى خشبة المسرح، خاصة أن دراستي في الإجازة المهنية للمسرح وفنون الدراما كانت مليئة بالتطبيقات العملية، وهذه الفرصة فتحت لي الباب للعودة إلى المسرح بعد غياب دام ست سنوات، وقدمت عدة أعمال مسرحية مثل ‘وداعا سقراط’ و’زمن الأخطاء’، إلى جانب إخراجي لمسرحية ‘زمان السيبة’، وبالتالي المسرح يمنحني الفرصة لتطوير نفسي بشكل مستمر ويجعل الممثل داخلي يعيش اللحظة ويواجه الجمهور بشكل مباشر، وهو ما يعزز من قدراته ويصقل مواهبه”.ويشير الممثل المغربي إلى العنصر الذي يعتبره الأكثر إلهاما له في صناعة الترفيه، حيث يقول “الواقع هو العنصر الذي يلهمني بشكل أساسي، فهو يشكل نواة الدراما والكوميديا التي نقدمها على الشاشة، ما يحدث في الحياة اليومية، سواء في الحي الشعبي أو في أماكن أخرى مختلفة، وهو ما يغذي إبداعي ويدفعني إلى التفاعل مع الشخصيات والأدوار التي أقدمها، فالقصص التي تنبثق من الشارع تحمل في طياتها مواقف حقيقية، وهي التي تخلق الترفيه الواقعي الذي يلامس قلوب الناس”.وعن أهمية التعاون مع فريق عمل قوي ومدى تأثير ذلك على جودة الأداء، يوضح مجود “قوة الفريق هي الأساس الذي يرتكز عليه العمل المتكامل. إن الانسجام بين أفراد الفريق، سواء كانوا ممثلين أو مخرجين أو تقنيين، يؤثر بشكل كبير على نتيجة العمل النهائي، فدائما ما أحرص على العمل مع فريق قوي ومنسجم، لأن التناغم بيننا يؤدي إلى تقديم أداء أفضل على الشاشة ويمنح العمل روحا قوية يشعر بها المشاهد”.وبشأن التغييرات أو التعديلات التي قد تطرأ على الأدوار أثناء التصوير، يؤكد مجود “أتعامل مع هذه التغييرات بكل مرونة وسرور، فالممثل المحترف يجب أن يكون قادرا على التأقلم مع أي تغيير يحدث في اللحظة الأخيرة، سواء كان في النص أو في طريقة الأداء. هذه التعديلات تضيف بُعدا جديدا للشخصية، وتمنحني فرصة لاستكشاف آفاق أخرى في التمثيل”.وفي ما يتعلق بالدور الذي يحلم بتقديمه في المستقبل، يضيف “على المستوى المحلي، أحلم بتقديم دور بطولة في مسلسل يكون له تأثير كبير. لكن الحلم الأكبر بالنسبة لي هو الانتقال من المحلية إلى العالمية، حيث أطمح إلى أن أكون جزءا من مشاريع دولية تتيح لي تقديم إبداعاتي أمام جمهور عالمي”.أما عن التقنيات أو الأساليب التمثيلية التي يعتمدها لتحسين أدائه في المشاهد المختلفة، فيقول مجود “المسرح بالنسبة لي هو المادة الأولية والأساس الذي أعتمد عليه في تطوير نفسي، فمن خلال التمارين المسرحية والعروض الحية، أستطيع تحسين مهاراتي بشكل مستمر، كما أنني أستفيد من تقنية ممثل الأستوديو، وأستلهم من مشاهدة الأعمال السينمائية العالمية والمحلية، بالإضافة إلى قراءة الكتب المتخصصة في السينما، التي تفتح لي آفاقا جديدة في فهم الشخصيات والتفاعل معها”.
|
المشـاهدات 69 تاريخ الإضافـة 27/10/2024 رقم المحتوى 55020 |
اديبات إماراتيات يناقشن أهمية الكتابة السردية النسائية |
وزارة التربية تمدد فترة تسجيل الطلبة في المدارس الثانوية العامة |
الولايات المتحدة..من الديمقراطية إلى الدراما الكوميدية مع ترامب! |
مصير مجهول.. رحلة بوجبا من قمة المجد إلى الهاوية |