مع أول موسم المطر أمتلأت بل غرقت كثير من شوارع ومناطق العاصمة بغداد ، وكعادتنا في كل عام نستمع الى تبريرات أمانة بغداد من دون علاجات ناجعة لهذا المشهد القديم الحديث السنوي وكأن أمانة بغداد ومديرياتها العامة المتوزعة على الرقعة الجغرلفية للعاصمة بغداد في عالم آخر وكأن الصيانة التي تعلن عنها وتبشر بها هي محض خيال أو انها ترقيعية لم تؤدِ مؤداها ، فخلال اليومين الماضيين ومع تساقط الامطار شهدت أغلب شوارع العاصمة الرئيسية وحتى الفرعية ومعها المناطق السكنية امتلاءً بل غرقاً في كثير منها وكأنها في حالة انسداد تام ، وكما اشرنا ان هذا المشهد ليس بالجديد بل هو سنوي مكرر الامر الذي يتطلب من الحكومة التدخل السريع والوقوف أولاً على الاسباب الحقيقية التي تحول دون علاج هذه الحالة المتكررة ومن ثم وضع العلاجات السريعة تساوقاً مع مواسم الامطار خلال هذا العام ومن ثم العمل على وضع الخطط الكفيلة بعدم تكرار هذه الازمة خلال المواسم القادمة، فليس من المعقول ان تعجز امانة بغداد بأداراتها السابقة والحالية عن عدم وضع الحلول الناجعة لازمة مياه الامطار وامكانية تصريفها ،وكذلك عدم انجاز المشاريع الكفيلة بحل هذه الازمة السنوية في العاصمة وهي بطبيعة الحال من صلب عمل امانة بغداد ودوائرها المختصة، فهذه الازمة حالها حال ازمة الكهرباء حيث لابد للحكومة الحالية وهي التي شرعت منذ سنتين من الان بأنشاء مشاريع كثيرة كأولويات في الجانب الخدمي فلابد لها كما نرى أن تضع في أولوياتها ايضا مشاريع خاصة لهذه الازمة التي تتعلق بجانب المجاري الخاصة بتصريف مياه الامطار وهي مشكلة ليست وليدة الساعة بقدر ماهي كما قلنا قديمة حديثة ونستغرب لعدم اخذها بنظر الاعتبار وعدم التقليل منها واعتبارها بسيطة ليست من الاولويات الخدمية وحث امانة بغداد على القيام بدورها وعمل الصيانة مبكرا وقبل موسم الامطار وعلى اكمل وجه من دون اجراءات ترقيعية غير مجدية وخلق اعذار غياب التخصيصات المالية التي عادة مانسمعها من الأمانة ومتحدثيها ، وكما قلنا لابد من التدخل الحكومي من قبل رئاسة الوزراء وتكليف مثلا وزارة الاعمار والاسكان للعمل المشترك مع امانة بغداد بغية وضع الحلول الممكنة على مستووين اولهما بمستوى سريع لمعالجة هذا الموسم وثانيهما على المدى المتوسط والبعيد لانجاز المشاريع الكفيلة بمعالجتها نهائيا في العاصمة بغداد ووضع الموازنات المالية المناسبة لها وندعو رئيس الوزراء للتدخل في تشكيل لجنة مختصة مشتركة من الوزارة والامانة وتحديد الاولويات لعجز الامانة في واقع الامر كما اثبتت الوقائع خلال السنين الماضية عن الاتيان بالحلول المناسبة لهذه الازمة .